قصة كفاح.. «يوسف» من الإصابة في سن 9 أشهر للمشاركة في وضع قانون المجلس القومي للإعاقة

الأربعاء، 23 مايو 2018 12:00 ص
 قصة كفاح.. «يوسف» من الإصابة في سن 9 أشهر للمشاركة في وضع قانون المجلس القومي للإعاقة
يوسف مسعد يوسف، رئيس مجلس إدارة قناة صوتنا لذوى الإعاقة
علاء رضوان

«ولدت طبيعي جدا لم أعانى أي مرض بل وقد مشيت وتكلمت وأنا في عمر 7 شهور، وأنا تقريبا عمري 9 شهور أصيبت بسخونة شديدة وكانت سريعة، وبعد ساعات اخدتنى الأسرة للدكتور واعطانى حقنه لم تمر ليه وأصبحت لا أستطيع الوقوف على قدمي»..بهذه الكلمات بدأ يوسف مسعد يوسف، رئيس مجلس إدارة قناة صوتنا لذوى الإعاقة، وعضو مجلس إدارة مركز أفاق، ومدير مالي بمضارب المحلة، حديثه لـ«صوت الأمة». 

33109070_1454712407966018_23185405989879808_n

 أسرعت الأسرة-حسب يوسف- في خلال يومين إلى القاهرة ليكتشفوا بإصابتي بشلل أطفال وقد غزا جسدي إلى الرئتين مما استعدني الأطباء بوضعي في حضانة لإنزال المرض إلى النصف الأسفل، كان ذلك في مستشفيات القاهرة أبو الريش والدمرداش، وتحولت من طفل سليم معافى إلى طفل لا يستطيع حتى النهوض على قدمه .  

وبدأت رحلة العلاج والعمليات فى مستشفى الجامعة بطنطا والقاهرة نبوى المهندس والقصر العينى حتى أجريت ما يقرب من 20 عمليه إصلاح العظام والعمود الفقري، وفى كل هذا كانت قصة التعليم لها شق آخر فيه الإصرار على النجاح، وتبدأ القصة عندما وصلت سن الدراسة الابتدائية، وذهبت الوالدة لقيدي في المدرسة، ولكن الناظر رفض بحجة أنى «معاق» ولا أستطيع الحركة مع الزملاء، وأشار عليها أن تقدم لي في مدرسة خاصة-طبقاَ لحديث يوسف-. 

33234808_2049428075098890_2441051551809142784_n

 

وتابع: «بالفعل ذهبت ولكن عندما عرفت مديرة المدرسة بالموضوع قالت لأمي بخطأ الناظر وأن من حقي أن أدخل أي مدرسة قريبه منى، وبالفعل رجعت أمي وأصرت على دخولي المدرسة وحقي في هذا ومع إصرار الأم لم يستطيع الناظر إلا أن يقبل أوراقي في المدرسة، وبدأت رحلة التعليم بفضل أمي التي أصرت على حقي والتي كان عليها أن تحملني ذهابا وإيابا للمدرسة في أيام المطر والشتاء، ولم أخيب أملها وكنت من المتفوقين حيث كنت في المرحلة الابتدائية من الأوائل المتميزين في المدرسة ودخلت المرحلة الإعدادية وكانت على نفس المنوال الأم مازالت تحملني من وإلى المدرسة حتى جاءوا بكرسي متحرك وأصبحت تساعدني به في الذهاب والعودة وكنت متفوق كالعادة حتى أنى دخلت مسابقة أوائل الطلبة».

ثم يتوقف يوسف عن الحديث قليلاَ ليعود ملتقطاَ أنفاسه قائلاَ: « اجتزت المرحلة الإعدادية ودخلت الثانوية وكان كل حلمي أن أصبح طبيبا، وكنت بالفعل متفوق في المواد العلمية العلوم والأحياء والكيمياء، وكانت رغبتي  أن أدخل علمي علوم حتى تكون السلم لي لدخول الطب، ولكن مدير المدرسة وقف أمام تحقيق هذا الحلم ورفض دخولي قسم علمى.. وقال لى: (مينفعش تدخل طب وأنت تستخدم كرسي متحرك)، وهددني أن لم أحول رغبتي من علمي إلى أدبى سيفرض ورقى ويحولني لمدرسة آخري». 

33100538_1454695677967691_7955294680856395776_n

ويضيف «يوسف»: «بالفعل تنازلت عن حلمي مع إصراره الذي اكتشفت بعد ذلك أنه غير حقيقى، ولكن بعد فوات الأوان وأنهيت الصفين الأول والثاني بتفوق كالعادة رغم أنى في القسم الأدبي، وفى صيف الصف الثالث الثانوي وقبل دخول المدارس كان مقرر لي إجراء عملية تصحيح اعوجاج في العمود الفقري وبعد استشاره الطبيب في القاهرة قال إني سأعانى ما بعد العملية لا يزيد عن شهر أو مده الإجازة الصيفية وأنه لن يقوم بتجبيس ظهري، وأنى سألحق بالفصل الدراسي من أوله، وأجريت  الجراحة ولكنه قام بتجبيسى قميص نصفى، واستمريت بهذا الوضع حتى دخلت امتحانات الثانوية، وأنا في الجبس ولم أعبأ بهذا».

واستطرد «يوسف»: «قررت أن أدخل الامتحان وأذكر وأنا نايم على ظهري طول العام بمجهود شخصي، وتشجيع أمي ووالدي وبالفعل نجحت وحصل على مجموع يقارب أقراني، مما كانوا مواظبين ولكن التنسيق لم ينصفني، فجاء لي بكليات تربويه وأنا لا أريدها، ودخلت معهد تجارى قسم محاسبة وفى حسباني أن أكمل كلية التجارة منه، وكانت أيضا معي والدتي تحملني في الذهاب وركوب المواصلات إلى طنطا والمعهد وبعد انتهاء السنتين قررت أن أبدأ حياتي العملية شفقة بأمي من هذا المجهود الكبير، وعملت محاسب في إحدى الشركات القطاع العام حتى تدرجت في الوظيفة، ووصلت الدرجة الأولى، واحقيتى في الحصول على مدير إدارة لولا تعنت الإدارة بسبب إعاقتي والتمييز». 

33110011_1454712767965982_4272324653617250304_n
 

وفى هذه الأثناء، يتابع «يوسف» حصلت على شهادات في مجال الحاسب الآلى وعملت فى العمل التطوعي والدفاع عن حقوق ذوى الإعاقة، والمشاركات السياسية حصلت على العديد من شهادات التكريم من جمعيات ومؤسسات فى مصر فى مجال العمال وذوى الإعاقة وقد شاركت في ثورتي 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013 وأسست العديد من الكيانات المدافعة عن ذوى الإعاقة، ووضعنا قانون المجلس القومي لذوى الإعاقة، والتي كان نواه لقانون ذوى الإعاقة 2018، وقد أسست قناة صوتنا الالكترونية لذوى الإعاقة الإصدار القديم 2010 مع صديقي رامز عباس، ولكنها توقفت بعد ما يقرب من 4 سنين لظروف معينة، والتحقت فى 2013 بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وحصلت على البكالوريوس في 2017، وحصلت على دورات عديدة في التقديم والتصوير والمونتاج».

وأوضح «يوسف»: « وبعد تخرجي أعدت تأسيس قناة صوتنا الالكترونية بإصدارها الجديد 2017 بشكل جديد ويشمل كل المهمشين وأصبحت أحد نشاطات مركز أفاق في المحلة وأصبحت تحمل فكر جديد وشامل وأقوم بتدريب فريق العمل المساعد ومازلت أحاول بأظاهرها أكبر وأكبر لتكون منصة للدفاع عن كل من له حاجه من ذوى الإعاقة أو المهمشين، ومازلت أحلم بأن يحصل كل ذوى الإعاقة على حقه الطبيعي فى الحياة الكريمة بلا تمييز،   ومازلت أحيا أجاهد كل يوم سواء بالذهاب للعمل أو مقر القناة أو الذهاب للقاهرة للممارسة أعمالي التي أحبها».  

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق