فى ذكرى ميلاده.. إسماعيل ياسين بدأ مناديًا للسيارات وأصبح معشوق المصريين
الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015 12:00 ص
أسطورة الكوميديا التى أضحكت ملايين المصريين الذين عشقوه وعشقوا فنه، صغيرا كان أو كبيرا فكل من شاهده لايتوقف عن الضحك حتى وإن لم يتحدث فتكفى تعابير وجهه حتى أصبح ابو ضحكه جنان .. انه اسماعيل ياسين الذى ولد فى مدينة السويس عام ١٩١٢ قبل أن تتوفى والدته وهو لايزال طفلا يافعا، بعدها كبر والتحق باحد الكتاتيب ومنها الى مدرسه ابتدائيه حتى الصف الرابع الابتدائى حتى افلس محل الصاغه الخاص بوالده ،بعدها اضطر للعمل كمناديا امام محل لبيع الاقمشه ليتحمل مسئولية نفسه ومن ثم مناديا للسيارات باحد مواقف السويس بعد هروبه من منزله خوفا من بطش زوجة ابيه.
بعد ذلك اتجه الى القاهره للعمل فى احد مقاهى شارع محمد على ثم عمل مع الاسطى نوسه أشهر راقصات الأفراح الشعبية فى ذلك الوقت ولكن الاجر لم يكن يكفيه فذهب للعمل فى احد مكاتب المحاميين ،ثم بدأ يفكر فى تحقيق حلمه الفنى فى ان يكون مطربا خاصة وانه كان من عشاق المطرب محمد عبد الوهاب وكان دائما يردد اغانيه فذهب الى بديعه مصابنى بعد ان اكتشفه توأمه الفنى وصديق عمره وشريك رحلة كفاحه المؤلف الكوميدى ابوالسعود الابيارى والذى كون معه ثنائيا فنيا شهيرا حتى عمل بفرقتها واستطاع ان ينجح فى مجال المنولوجات واستمر فيه لمدة عشر اعوام.
ثم كانت بداية دخوله عالم السينما عندما اختاره فؤاد الجزايرلى ليشترك في فيلم (خلف الحبايب). وقدم العديد من الأفلام لعب فيها الدور الثاني من أشهرها في تلك الفترة (علي بابا والأربعين حرامي) و(نور الدين والبحارة الثلاثة) و(القلب له واحد)حتى جذبت موهبته انتباه أنور وجدي الذى استعان به في معظم أفلامه، ثم أنتج له عام 1949 أول بطولة مطلقة في فيلم (الناصح) أمام الوجه الجديد ماجدة .
حملت العديد من أفلامه اسمه مثل إسماعيل ياسين في متحف الشمع - إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة - إسماعيل ياسين في الجيش - إسماعيل ياسين في البوليس – إسماعيل ياسين في الطيران – إسماعيل ياسين في البحرية ، ولازمه فى العديد منها الممثل رياض القصبجى الشهير بالشاويش عطية، حيث كانت مشاهدهما ولا تزال محطة هامة في تاريخ الكوميديا التي يستمتع بها الجمهور حتى الآن بسبب المفارقات العجيبة والمواقف الطبيعية والمقالب التي يدبراها لبعضهما البعض.
ساهم أبو ضحكة جنان أيضا فى صناعة تاريخ المسرح الكوميدي المصري فكون فرقة تحمل اسمه بشراكة أبو السعود الإبياري ظلت تعمل على مدي 12 عاما قدم خلالها ما يزيد علي 50 مسرحية بشكل شبه يومي .
وبالرغم من النجاح الساحق الذى حققه على على مدار تاريخه الفنى إلا أن مسيرته تعثرت فى العقد الأخير من حياته حتى أنه بعد ان كان يقدم مايقرب من 10 أفلام فى العام أصبح لايقدم سوى فيلمين وربما أقل، ويرجع بعض النقاد السبب فى ذلك إلى أنه لم يكن من المقربين من المسؤولين في الحكومة، حتى فوجيء بتراكم الضرائب عليه وأصبح بين عشية وضحاها مطاردا بالديون وحجز علي العمارة التي بناها بكفاح عمرة لتباع امام عينه ويخرج من رحلة كفاحه الطويلة خالي الوفاض فاضطر إلى حل فرقته المسرحية ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة ،بعدها عاد إلى مصر وأدى أدوارا صغيرة لا تتناسب مع تاريخه الحافل، وظل يعيش حزينا مريضا بعيدا عن أعين الناس التى لم ترحمه ولم تقدر فنه حتى وافته المنية عام 1972 إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير في فيلم كان من بطولة نور الشريف.