هل سقط فتحي غانم في جب النسيان؟

السبت، 30 مارس 2024 11:00 م
هل سقط فتحي غانم في جب النسيان؟
حمدي عبد الرحيم

- الرجل كان غارقًا في الصحافة حتى أذنيه ولم يترك العمل بها منذ بدء حياته العملية حتى رحيله فكيف لرجل هذا شأن أن تسقط ذكراه في جب النسيان
 
وفق الموسوعة الحرة ويكيبيديا فقد ولد الأديب الكبير الراحل فتحي غانم في الرابع والعشرين من شهر مارس من العام 1924، ورحل عن دنيانا في الرابع والعشرين من شهر فبراير من العام 1999.
 
حلت الذكرى المئوية الأولى لميلاد الأستاذ فتحي غانم، فلم يلتفت إليها أحد!
 
من شهر مضى كتب الأساتذة أسامة سلامة ومصطفى بيومي وخيري حسن ورشاد كامل ينبهون على ضرورة إقامة احتفال لائق بالذكرى، وقبل أيام قلائل كتب الأستاذ عصام زكريا ولكن..
 
لكن هذه وجدت تفسيرًا لها في مقال الأستاذ مصطفى بيومي ومنه أنقل: أعتز كثيرًا بحبه وثقته، وتعود بداية علاقتي الشخصية به إلى نهاية الثمانينيات. أرسلت له بالبريد أولى دراساتي عنه: «الجنس في روايات فتحي غانم، وفي إحدى زياراتي للقاهرة بعد شهور، التقيت مصادفة بصديق قال إن فتحي غانم يسأل عني ويريد أن يراني. كنت قد أرفقت بالدراسة عنواني البريدي ورقم تليفوني في المنيا، لكنني عرفت منه فيما بعد أنه لا يحب كتابة الرسائل الشخصية، ولا يتحمس كثيرًا للاتصالات التليفونية. حصلت على رقمه واتصلت به وتواعدنا على اللقاء في «روز اليوسف»، حيث زيارته الأسبوعية وجلسته في غرفة الأستاذة سعاد رضا.
 
التقينا كثيرًا في السنوات التالية، وأشار لي باسمي في إحدى قصصه المنشورة في مجموعة «عيون الغرباء». كتبت عنه، في حياته وبعد رحيله، عشرات المقالات، ولعل إنجازي الأهم الذي لم يُنشر بعد، هو دراسة تتجاوز الألف صفحة، عنوانها: "معجم شخصيات فتحي غانم.. دراسة تحليلية"، تتعرض لكل شخصياته الروائية والقصصية، وتكشف عن ثراء وعمق عالمه الذي لم يحظ إلا بالقليل من الاهتمام النقدي.
 
أشعر بالقليل من المرارة، ولا شيء من الدهشة على الإطلاق، لأن دراستي هذه تقبع في أدراج المجلس الأعلى للثقافة، وفي إدراج الهيئة المصرية العامة للكتاب أيضًا، منذ عدة سنوات. لا رفض لها أو قبول، ولا تفكير من ناحيتي في التحرك لنشرها عبر اتصال هنا أو وساطة هناك. عندما يصل الخلل وفساد المعايير إلى هذا القدر، يبدو الانسحاب والتقوقع فعلاً محمودًا».
 
لماذا سقطت ذكرى فتحي غانم في جب النسيان؟
 
تقول الصفحة الرسمية لهيئة الاستعلامات المصرية: تقلد محمد فتحي غانم العديد من الوظائف منها:
 
ـ رئيس تحرير صباح الخير من عام 1959 إلى عام 1966. 
 
ـ رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط، عام 1966. 
 
ـ رئيس تحرير جريدة الجمهورية ( 1966 وحتى 1971). 
 
ـ رئيس تحرير روز اليوسف (1973 وحتى 1977). 
 
ـ وكيل نقابة الصحفيين (1964وحتى 1968).
 
هذا يعني أن الرجل كان غارقًا في الصحافة حتى أذنيه، ولم يترك العمل بها منذ بدء حياته العملية حتى رحيله، فكيف لرجل هذا شأن أن تسقط ذكراه في جب النسيان؟
 
إضافة إلى العمل الصحفي فقد تربع فتحي غانم على قمة من قمم الإبداع الروائي والقصصي، فلو قلت أنا إنه يأتي في الطبقة الثانية بعد شيخ مشايخ الرواية نجيب محفوظ فلا أراني مبالغًا أو مجاملًا، فمن منا لم تفتنه رباعية «الرجل الذي فقد ظله»؟
 
ومن منا أفلت من فتنة «زينب والعرش»؟
 
أعود للنقل من الأستاذ مصطفى بيومي: «(العالم الروائي لفتحي غانم بالغ الثراء والعمق، وينفرد بمعالجات فنية موضوعية لكثير من القضايا المصيرية الخطيرة: الإرهاب الوطني والديني في (تلك الأيام) و(الأفيال)، عواصف التحول الاجتماعي الجذري بعد تبني سياسة الانفتاح الاقتصادي وما يترتب عليها من نتائج وتداعيات في (قليل من الحب كثير من العنف) و(بنت من شبرا)، التعذيب الوحشي والقهر السياسي في (حكاية تو)، الصراع بين الشرق والغرب في (الساخن والبارد)، أزمة التواصل بين السلطة السياسية والمثقفين من ناحية وفقراء الوطن المحرومين من ناحية أخرى في روايته المبكرة (الجبل)، فضلاً عن التجريب والبحث عن أشكال جديدة طازجة في (من أين؟) و(الغبي) و(أحمد وداوود) و(ست الحسن والجمال) و(قط وفأر في قطار)، والمجموعات القصصية غير التقليدية من حيث البناء واللغة».
 
رجل بكل هذا الثراء الصحفي والروائي والقصصي كيف لا نقيم لذكراه المئوية احتفالًا لائقًا نعيد به تقديمه لناشئة القراء الذين لم يعاصروا أيام مجده ولمعان اسمه؟ معرض القاهرة الدولي للكتاب أقام ندوة في إحدى لياليه للاحتفاء بذكرى الأستاذ غانم، وسمعت أن نقابة الصحفيين ستحتفل، ولكن هذا يكفي؟ لا أظنه كافيًا، والفرصة ما تزال قائمة لكي نحتفل ونحتفي.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة