«لو بطلنا نحلم نموت».. عضو الجمعية الدولية لمتحدي الإعاقة: «أمي شالتني على كتفها»

السبت، 26 مايو 2018 04:00 م
«لو بطلنا نحلم نموت».. عضو الجمعية الدولية لمتحدي الإعاقة: «أمي شالتني على كتفها»
عمرو عبد القادر نصار
علاء رضوان

«يا عاهتي لا تستطيعى قتالنا.. بل أنتي من تجعليني فائزا».. بهذا البيت من الشعر بدأ عمرو عبد القادر نصار، صاحب الإعاقة الوحيد الذي ناقش قانون المحليات ممثلا عن ذوي الإعاقة في مصر، حديثه لـ«صوت الأمة» الذي سرد فيه كيفية معاناته مع الشلل الذي أصابه بالساق اليمنى منذ الطفولة وقت أن كان عمره عامين.  

«عمرو عبد القادر نصار» روى قصته قائلاَ: « أنا من قرية كفر حانوت بحري مركز زفتى محافظه الغربية، حاصل على ليسانس أصول الدين والدعوة الإسلامية بجامعه الأزهر 2007 بالقاهرة، إعاقتي شلل أطفال بالساق اليمنى منذ أن كان عمري سنتين، حيث  توفى أبى وأنا في سن صغير، وقام بتربيتي أمى وآخى الكبير».

يضيف «عمرو»: «وأنا صغير كنت اذهب للكتاب القرية لتعلم القرآن، وذهبت إلى المعهد الديني وكان يبعد عن بيتي بمسافة 3 كيلو، وكنت امشي كل يوم لعدم وجود مواصلات وفى الشتاء لا أستطيع الذهاب بمفردي لنظر صعوبة الطريق من المياه، فكانت تحملني أمي للذهاب بى إلى معهد حمد الديني الابتدائي، والحمد لله أتممت المرحلة الابتدائية والإعدادية بنفس النظام، وأمي لم تتركني لحظه، وبعد ذلك انتقلت إلى المرحلة الثانوية وكانت في المركز لاني كنت اسكن في قرية تبعد عن قريتي بنصف ساعة في المواصلات وكنت أسير 5 كيلو للذهاب إلى المحطة من أجل ركوب العربية لكي اذهب إلى المركز والحمد لله أتممت المرحلة الثانوية، وربنا كرمني الحمد لله وتم ترشيحي للكلية في محافظتي وكانت في طنطا وهى مسافة تبعد عن المركز بساعة تقريبا» .

اقرأ أيضا: رحلة كفاح.. حنان رغم الإصابة: أول من ساهم فى مناقشة وضع المعاقين بالدستور المصري

تحديت نفسى-بحسب عمرو- مع اعتراض من إخواتى وأقاربي بتحويل كليتي للقاهرة، نظرا لأن الكلية في طنطا في محافظتي حتى لا أبتعد عن أهلي بسبب خشيتهم وخوفهم علىَ من مسألة السفر والمواصلات، إلا أنني صممت  أن اذهب إلى القاهرة بغرض التعرف على الناس والإطلاع على قضية الإعاقة بشكل عام، وذلك لأنني من الأرياف، وردد قائلاَ: « وطبعا عارفين وضع ذوى الإعاقة في الأرياف نظرتهم إزاى لذوى الإعاقة ولكن تحديت كل ذلك وذهبت للكلية أصول الدين بالدراسة والحمد لله خلصت كلية بتقدير عام مقبول» .

وتابع «عمرو»: «طبعا بعد انتهاء الكلية لازم اشتغل في  بلدنا فيها مصانع الطوب الأحمر مصانع كتير، وآنا كنت متمرد على حاجه زى كده أزاي ابقي مخلص كلية، واشتغل فى المصنع الطبيعي آن اشتغل في مكان بمؤهلي، وللأسف ده كان وضع كتير من شباب قريتى انهم يخلصوا تعليم ويذهبوا للمصانع الطوب الأحمر وانا مكنتش بحب كده، ودائما كنت معترض لاني كنت صاحب هدف وليا طموح زى زى اى شاب فى حياة كويسة،  وعشان خاطر أمي واخويا الكبير اشتغلت فترة مش كبيرة فى المصنع عشان محدش يزعل منى فيهم وبعد فترة حسيت أنى ماليش اى لازمة وطول حياتى هبقى كده لو اشتغلت فى المصنع هييقى حالى زى حال شباب كتير من ولاد بلدى».

وفى تلك الأثناء، بحسب «عمرو» : «ذهبت للقاهرة بحثا عن عمل وبالفعل، ذهبت لمدينة نصر حيث كنت أسكن في المدينة الجامعية في الحي السادس، ونظرا لكوني اجتماعي، واتطلع دائما للتعرف على الناس كل المحلات والسنترالات والمكاتب  حيث ذهبت لهذه المحلات للبحث عن العمل بديلاَ عن العمل فى مصنع الطوب، وبالفعل ودت عمل في أستديو تصوير لمدة سنة وبالصدفة البحتة، وبالبحث عن الذات واثبات نفسي من تغير نظرة المجتمع،  قرأت في أحد الجرائد القومية عن مؤتمر دولي في سويسرا لمتحدى الإعاقة تحت رعاية جمعية ثقافة المعاق بجنيف بسويسرا، خطر محاولة السفر لتمثيل مصر لتحسين وضعى فى المجتمع ، وبالفعل قد تواصلت مع رئيسة الجمعية فى سويسرا، وتم دعوتى لحضور مؤتمر دولى لمتحدى الإعاقة انا وزميلتى سمية بهاء نصر التى كان لها الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى» . 

إقرأ أيضا: قصة كفاح.. «يوسف» من الإصابة في سن 9 أشهر للمشاركة في وضع قانون المجلس القومي للإعاقة

وتابع: «سافرت انا وزميلتى بموافقة وزير الشباب ذاك الدكتور صفى الدين خربوش عام 2007 ، وقبل موافقة الوزير على سفرنا تعبنا كتير وانا وزميلتى عشان نقدر نقنع المسئولين هنا عشان نسافر، وده كان بمساعدة الصحفى الكبير فهمى عنبة رئيس تحرير جريدة الجمهورية حاليا، ومع كل المحاولات والسفر لأننا كنا بنسافر انا من الغربية وهى من المنيا، ولكن استمرينا وكان لينا هدف وتم تحقيقه الحمد لله بعد تعب شاق استغرق 7 شهور من سافر اسبوعيا للمقابلة مسئولين وصحافين عشان يهتموا بينا وبهدفنا لتمثيل شباب مصر فى مؤتمر دولى خاص بذوى الاعاقة بجنيف سويسرا».

واستطرد: « الحمد لله سافرنا مرتين  تحت رعاية وزير الشباب ووزير التضامن الاجتماعي  على مصلحي 2009 ، وبعد ما سافرنا فى عام 2007 وصى وزير الشباب بتعيننا فى مراكز شباب قرييبة من بيتنا نظرا لظروف الإعاقة، وبالفعل اتوظفنا فى مركز شباب اشتغلت فيها 7 شهور كنت اخصائى فى المركز عندنا مركز شباب كفر حانوت بحري، ونظرا لاني إنسان طموح وعايز يبقى ليا وضع مشرف لتغير نظرة المجتمع من العطف والشفقة إلى الإعجاب والانبهار، وبعد تمردى على وضع القرية سافرت شرم الشيخ، واشتغلت هناك 3 سنين فى فندق كونكورد السلام شرم، وتم تكريمي هناك مرتين مره عامل مثالي ومرة أجمل ابتسامة

وبعد ذلك سعيت أنى أتوظف في وظفية كانت حلم حياتي، وهى آن أبقى موظف في البترول والحمد لله ربنا كرمني واتعنيت الحمد لله، وتم استلام العمل فى طنطا الفرع الثانى للشركة القاهرة لتكرير البترول». 

اقرأ أيضا: قصة كفاح.. سامية أبو ضيف: «إعاقتي سر نجاحي»

ويضيف «عمرو»: «بعد شغل استمر 3 سنوات حبيت ارجع القاهرة تأنى، وده كان تحدى، والناس دائما فى الأول بتحكم بالعاطفة، ولكن لحلم في نفسي آن أعيش في القاهرة، وأتواصل مع إخواني من ذوى الإعاقة هنا فى مصر لتوصيل صوتنا لكل مسئول بنقابله ونقدر نعمل حاجه لأخوانا من ذوى الإعاقة فى كل مكان فى مصر، حاولت أنى انقل القاهرة وبعد تعب أيضا وبذل مجهود كبير تم نقلى إلى القاهرة الحمد لله بعد تعنيت شديد من المسئولين في شركتي نظرا لإعاقتي، ولكن حاولت أكثر من مرة لإثبات ذاتي وتحقيق حلمي آن أقيم في القاهرة وابقي في شغلي وقريب جدا من النشاط من ذوى الإعاقة وفى نقلى للقاهرة كان سبب كبير جدا أنى أبقى قريب من قضيتي».

وبالفعل –بحسب عمرو- تم ترشيحي للمجلس النواب على قوائم ذوى الإعاقة، والحمد لله قدرت أغير نظرة المجتمع بان ربنا أكرمني، وتمكنت من الوصول ا لمكانة جيدة  في مجال الإعاقة وهى أن أكون ممثل ذوي الإعاقة الوحيد  ناقش قانون المحليات ممثلا عن ذوي الإعاقة في مصر، عضو الجمعية الدولية لمتحدي الإعاقة بسويسرا، وعضو اللجنة المركزية ومسئول ملف ذوى الإعاقة بحملة المحليات للشباب على مستوى الجمهورية، منسق عام ذوى الإعاقة بتحالف شباب 30 يونيه بالغربية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق