للقضاء على «داعش».. أمريكا تدخل حرب «البقاء» في سوريا

الثلاثاء، 14 مارس 2017 05:51 ص
للقضاء على «داعش».. أمريكا تدخل حرب «البقاء» في سوريا
كتب - محمد الشرقاوي

شهدت الآونة الأخيرة على الساحة السورية تحضيرات عسكرية أمريكية لمعركة الرقة المرتقبة خلال الفترة المقبلة، بدأت بنشر قوات «المارينز»، الأسبوع الماضي بالقرب من بلدة «منبج» الواقعة شمالي سوريا لمنع أي اشتباك بين القوات التركية من جهة والقوات السورية المدعومة من روسيا.

 

المساعي الأمريكية

هكذا أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» عن مساعي قواتها الخاصة في تلك المنطقة، وهو ما تزامن مع وصول قوات احتياطية قدرتها «البنتاجون» 1000 جندي في الكويت كقوة احتياطية لدعم العملية الوشيكة بالرقة.

وحددت الولايات المتحدة مهام القوات في الكويت بتقديم الدعم إلى القوات المشاركة في عملية «الرقة»، الأمر الذي يتيح للقادة العسكريين على الأرض قدرًا أكبر من المرونة للتعاطي مع مجريات المعركة.

 وبحسب مراكز بحثية، فإن خيار إدارة الرئيس دونالد ترامب مثّل خروجًا على ما جرت عليه العادة في عهد إدارة باراك أوباما، فقد أعطى للقادة المحليين القرار النهائي في نقل بعض هؤلاء الجنود الاحتياطيين المرابطين في الكويت إلى سوريا أو العراق.

                            قوات المارينز
قوات المارينز

 

موعد المعركة

المؤشرات الأولية تشير إلى قرب بدء المعركة بموعد أقصاه أسبوعين من الآن، حسب البيانات الصادرة عن قوات سوريا الديمقراطية التي أعلنت مؤخرًا تسليم بلدات سبق لها تحريرها إلى الجيش السوري، في الوقت الذي أعلنت فيه تركيا أن معركتها القادمة باتجاه الرقة.

كذلك وصول القوات الأمريكية ونشرها بطاريات للمدفعية الثقيلة على حدود المدينة التي يتقوقع بها تنظيم داعش الإرهابي.

التعامل الأمريكي مع المعركة لن يكون سهلًا، فالبنتاجون  أرسل قوات «رينجرز» من «فوج المغاوير الـ 75» وهي قوات مدربة على حرب الشوارع تمثل الكتيبة الثالثة من سلاح الصاعقة الأمريكي.

من المرجح أن تكون القوات الاستشارية التي سبق وأرسلتها أمريكا أنهت عملها ووضعت خططها من أجل بدء المعركة التي تعهد ترامب بأن معاركه ضد داعش ستكون النهاية للتنظيم.

                              داعش في الرقة
داعش في الرقة

 

 

قوات رينجرز

في تقرير لصحيفة «إيزفيستيا»، أوضحت الصحيفة أن وحدات «رينجرز» تم تدريبها على قتال حرب الشوارع؛ للتعاون مع القوات الكردية ومشاة البحرية الأمريكية في الرقة.

وعن مراحل معركة «الرقة»، قالت الصحيفة إن سيناريو الموصل سيتكرر، وذلك باستخدام العربات المدرعة في مهاجمة أحياء المدينة أولًا، «لكي تكتشف مواقع داعش، التي تُطلق منها النيران، ثم تدمر هذه المواقع طائرات التحالف الدولي وطائرات القوة الجو- فضائية الروسية».

الصحيفة قالت إن المرحلة الثانية لمعركة الرقة ستسعى خلالها القوات الأمريكية للاستيلاء على مدينة الرقة.

ونوّهت الصحيفة إلى أن القوات الأمريكية التي ستخوض معركة الرقة، استخدمت هذا التكتيك في أفغانستان بين عامي 2006 - 2008، حيث كان عناصرها ينزلون إلى عمق المناطق التي تقع تحت سيطرة «طالبان»، وكانوا في البداية يقيمون مواقع في أماكن تحفز طالبان على مهاجمتهم.

وقالت الصحيفة إن قوات «رينجرز» يبلغ عددها نحو 4 آلاف شخص، أوضحت أنهم سيعملون على حفر الأنفاق، وزرع العبوات الناسفة قبل بدء المعركة.

وفي سياق متصل، قالت مجلة «التايم» في تقرير لها الأيام الماضية، إن تكثيف التواجد العسكري الأمريكي البري في سوريا، يثير المزيد من التساؤلات بشأن حجم والجدول الزمني لمهمة القوات الأمريكية هناك.

واعتبرت الصحيفة أن تعليقات المسئولين الأمريكيين ترجح أن الجيش الأمريكي يدرس عملية عسكرية في سوريا تتجاوز إلحاق هزيمة بتنظيم داعش.

                        قوات رينجرز
قوات رينجرز

 

غزو يزيد الأمور تعقيدًا

واعتبر الرئيس السوري بشار الأسد التحركات العسكرية لواشنطن داخل سوريا، غزوًا لأراضي دولته، خاصة أن القوات دخلت دون تنسيق من سوريا.

وقال الأسد في لقاء، نقلته وكالة أنباء «سانا» السورية الرسمية للأنباء، «إن قدوم أي قوات أجنيبة إلى سوريا بدون الحصول على دعوة أو إذن منا أو التشاور معنا يعد القائمون به غزاة سواء أكانوا أمريكيين أو أتراكا أو أيا من كان».

وأضاف الأسد: «نحن لا نعتقد أن هذه التحركات ستساعد فى حل الأمور بل ربما تزيدها تعقيدا»، متسائلًا: «ماذا سيفعل هؤلاء؟ هل سيحاربون داعش».

                               الرئيس السوري بشار الأسد
الرئيس السوري بشار الأسد

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق