الشباب اللي بيحرك الترند
الأربعاء، 03 ديسمبر 2025 05:15 م
ولاء عزيز
في البداية اعتذر عن اللغة العامة المكتوب بها المقال، لأنها اللغة التي يستطيع جيل زد فهمها، كما أن المقال به تلخيص ونتاج لحوارات مع شباب وشابات من هذا الجيل، وأردت أن تصل الصورة كما هي، وبنفس اللغة التي تحدثوا بها، وأيضاً قد تكون اللغة التي يستطيع القارئ أن يفهمها.
لازم نبدأ من النقطة الأساسية: إحنا قدام جيل مختلف تمامًا عن كل اللي قبله. مش مجرد اختلاف في التكنولوجيا أو طريقة التفكير.. لأ، ده اختلاف في شكل الحياة نفسها. جيل زد هو الشباب المولود تقريبًا بين 1997 و2012، يعني الجيل اللي فتح عينه على الإنترنت، واتربّى على الموبايل، واتكوّن وعيه في زمن السرعة ورد الفعل اللحظي.
مين هو جيل زد؟
جيل مباشر، واضح، وماعندهوش استعداد يلف ويدور. جيل اتربّى على فكرة "اسمعني دلوقتي مش بعد شوية". وعلشان نكون منصفين، ده مش تعالٍ ولا قلة احترام، ده طبيعة جيل اتعوّد يوصل للمعلومة بضغطة. هو جيل منظم، بيعرف يستخدم السوشيال ميديا صح، وبيفهم يعني إيه ترند، وبيعرف يحركه كمان.
وده بيقودنا للسؤال الأهم: ليه النواب لازم يهتموا بالجيل ده؟.. ليه النواب محتاجين جيل زد؟.. لأن ببساطة، ده الجيل اللي هيحدد شكل الحياة السياسية خلال العشر سنين الجايين، جيل مشغول بالقضايا اللي بتأثر على حياته اليومية: التعليم، فرص العمل، المناخ، الصحة النفسية، الحقوق الرقمية، وجودة الحياة مش مجرد شعارات. ومن الآخر: جيل ماينفعش تكلمه بنفس لغة 2010.
الجيل ده مش هيستجيب لكلام كبير، ولا شعارات ضخمة، ولا فيديوهات طويلة، هو عايز معلومة قصيرة، واضحة، مؤثرة، ومبنية على حقائق.
فين المشكلة بين جيل زد والنواب؟
بصراحة، في فجوة، جيل زد شايف إن السياسيين مش فاهمينه، والنواب شايفين إن الجيل ده لامبالي، والحقيقة الاتنين عندهم جزء من الصحة، بس المشكلة الرئيسية سوء التواصل.
الجيل ده مش لامبالي، بالعكس، هو جيل عنده طاقة، وعنده وعي، وعنده غضب كمان، بس بيعبّر عنه بطريقته. وإحنا لو ما فهمناش اللغة دي، هيفضل فيه سوء تفاهم.
إزاي النواب يقدروا يستفيدوا من جيل زد؟.. الاستماع الحقيقي مش مجرد لقاء رسمي، الجيل ده بيشم الرياء من بعيد، عاوز يشوف نائب بيسمع بجد، مش بيأدي واجب. اعمل Live قصير كل أسبوع. أفتح مساحة سؤال وجواب بدون بروتوكول. هتتفاجئ قد إيه الشباب عنده وعي. محتوى قصير، واضح فيه معلومة.
جيل زد مش هيقرا 7 صفحات بيان، لكن هيقرا 7 أسطر لو فيها معنى، اعمل فيديو دقيقة، بوست سهل، انفوجراف سريع، ده المحتوى اللي بيوصل، شاركهم في الملفات اللي بتلمس حياتهم.
لو نائب بيدافع عن ملف زي التعليم، الصحة النفسية، التحول الرقمي، الفرص الاقتصادية، ثق إن الجيل ده هيتفاعل، بس لازم الخطاب يكون قريب من لغتهم. اشتغل على مبادرات شبابية حقيقية، مش صور وخلاص، اعمل ورشة، مبادرة، تدريب، تعاون مع جامعات، وهمّ يحبوا التطبيق مش الكلام.
سيب مساحة للشباب يشاركوا في صناعة القرار المحلي، اعمل مجلس شباب استشاري في الدايرة، سيب لهم مساحة يقدموا أفكار، ويكون لهم دور حقيقي في المشروعات، دي الخطوة اللي بتخلق ولاء سياسي طويل المدى.
إزاي تفتح قنوات تواصل مع جيل زد؟.. أول قناة: السوشيال ميديا بس مش بأي شكل، جيل زد بيعرف يفرّق بين المحتوى الطبيعي والمحتوى المنفّذ، لو المحتوى تقيل، أو متصنّع هيعدّيه، لو بسيط دمه خفيف وواقعي هيتفاعل معاه.
تاني قناة: اللقاءات الصغيرة مش مؤتمرات، لقاءات 20–30 شاب، نقاش مباشر، مش خطبة، الجيل ده بيحب يسمع رأي بعض مش بس كلام مسؤول.
تالت قناة: المبادرات، إنتِ أصلاً بتشتغلي في تدريب الشباب، وده مدخل ذهبي لجيل زد، لما يشوف إن نائب أو شخصية سياسية بتقدمله قيمة، هيقرب لوحده.
في النهاية، جيل زد مش غامض ولا لغز، هو جيل صريح، بيدوّر على معنى، وعايز يشوف مسؤول قريب منه مش بعيد عنه. النواب اللي هيفهموا الجيل ده بدري، هما اللي هيبقوا موجودين في الصورة السنين الجاية.
وإحنا محتاجين نتعامل مع الجيل ده على إنه شريك، مش جمهور، لأن السياسة في 2025 وما بعدها مش هتبقى زي قبل كده، وهذا الجيل هو اللي ماسك مفاتيح التغيير.