تطور خطير ..13 شهيداً في قصف إسرائيلي استهدف مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان
الأربعاء، 19 نوفمبر 2025 11:02 ص
هانم التمساح
في سياق تصعيد إقليمي متواصل، تسعى إسرائيل إلى نقل الضغط إلى العمق اللبناني وليس فقط على الحدود عبر استهداف مواقع أو شخصيات تعتبرها مرتبطة بفصائل فلسطينية أو جماعات مسلحة ، مع توجيه رسائل ردع لحركات المقاومة عبر استهداف مناطق ذات كثافة سكانية عالية، ويعد ذلك تطور خطير لأنه يفتح الباب أمام توسيع دائرة الصراع إلى خارج الجنوب المباشر.
وفى سياق متصل ،أعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد 13 شخصاً جراء قصف شنه الاحتلال الإسرائيلي على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بالقرب من مدينة صيدا، جنوب البلاد.
ووفقاً لما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام، فقد أغارت طائرة مسيّرة إسرائيلية ليل أمس على مركبة كانت في محيط مسجد خالد بن الوليد داخل المخيم، مما أدى إلى سقوط 13 شهيداً وعشرات الجرحى، بحسب بيانات مركز عمليات طوارئ الصحة العامة.
ويعد مخيم عين الحلوة أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وأكثرها كثافة سكانية، ما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن القصف.
استهداف مخيم فلسطيني يحمل أبعاداً حسّاسة
وتحظى المخيمات الفلسطينية في لبنان بوضع قانوني وأمني خاص، واستهدافها يحرّك الرأي العام اللبناني والفلسطيني معا،وقد يجرّ إلى ردود فعل من فصائل داخل المخيم أو خارجه ،كما يعرقل جهود الجيش اللبناني للحفاظ على الاستقرار الداخلي .
وجاء ت عملية استهداف مركبة قرب مسجد داخل المخيم ليعمّق الغضب الشعبي ، ما يؤدى إلى ضغط على الحكومة اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وهو مايعتبره بعض المراقبين محاولة لإحراج الدولة اللبنانية أمام عجزها عن حماية المدنيين ،والفصائل الفلسطينية من خلال ضرب بيئة وجودها الأساسية في أكبر مخيماتها،وقد يدفع هذا التصعيد ببيروت إلى تقديم شكاوى رسمية أو عقد اجتماعات طارئة، لكنه أيضاً قد يجر لبنان إلى مواجهة لا يريدها.
وتعرف منطقة عين الحلوة بكثافتها السكانية العالية، والمساحة الضيقة، والبيوت المتلاصقة، ما يعني أن أي استهداف يُحدث خسائر بشرية مضاعفة ،ويهدد حياة آلاف العائلات في المناطق المحيطة ،ويأتى ذلك كله فى وقت يواجه المخيم فيه أزمة إنسانية تتمثل في القدرة الاستيعابية للمستشفيات .
ويعيش الفلسطينيون في لبنان يعيشون ظروفاً صعبة بالأساس من بطالة، ، ضعف خدمات، حرمان من حقوق العمل والقصف الذى يزيد من هشاشة أوضاعهم، ويدفع مئات الأسر إلى النزوح الداخلي المؤقت.
وفي بيان لها قالت حماس: "تعقيبا على العدوان الصهيوني الليلة الذي استهدف مخيّم عين الحلوة، وارتكابه مجزرة مروّعة ارتقى جراؤها عدد من الشهداء المدنيين وإصابة عدد آخر من الجرحى، فإننا ندين ونرفض العدوان الصهيوني الذي استهدف مكانا مكتظا بالمدنيين وقريبا من أحد المساجد، ونعده اعتداء وحشيا على شعبنا الفلسطيني الأعزل وعلى السيادة اللبنانية".
وأضافت أن "العدوان على مخيم عين الحلوة استمرار للاعتداءات الصهيونية الإرهابية على شعبنا في غزة والضفة، والاعتداءات المتواصلة على لبنان".
وأفادت حماس بأن ادعاءات ومزاعم الجيش الإسرائيلي بأن المكان المستهدف هو "مجمع للتدريب تابع للحركة" محض افتراء وكذب يهدف إلى تبرير عدوانه الإجرامي والتحريض على المخيمات والشعب الفلسطيني ،مشددتا على أنه لا توجد منشآت عسكرية في المخيّمات الفلسطينية في لبنان.
وأكدت الحركة أن ما تم استهدافه هو ملعب رياضي مفتوح يرتاده الفتيان من أبناء المخيم، وهو معروف لعموم أهالي المخيم، وأن من تم استهدافهم هم مجموعة من الفتية كانوا متواجدين في الملعب لحظة الاستهداف.
وذكرت في بيانها أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء بحق الشعب الفلسطيني وبحق الدولة اللبنانية.