صوت الأمة تجيب.. لماذا استهدفت مصر «شورى درنة» بليبيا؟

الإثنين، 29 مايو 2017 12:43 ص
صوت الأمة تجيب.. لماذا استهدفت مصر «شورى درنة» بليبيا؟
الرافال
محمد الشرقاوي

استهدفت القوات الجوية المصرية، بـ 6 ضربات مركزة على تنظيمات إرهابية داخل العمق الليبي، تابعة لمجلس شورى مجاهدي درنة، التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي، ذلك بالمنطقة الشرقية من مدينة درنة الساحلية.

الغارات في درنة، هي الثانية للنسور المصرية داخل ذات المدينة، حيث نفذت غارة جوية في فبراير 2014، بعد قتل داعش أقباط مصريين هناك.

الضربات المصرية كانت للقاعدة وليس لداعش، كيف ذلك؟ والأخير هو من أعلن مسئوليته عن حادث المنيا الإرهابي، إضافة إلى أن القوات الليبية سبق وأعلنت أنها قضت على داعش في الشمال الليبي وطردته تمامًا، حسب ما أعلنت عنه في بيانات رسمية.

 

الرافال

التقرير التالي، هو محاولة للإجابة عن كافة التساؤلات التي تدور في ذهن القارئ.

 

مجاهدي شورى درنة

تأسس مجلس شورى مجاهدى درنة، والمصنف كتنظيم إرهابى من قبل مجلس الأمن، في نوفمبر عام 2014، على يد سالم دربي، الذى انتمى سابقًا إلى الجماعة الإسلامية المقاتلة، والتى تبنت أيدلوجية عنيفة، وقامت بعدد من العمليات الإرهابية فى ليبيا، خلال التسعينات، إذ كان عدد كبير منهم قد شارك فى الحرب الأفغانية السوفيتية، وعادوا بعدها إلى ليبيا، وعرفوا باسم «الأفغان الليبيين».

وخلال سيطرتها على مدينة درنة الليبية، التى عرفت بعاصمة المتطرفين والإرهابيين، في 2015 حدثث بداخلها انشقاقات إذ بايع عدد منهم تنظيم داعش الإرهابى، وهو ما أدى لاندلاع حرب داخلية بين المبايعين لداعش والمبايعين لتنظيم القاعدة انتهت بمقتل «دربى» في يونيو 2015.

من هنا أصبح العداء كبير، وأصبح التنظيمان عدوان، نشبت بينهما العديد من المعارك على أمل السيطرة على الشرق الليبي وخاصة مدينة (درنة) والتي تنتشر الجماعات الإرهابية بها.

مجلس شورى المجاهدين، مجموعة من التنظيمات الجهادية التي أعلنت الإندماج وتشكيل تحالف خاص بهم لقتال «داعش» وقوات اللواء خلفية حفتر كما أنهم من خلفيات فكرية مختلفة ومن الصعب تصنيفهم على داعش أو القاعدة.

شورى درنة
 

لماذا شورى درنة؟

التنظيم الإرهابي يحتضن عددًا كبيرًا من القادة الإرهابيين المصريين، منهم من كان ضمن تنظيم بيت المقدس، ثم رفضوا مبايعة التنظيم في داعش وانفصلوا وبعد التضييق سافروا إلى ليبيا على رأسهم هشام عشماوي، رئيس جماعة المرابطون، والذي اتهمته السلطات المصرية بالتخطيط لحادث إغتيال المستشار هشام بركات.

عشماوي، تبنى تنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر، فعمل على تدريب عناصر مصرية لتنفيذ عمليات في الداخل تستهدف الكنائس والتمركزات الأمنية، تولى  تدريب بعض العناصر الإخوانية والعناصر الهاربة من تنظيم أنصار بيت المقدس، إضافة إلى تجنيده عناصر أخرى لتنفيذ عمليات في مصر.

أكد ذلك تحقيقات نيابات أمن الدولة العليا، في القضية المعروفة إعلاميًا «العائدون من ليبيا»، حيث تأسس ذلك التنظيم داخل مصر، وكافة قياداته مصريون هربوا بعد اعتصام رابعة إلى ليبيا، أسسه هشام عشماوى، المتورط في عملية محاولة غتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم.

وكان على رأس ذلك التنظيم صلاح عبد الرحمن، القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية، وعمر رفاعي سرور، القاضي الشرعي لشورى درنة، والذي كان أباه رفاعي سرور أكبر قيادات الجماعة الإسلامية في مصر.

وبحسب اعترافات المتهمين، فإن مسؤول التدريب في التنظيم، مصري الجنسية، يدعى أشرف أبو مروان، وهو المسؤول عن تدريب العناصر الإرهابية، وله تعاملات مع عناصر ليبية وتونسية فى عمليات تهريب السلاح.

التنظيم حاول مرارًا وتكرارًا تهريب كميات كبيرة من الجرينوف والأسلحة الثقيلة والألغام ومواد صنع المتفجرات إلى مصر، ونجحت القوات الأمنية في إفشال أغلب تلك المحاولات، غير أن هناك كميات من الأسلحة دخلت عبر مدقات في الصحراء الغربية وأنفاق أدخلت عن طريقها سيارات دفع رباعية استخدمت في بعض العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد.

بتاريخ 17 ديسمبر 2015، أعلن المستشار القانوني الأسبق للجيش الليبي في حوار له مع وكالة نوفا الإيطالية، قال إن عدد من التنظيمات الإرهابية يفكرون في حفر أنفاق لمنطقة الواحات المصرية.

تلك التصريحات جاءت آن ذاك، بعد أيام قليلة من حادثة «السائحين المكسيكيين»، في منطقة «الواحات» التي ينتشر بها المسلحين المتسللين من الأراضى الليبية لتنفيذ هجمات إرهابية.

هشام عشماوي
 

 

معسكرات التنظيم

التنظيم أسس 5 معسكرات، بمدينة «مصراتة» الليبية، وفيها درب «عشماوي» العناصر الإرهابية على حمل السلاح، وصناعة المتفجرات، وكيفية صناعة الأحزمة الناسفة، بالإضافة إلى كيفية تفخيخ السيارات.

 من القيادات المصرية داخل التنظيم، أشرف الغرابلي، عماد الماكني وسيد أحمد عمران، رجحت مصادر لـ«صوت الأمة» مقتلها في الغارات الأخيرة.

مواقع ليبية، قالت إن الضربات استهدفت معسكرات في درنة ومصراتة والزنتان.

 

جماعة الوادي الجديد

تحقيقات نيابات أمن الدولة العليا، قالت إن عشماوى، خطط لإنشاء مجموعة بالوادى الجديد، لتنفيذ عمليات إرهابية، وكان منها كمين النقب الحدودي، وكمين الفرافرة الحدودي والذى نتج عنه استشهاد 25 مجندًا.

صدرت تعليمات عشماوي لقياديين بالتنظيم هما مبارك سالم، وعماد عبدالحميد، بإعداد دورات لتدريب عناصر التنظيم بالوادى الجديد وشمال سيناء على تصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة وتفخيخ السيارات، حيث تمكنوا بالفعل من تصنيع العديد من الأحزمة وتركيب منصات للصواريخ.

إضافة إلى صدور تكليفات لعبدالنبى أحمد، اسمه الحركى «عمر»، وسلامة سليم، اسمه الحركى «أبوزيد الغريانى»، وصالح محسن، اسمه الحركى «صالح العرايشى»، وآخرين بتوفير الدعم الوجيستى لعناصر التنظيم، وإعلامهم بأماكن وجود قوات الأمن والأكمنة الشرطية، وتدبير الأماكن اللازمة لإيواء عناصر التنظيم بعد قيامهم بعملياتهم المتطرفة. في الداخل المصري.

هل اندمج الإرهاب في ليبيا؟

في تقرير لـ«صوت الأمة»، بتاريخ 27 أبريل الماضي، بعنوان «داعش والقاعدة.. زواج على أنغام صليل الصوارم (سيناريو البقاء)»، قالت فيه، إن الاندماج بين القاعدة وداعش بدا على الساحة، مع ارتفاع حدة الهزائم التي تكبدها كلا التنظيمين في سوريا والعراق وليبيا، وكانت ليبيا بالأخص حيث تداولت مواقع ليبية نشرت عام 2016، وثائق تفيد أن ثمة وثائق سرية كشفت عن تخطيط قادة كبار في تنظيمات داعش و«الجماعة الليبية المقاتلة» التابعة لتنظيم القاعدة، و«الإخوان» في ليبيا، للاندماج في «مجلس شورى موحد».

وذكرت صحيفة الشرق الأوسط، على لسان قيادي في «الجماعة المقاتلة» لزملاء له من قيادات طرابلس إن جماعته «فقدت هيبتها بضعف تنظيم القاعدة، وقوة تنظيم داعش»، وأضاف أن «الوضع صار يستلزم الاندماج مع داعش وأن تكون طرابلس لنا للجماعة المقاتلة والإخوان، وسرت لهم لداعش».

 

اقرأ أيضًا: 

الرفال المصرية.. «حدوتة» أول طلعة جوية في ليبيا

داعش يسعى للعودة إلى ليبيا.. والمؤشرات تؤكد

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق