بالأسماء.. فنانات هزت عرش مصر
الأحد، 20 ديسمبر 2015 07:09 م
تبادل المصالح أساس أي علاقة حتى أن الفلاسفة والمفكرين يرون في علاقات الحب بين الجنسين، مصلحة فكلاهما يرغب في الوصول الى حالة الإشباع العاطفي فهل ينطبق ذلك على العلاقة بين الفن والسياسة، بين السلطة في بلد ما، والمشاهير من النجوم والنجمات، فالواقع يقول إن هناك تزاوجا بين الطرفين فالسلطة تحتاج دائما إلى من يسهل لها الوصول بأفكارها للناس ليكون قناة تمرر من خلالها سياساتها ومشروعاتها.
كما أن الفنان يحتاج أيضا لمن يسانده، ويوفر له الأرضية الصلبة التي يستطيع عن طريقها تدعيم نفسه والانطلاق الى عالم أرحب من الشهرة والمجد، تحت غطاء آمن، هكذا يمتزج الثراء والشهرة في جانب مع النفوذ والسلطة في جانب فعلي سبيل المثال مشاركة الراقصة سما المصري خلال انتخابات مجلس الشعب الماضية قنبلة من العيار الثقيل وفتحت باباً لا يغلق من علاقة الفنانات بالسياسة خاصة بعد انتشار عدد من القصص والفضائح عن هذه القصة فكانت البداية مع سما عند إعلانها زواجها من النائب السلفي السابق أنور البلكيمي ابان فترة حكم الاخوان، خلال تولية عضوية مجلس الشعب في برلمان 2012 عن حزب النور، في نفس الوقت الذي نفي فيه "البلكيمي" وجود علاقة تجمعهما قائلًا في أحد تصريحات الصحفية:"أقسم بالله إنني لم أعرفها سوى اليوم الخميس، حيث كنت أتناول الإفطار مع زوجتي وأبنائي حين فوجئت باتصال من أحد أصدقائي حول ما زعمته تلك الراقصة ضدي".
ومع كثرت الجدل الذي أثير حولة في هذة الفترة بشأن قضية تعرضه لسطو مسلّح والبلاغ الذي تقدم به صاحب مستشفى تجميل ضده وزاجة من سما المصري وافق البرلمان برفع الحصانة عنة لحين سماع أقواله.
ولكن القصة الاشهر كانت مع الفنانة برلنتي عبد الحميد والتي بدأت قصتها مع السياسة بعد زواجها العرفى من المشير عبد الحكيم عامر، ونظرًا للدواعى الأمنية التى تتطلب عدم معرفة مكان المشير وتحركاته، كان المشير حريصًا على ألا يعرف الناس بزواجه، وكذلك كانت رغبة الرئيس جمال عبد الناصر. وقام جهاز المخابرات آنذاك، بقيادة صلاح نصر، بعدة تحريات عن برلنتى عبد الحميد، بعد الارتياب فى كونها جاسوسة مدسوسة، تستغل علاقتها بالمشير لتسريب أسرار البلاد، وأثبتت التحريات براءتها من كل تلك التهم.
في منتصف الستينيات انطلقت أقاويل تؤكد علاقة وزير الدفاع المصري آنذاك المشير عبد الحكيم عامر بالمطربة الجزائرية وردة· وقيل إن المشير يعيش معها قصة حب و قيل أيضا إن مثل هذه العلاقات لا يطلق عليها وصف الحب إلا من باب التأدب مع القادة والشخصيات العامة الكبيرة· ومن كتاب ما لم تنشره الصحف للكاتب محمد رجب و قيل إن جمال عبد الناصر اختلف مع المشير حول هذه العلاقة، بل وخيّره بين أن يعزله، أو يطرد وردة من مصر وحينما أصدرت القيادة السياسية المصرية قرارا يتعلق بمستقبل وردة الفني في مصر كثرت الحكايات وتأكدت الأقاويل، وتأزم موقف وردة التي لم تكن تتوقع تدخل القيادة السياسية المصرية بهذا الشكل المثير.
وكانت البداية حينما اقتربت سيارة المشير من امرأة شابة تقف أمام سيارتها المعطلة وكان ذلك في دمشق·· فأمر ضباطه بإصلاحها وعندما سأل عنها، أبلغوه بأنها مطربة جزائرية تقوم بإحياء حفلات في دمشق وبيروت وبعد أسابيع من اللقاء استقرت وردة بالقاهرة، واستغلت شائعة ارتباطها بالمشير واستثمرتها جيدا، فانهالت عليها العروض السينمائية والحفلات العامة، ولم يستمر الحال طويلا، حيث أمر عبد الناصربطردها من مصر، في حين نشرت الصحف، تقول إنها غادرت القاهرة في جولة فنية طويلة، لم تنته إلا بموت عبد الناصر.
أما القصة الاصعب فكانت من نصيب السندريلا بالرغم ان سعاد حسني فارقت الحياة منذ سنوات، وبقى لغز حياتها ومماتها حاضرًا ومحيرًا رغم رحيلها، مع مرور السنين أسدل الستار على بعض أسرار سندريلا السينما المصرية، وتسارعت الأحداث وتصريحات المقربين منها لكشف المستور.
سعاد حسني، التى تربعت على عرش النجومية بسرعة فائقة، لم تستطع الإفلات من قبضة «الواجب الوطني» الذى جعلها تدخل غمار المخابرات مجبرة، تحت قناع الفنانة الدلوعة، «سندريلا» كان مجرد اسم ضمن لائحة من السيدات والمشاهير اللاتى تم استغلالهن من طرف الثنائى صلاح نصر، أشهر رئيس لجهاز المخابرات المصرية، وصفوت الشريف، وزير الإعلام والمسئول عن وحدة «فتيات السيطرة» فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
بدأت المخابرات فى شخص صفوت الشريف، بإحكام قبضته على سندريلا بعدما تم تصويرها بكاميرات سرية أثناء إقامتها لعلاقة حميمية مع ضابط فى المخابرات يدعى محمد كامل، والذى بملامحه الأوروبية انتحل شخصية أحد الفرنسيين للإيقاع بالنجمة المصرية. الشريط الذى تم تصويره بإشراف صلاح نصر رئيس المخابرات والضابطين حسن عليش ويسرى جزار، كان الورقة الضاغطة التى تم استغلالها لتجنيد سندريلا وإجبارها على تنفيذ عمليات «الكنترول» الهادفة إلى الحصول على صور أو أفلام تثبت وجود علاقة جنسية مشينة للشخصيات المستهدفة، واستخدمت هذه العمليات كسلاح لضرب شخصيات مرموقة فى بلدان أخرى. توالت عمليات سعاد حسنى التى كانت، إلى جانب زميلاتها، عين المخابرات فى السهرات الفنية، حيث لا توجد تحفظات، لتصبح مجندة لمراقبة الرئيس العراقى صدام حسين الذى كان مولعًا بـ"سندريلا" إلى درجة الهيام.
وهى من ضمن الأسماء التى وردت فى اعترافات صفوت الشريف أمام النيابة فى قضية انحراف المخابرات، حيث قال: "أعقب عملية سعاد حسنى وهناك عملية أخرى خاصة بشريفة ماهر فى أواخر سنة 1963 بعد كنترول سعاد حسنى بحوالى 15 يومًا، وقد صدرت الأوامر بخصوص هذه العملية من حسن عليش حيث اتصل بى وكلفنى بعمل كنترول على شريفة ماهر بالاشتراك مع محمود كامل شوقى وقال لى أنه اتصل بالأخير أيضًا وأعطاه التعليمات اللازمة". وحضرت شريفة مع كمال عيد إلى الشقة وتمت عملية كنترول كاملة لها أثناء عملية جنسية بينها وبين كمال عيد، وقد توليت أنا وأحمد الطاهر وصلاح شعبان تنفيذ العملية ولم يحضر صلاح نصر أو حسن عليش فى ذلك اليوم وتسلم أحمد الطاهر الأفلام وكانت 35 مم سينما.
وكذلك استغلت كاميليا علاقتها بالملك فاروق وكانت تمد اسرائيل بالأسرار التي كان يبوح بها فاروق وحينما اتهمتها الصحافة بالتجسس لصالح اسرائيل، أعلنت أنها لم تسافر لإسرائيل أو القدس·· وقامت بجمع تبرعات للجيش المصري المحارب في فلسطين ولم يكن اتهامها آنذاك مبنيا على دليل مادي وإنما على أساس تصورات عامة منها كونها يهودية، وبراعتها في الاتصال بكبار الشخصيات، والتصاقها بالملك.