بائع البرتقال!

السبت، 17 فبراير 2024 05:38 م
بائع البرتقال!
عصام الشريف

 
مشهدان جديدان يضافان إلى عدة مواقف تميز بها المصريون منذ اندلاع أحداث طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، تعاطفا مع الأشقاء الفلسطينيين، ليتصدر المصريون دول العالم في الدفاع عن القضية الفلسطينية والتعاطف معها ولو بأقل القليل.
 
المشهد الأول الذي وقع قبل أيام، صاحبه بائع البرتقال البسيط الذي لم يتمالك نفسه، وفي لحظة عفوية يقرر إلقاء ثمار البرتقال الذي يبيعه ويعد مصدر رزقه الوحيد على الشاحنات المتجهة لغزة، وفي قلبه الطيب أمنية بأن تصل إحدى ثماره إلى طفل جائع منذ أيام ينتظر وصول المساعدات مع أقرانه الصغار.
 
بينما كان المشهد الثاني أكثر تأثيرا بسبب حدوثه على مستوى عالمي، إذ اعاد المصريين تداول مشهد رفع بطلا مصر الحاصلين على المركزين الأول والثاني في بطولة العالم للكاراتيه، التى اقيمت قبل عامين في سلوفينيا، علم فلسطين على منصة التتويج التي وقفا عليها بجوار لاعب إسرائيل، الذي رفع علمه بلاده لكن لم يعره أحد أي اهتمام ليقف وحيدا منبوذا بينما صوبت الكاميرات على أبطال مصر والعلم الفلسطيني.
 
"مصر أول من وقع معاهدة سلام مع إسرائيل لكنها آخر من يطبع" مقولة تتأكد يوما تلو الآخر، من خلال المصريين بمواقفهم المشرفة وعاطفتهم المخلصة لفلسطين، إذ لا يرون في إسرائيل إلا "زائدة دودية" في المنطقة يرفضون وجودها ويأنفون التعاطي معها على أي مستوى مهما كان، وفي المقابل لا يرون في الفلسطينيين إلا إخوة لهم يتشاركون معهم التاريخ والمصير.
 
هذه التصرفات العفوية سواء لبائع البرتقال أو للاعبي منتخب الكاراتيه، ليست إلا جزء بسيط جدا من مواقف المصريين ودعمهم القضية الفلسطينية بكل السبل، فيكفي أن نعلم أن العالم كله بمنظماته الدولية والإغاثية ودوله الغنية، لم يقدم مساعدات لقطاع غزة إلا 20% فقط، بينما تكفل المصريون بنحو 80% من المساعدات، وذلك رغم الأزمة الاقتصادية التي تضرب دول العالم كله، لكن عند نصرة الأشقاء تجدهم يقتسمون رغيف الخبز مع أشقائهم بنفس هانئة وراضية، وهذا ما عبر عنه بالفعل بائع البرتقال عندما قال في تصريحات إعلامية إنه كان يرغب في إرسال ثمار أكثر، معبرا عن فرحته وأنه "ينام جيدا" بعد الموقف العفوي الذي فعله.
 
وعندما رفض رئيس الجمهورية الرد على الاتصال الهاتفي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، شاهدنا كيف احتفى المصريون برئيسهم ودعموه في موقفه، لتتأكد اللحمة بين الشعب والقيادة في معاداة جرائم إسرائيل والتعاطف الدائم والتاريخي مع القضية الفلسطينية.. وما زال العرض مستمرا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق