غزة تنهي عصر الغطرسة الإسرائيلية للأبد

السبت، 23 ديسمبر 2023 07:15 م
غزة تنهي عصر الغطرسة الإسرائيلية للأبد
عصام الشريف

منذ أن تأسست دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهي تعتمد في تثبيت دعائمها على الدعاية الكاذبة التي قامت على ترويج مقولة «الجيش الذي لا يقهر» لكن يبدو أن الأيام المقبلة ستنهي عصر الغطرسة الإسرائيلية للأبد.
 
في 7 أكتوبر الماضي، استيقظ المجتمع الإسرائيلي على عملية طوفان الأقصى التي لم يتوقعها لا الموساد ولا الشاباك ولا حتى المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي إيه»، راعية أمن إسرائيل، ليأتي الرد الإسرائيلي سريعا بحشد جنود الاحتياط لأول مرة منذ حرب أكتوبر 1973، في ظل تصريحات لحكومة الاحتلال بالقضاء على حركة حماس وتحرير المحتجزين في القطاع، لتبدأ أول أيام الحرب بقصف وحشي مجنون لجيش الاحتلال على الأحياء السكنية والمستشفيات ومنظمات الإغاثة الدولية، قبل أن تعلن الإدارة الإسرائيلية عن الاجتياح البري بعد نحو أسبوعين من القصف المكثف على القطاع.
 
ومع بدء جيش الاحتلال التوغل البري في القطاع، حتى انكشفت الصورة الذهنية تماما عن قدرات إسرائيل العسكرية، ليس بالنسبة للعالم والفلسطينيين، ولكن بالنسبة للمجتمع الإسرائيلي الذي وجد جيشه «الذي لا يقهر» لا يستطيع الصمود أمام أسلحة المقاومة البدائية مقارنة بالآلة العسكرية الإسرائيلية المتطورة، ولم يكن هذا سوى البداية فقط.
 
داخل قطاع غزة، ورغم الغطاء الجوي، بدأت المؤشرات تظهر على فشل عملية الاجتياح البري، إذ ظهرت مقاطع فيديو لجنود الاحتلال وهم يبكون ويصرخون من شدة المقاومة ومشاهد القتلى لزملائهم، الأمر الذي طال عددا من الرتب العسكرية الكبرى، ومع استمرار المعركة بين الفصائل وجيش الاحتلال أصبح لا يمضي يوم إلا وتعلن حكومة الاحتلال عن خسائر في الآليات والأرواح، حتى انتهى الأمر بانسحاب أكبر لواء إسرائيلي في غزة بعد أن خسر ربع قواته بحسب الإعلام الإسرائيلي.
 
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ ظهرت العديد من الأمراض النفسية والعصبية على جنود الاحتلال العائدين من غزة، كما لو كانوا أطفالا وليسوا جنودا مدربين، فتارة يبكون وتارة يتعرضون لأزمات نفسية صرحوا معها بعدم رغبتهم في العودة لقطاع غزة لإعادة الكرة مرة أخرى.
 
ولم تكن الهزيمة عسكرية فقط لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ تفاجأت تل أبيب بآلاف الطلبات من المستوطنين للهجرة لأوروبا، بعد أن تأكد المجتمع الإسرائيلي أن الدولة التي اغتصبوها لم تعد آمنة البتة، بعد أن وصلت صواريخ المقاومة إلى تل أبيب مخلفة خسائر لم تعلن منها إلا القليل، رغم وجود القبة الحديدة.
 
وبعد 3 أشهر من الحرب، حدث تطور جديد، إذ بدأت الدولة العبرية في الحديث عن صفقة تبادل الأسرى، لكن المقاومة هذه المرة فرضت شروطها ولم تخضع لطلبات الاحتلال الذي بات موقفه ضعيفا ومهددا في كل لحظة بصواريخ المقاومة أو بالأسلحة محلية الصنع التي تستهدف الآليات والمجنزرات الإسرائيلية فتدمرها.
 
أخيرا يبدو أن لحظة الهزيمة أصبحت وشيكة، وانتصار المقاومة أمر واقع، وهو الأمر الذي لن يقف إلا بعد الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وبعدها لن تهدأ المقاومة مرة أخرى بعد أن وصل الصدام بينهما إلى مرحلة صفرية لم يتخيلها أحد من المراقبين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق