الأحزاب في مصر.. شبح انقراض يضرب الحياة السياسية.. اختفاء الشخصية الجماهيرية لـ شفيق وحمزاوي قَتل أحزاب الـ «وان مان شو».. الاستقالات الجماعية أنهت كيان «ساويرس».. وتيار اليسار يفشل في إعادة «زمنه الجميل»

السبت، 22 أبريل 2017 07:02 م
الأحزاب في مصر.. شبح انقراض يضرب الحياة السياسية.. اختفاء الشخصية الجماهيرية لـ شفيق وحمزاوي قَتل أحزاب الـ «وان مان شو».. الاستقالات الجماعية أنهت كيان «ساويرس».. وتيار اليسار يفشل في إعادة «زمنه الجميل»
رجل الأعمال نجيب ساويرس
كتب- رامى سعيد

تنقل الحياة الحزبية مع تغير الفصول التي تشهدها القاهرة، من حالة بيتاها الشتوي، إلى مرحلة الخمول الصيفي، بعد مرور أحداث جثام شهدتها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية من أزمات اقتصادية، وارتفاع في الإسعار، وقفز سعر الدولار عدة مرات، وعمليات إرهابية هنا وهناك، وتوترات في العلاقات الإقليمية والدولية، كل ذلك قابله بيانات شجب وإدانه في أحسن الأحوال.
 
وبالتدقيق في الحياة الحزبية المصرية من حيث الشكل والنسق، نجدها تنقسم إلى عدة أنواع من بينها أحزاب الـ«وان مان شو»، التي تعتمد بطبيعة الحال على شخصية جماهيرية رئيسية إضافة إلى مكتب إعلامي، كحزب الحركة الوطنية بقيادة أحمد شفيق، والتيار الشعبي بقيادة حمدين صباحي، ويأتي التصنيف الثاني ممثلا في الأحزاب اليبرالية التي يعاني أغلبها من انقسامات داخلية طاحنة واستقالات جماعية كحزب الوفد، والمصريين الأحرار، والمؤتمر، وتصنيف ثالث  يساري يعيش على أمجاد الماضي محاولاً إيحاءه مرة أخرى كأحزاب التجمع، والاشتراكي المصري، والشيوعي المصري، والناصري، والكرامة.

أحزاب الـ«وان مان شو»
 
يرتهن في الغالب وجود أحزاب الـ«وان مان شو»، بوجود الشخصية الجماهيرية التي باختفائها يتبخر وجود الحزب وكيانه، والشاهد الأول في ذلك حزب الحركة الوطنية الذي أسسة الفريق أحمد شفيق، وكان يُراهن على تصدره المشهد السياسي أو على أقل تقدير حصوله على تمثيل مشرف داخل المجلس، إلا أنه فى النهاية لم يتمكن من حصد سوى مقعد واحد بشق الأنفس وما لبث أن ضربته الاستقالات بعد أن أعلن الفريق شفيق عبر مواقع التواصل الاجتماعي استقالته ليستقيل بعدها عدد من القيادات والأمانات، إلا أن عددا من القيادات تمكن من إقناع الفريق شفيق من العدول عن تلك الاستقالة.
 
الشاهد الثاني، حزب عمرو حمزاوي، الذي أعلن في الرابع من أكتوبر عام 2015 عن استقالته من الحزب هو، ومحمد فهمي منزا، أمين المكتب السياسي، وشهير جورج، الأمين العام للحزب، مُشكلين لجنة انتقالية لتسيير أعمال الحزب والإعداد للمؤتمر العام، تتكون من الأعضاء العاملين، تامر سحاب، وأحمد السيد، وأسامة الكسباني، مع البقاء كأعضاء عاملين في حزب مصر الحرية، يشتركون مع بقية الأعضاء في العمل على إخراج الحزب الصغير من أزمته.
 
«حمزاوي» أعلن آنذاك، سبب استقالته فى بيان قال فيه إن استقالته جاءت نتيجة حالة الواهن التي يمر بها الحزب، مؤكدًا تحمله مسؤولية الإخفاق لذا فعليه أن يرحل طوعا كما جاء طوعا ويفتح الباب أمام مجموعة جديدة لقيادة العمل الحزبي يختارها الأعضاء العاملون في الحزب وتنتقل به إلى مرحلة تتسم بالفاعلية، سواء بالاندماج مع أحزاب أخرى أو بالإبقاء على كيان الحزب القانوني دون تغيير، ليختفي بعدها الحزب بشكل نهائي عن المشهد السياسي كأن لم يكن.

أحزاب الاستقالات الجماعية
 
ظاهرة الاستقالات الجماعية داخل الأحزاب الليبرالية خلال الفترة الماضية بدت لافتة للانتباه خاصة بعد تكرارها يومًا بعد يوم، تنقل من حزب إلى آخر، فحزب الوفد على سبيل المثال شهد عده انقسامات حادة قسمت الحزب إلى ثلاث جبهات لدرجة أن النزاع وصل إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيًا، وتكرر المشهد أيضا مع حزب المصريين الأحرار، صاحب أكبر كتلة حزبية داخل مجلس النواب، وشهد هو الآخر خلافًا عنيفًا بين مؤسسه المهندس نجيب ساويرس، ورئيس الحزب، الدكتور عصام خليل، وصلت لحد التراشق على وسائل الإعلام حتى وصلت إلى ساحات القضاء، كما يأتي في ترتيب تلك الأحزاب حزب المؤتمر، الذي شهد استقالات عدة أمانات بالمحافظات، بعد استقالة الأمين العام، اللواء أمين راضي، من موقعة بالحزب.

أحزاب الزمن الجميل
 
ويأتي في ذيل قائمة الأحزاب، اليسار، التي تستدعي وقت كل أزمة أمجاد الستينات وما تلبث بأن تلوح بضرورة العودة إلى معطيات ذلك الزمن من حيث العدالة الاجتماعية والتعاطي مع الأزمات الاقتصادية، إلا أنها وقت الاختبارات الحقيقة، ثبتت أنها أحزاب خارج حسابات الزمن والتمثيل السياسي، فقد أثمر تحالف الأحزاب اليسارية مجتمعة على حصولهم على مقعد واحد استطاع أن يحظى به النائب عبد الحميد كمال، عن محافظة السويس.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق