الطلاق الباطل

الجمعة، 25 فبراير 2022 02:52 م
الطلاق الباطل
آمال فكار

 
أغرب بلاغ تقدمت به امرأة لمركز الشرطة تتهم به مجهولين باختطاف زوجها وزوجته الجديدة التي تزوجها منذ أسبوعين، وأكدت إن المجهولين اقتحموا المنزل وكسروا الباب ودخلوا المنزل بالقوة ووثقوهم بالحبال تحت التهديد، ونقلوهم لسيارة نصف نقل خارج البيت، وفروا هاربين وسط صرخات الزوجة الاولى المبلغة وأولادها.
 
في إحدى منازل مدينة السلام حيث تقيم الزوجة -أم لثلاثة أطفال- قالت أنها امضت السهرة مع زوجها وزوجته الجديدة وتدعي "سلوي" في مشاهدة برامج التليفزيون، وبعد ذلك دخلت إلى حجرة النوم مع اولادها في حجرة ودخل زوجها ينام في الحجرة المجاورة مع زوجته الجديدة، وكانت وقتها الساعة تقترب من الثالثة بعد منتصف الليل، حثي اقتحم ثلاثة رجال المنزل، ودفعوها عيداً وقالوا لها "ابعدي عن طريقنا إنتى واولادك"، وأضافت: بعد ذلك جذبوني وضربوني وضربوا زوجي وزوجته الجديدة وهما بملابس النوم، ودفعوهم إلى سيارة، وحينما حاول جارا لنا "س" ابعادهم وجذب زوجى وزوجته اعترضوا طريقه، ودفعوه نحو البيت وفروا هاربين، وبعدها مباشرة أسرعت انا وجارنا إلى قسم الشرطة للإبلاغ.
 
بعد تلقى البلاغ حاولت أجهزة البحث التوصل إلى حقيقة ما حدث، وفجأة دخل قسم الشرطة مجموعة من المشايخ وطالبوا لقاء رئيس المباحث، وقد قال اكبرهم سنا "اطمئن يا باشا ابنتنا معنا وبخير، ولم تكن هناك جريمة ولا خطف، وكل ما في الامر أن الطلاق بينهما يتم الآن وسوف يعود كل منهما إلي بيته، وسوف نحضر إلى القسم بعد المغرب وننهي المحضر".
 
كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة مساء، والجميع في انتظار حضور الزوجين، وحدث هرج ومرج خارج المكتب ثم وصلت امرأة جميلة جدا ومثيرة، لكنها عابسة وبملابس النوم وخلفها رجل تكسو وجهه ملامح الحزن والارهاق، ودخل معهما المتهمين بالخطف، وكان علي وجوههم ابتسامات واسعة كمن حقق نصرا كبيرا، وقالوا لمشايخ العرب "كله تمام".
 
وقتها لم يكن امام رئيس المباحث سوي سؤال الزوج: أين كنت وماذا حدث؟. في نظرات حاقدة وحزينة قال الزوج: "مفيش يا بيه.. ماحدش خطفنا ولا حاجة، هم اكانوا عايزين يعيدوا ابنتهم التي تزوجتها لأهلها، فهي زوجتي لكنى طلقتها خلاص يا بيه، انا راجع البيت بعد اذنك!".
 
قاطعه رئيس المباحث وقال للزوج: ألم يتم خطفك أنت وزوجتك؟. رد الزوج: لا مفيش خطف، أنا تعبان وعايز اروح انام، واسأل زوجتي ستقول لك لم يتم خطف او شيء.
 
وعندما سألها رئيس المباحث الزوجة كان ردها: مفيش خطف أنا كنت في بيت اسرتي ورجعت إليهم، لكني الآن مع هذا الرجل الذي يقول أنه زوجي.
 
هكذا انتهي كل شيء، خرج الرجل وحيد مطلق، وخرجت المرأة مع أهلها، فقد قال المشايخ أن هذا الزواج باطل في حكم عرفهم لأنه تم بدون علمهم، لكن رجال الدين والقانون يؤيدون أن هذا الطلاق باطل لأنه تم اكراه الزوج والزوجة عليه، ففي الدين والقانون هذا الزواج لازال قائم.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق