هل ينجو سكان تاورغاء بليبيا من شر الدوحة؟.. القصة الكاملة لإرهاب قطر ودعم المليشيات

الإثنين، 13 أغسطس 2018 01:00 م
هل ينجو سكان تاورغاء بليبيا من شر الدوحة؟.. القصة الكاملة لإرهاب قطر ودعم المليشيات
تاورغاء
علاء رضوان

تعمل المنظمات الحقوقية جاهدة لمطالبة المجتمع الدولى والمنظمات الدولية بالتدخل الإنسانى السريع لإنقاذ نحو 40 ألف مواطن من سكان تاورغاء من التشرد بعد تهجيرهم القسرى منذ 7 سنوات على أيدى الميليشيات المسلحة المدعومة عسكريا ولوجيستا من إمارة قطر.

المنظمات هى : «مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الانسان، ومؤسسة المحروسة للتنمية والمشاركة، ومركز دعم دولة القانون، ومؤسسة شمس للدراسات الديمقراطية، والجمعية المتحدة لحقوق الانسان، وشبكة المتطوعين للتنمية وحقوق الانسان، ومؤسسة المركز الوطنى لحقوق الانسان، جمعيةحقوقيات مصريات، جميعها من مصر، الجمعية الوطنية للحقوق والحريات، جمعية المرأة والتنمية، و الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث، و شبكة المتطوعين للتنمية وحقوق الانسان، ومنظمة العفو العربية، جميعها من مصر، وجمعية أهالى تاورغاء، والمنتدى الاجتماعى الديمقراطى، اليمن».

وتقع بلدة تاورغاء في شمال غرب ليبيا محاذية لمدينة مصراته، ويبلغ عدد سكانها تقريبا 40 الف نسمة، وسميت البلدة تاورغاء تيمنا باسم القبيلة التي يشكل أفرادها السواد الأعظم من سكان المدينة، وتشكل الزراعة والرعي عصب الحياة الاقتصادية في المدينة كما يعمل عدد لابأس به من الشباب في أجهزة الدولة وينتسب البعض منهم للجيش الليبي أبان النظام السباق.

تاورغاء ندبة في جبين الثورة الليبية، هجر قرابة 40000 مواطن هم تعداد سكان المدينة وتم نهب وسرقة ممتلكاتهم وحرقت وهدمت منازلهم، وقتل قرابة 170 من شباب المدينة وبعضهم شيوخ مسنون وأطفال لاتهامهم بالقتال، وذلك على أيدى الميليشيات المسلحة المدعومة عسكريا ولوجيستا من إمارة قطر. 

 

download

وأصبحت تاورغاء أشبه بمدينة للأشباح-بحسب منظمة ضحايا لحقوق الإنسان- لا يرى فيها سوى قبور وأطلال، وأصبح كونك تاورغياً يكفى لأن توضع في السجون، وتنال قسطاً كبيراً من التعذيب والتنكيل، وبلغ العدوان مداه بأن قامت كتائب ومليشيات بجلب أبناء تاورغاء من كل مدن ليبيا وسجنهم وتعذيبهم في سجون ثانوية الوحدة وطمينه والجوية وغيرها من السجون.

نظرة مختصرة قبل التهجير

مديــنة تاورغاء هي منطقة ساحلية تبعد 250 كيلو متر تقريباً شرق العاصمة الليبية طرابلس، تقع على خط طول 15.6'26.42" وخط عرض 32.0'50.50"، يبلغ عدد سكانها 42.600 ألف نسمة، بالإضافة إلى وجود عدد 5 ألاف نسمة من أهالي تاورغاء النازحين من منطقة مصراته، ويوجد عدد يناهز 53 ألف نسمة من أهالي المنطقة قاطنين بالمدن الليبية الأخرى، ويقيم بالمدينة عدد كبير من الأسر من عدة مناطق مختلفة بليبيا.-وفقا لـ« منظمة ضحايا لحقوق الإنسان».

اقرأ أيضا: كيف كسر أردوغان عين تميم؟.. قطر تواصل انبطاحها وتتنازل عن «العربية» وتتحدث التركية

وبدأت معاناة أهالي تاورغاء مع بداية المواجهات المسلحة التي اندلعت في 17 فبراير عام 2011 في ليبيا، حيث تم استخدام المدينة كمنطقة عسكرية، واستمرت معاناة أهالي تاورغاء في صمت؛ حيث يتعرضون لنيران كل الجماعات والحركات المسلحة فى الداخل والخارج، التي كانت تقصف مواقع الآليات العسكرية المتمركزة داخل الأحياء السكنية، واشترطت القوات عدم مغادرة المدينة إلا بموافقة الغرفة العسكرية والحصول على إذن مغادرة ورجوع محدد بتاريخ.

وكان يسوق في الأعلام بأن تاورغاء خالية من السكان وهذا الأمر منافٍ للحقيقة، فقد كان أهالي تاورغاء يموتون في صمت بين مطرقة الثوار وسندان الكتائب، وهذا الأمر أستمر من شهر مارس حتى 11/08/2011 في شهر رمضان، حيث حدثت الكارثة والموت الجماعي داخل تاورغاء في يوم ما يسمي بتحرير تاورغاء. 

يوم تحرير تاورغاء هو بداية الكارثة التي حلت على أهالي تاورغاء، حيث دخل ثوار مصراته لتاورغاء من أربعة محاور إضافة إلى قصف النيتو، وبدأت جميع أنواع الأسلحة تقصف داخل الأحياء السكنية، وأستمر القصف في الحادي عشر من رمضان منذ الصباح الباكر، الأمر الذي أذي إلى موت العديد من الأهالي جراء قصف المباني التي دكت على أهلها، مما أفزع الأهالي وأضطرهم للذهاب إلى تاورغاء القديمة على أرجلهم، لأن معظم السيارات لم تكن تحتوي على بنزين الأمر الذي زاد من حجم الكارثة، حيث مات العديد من الأهالي أمام بعضهم في مشهد مأساوي جراء قصف الجراد، والمدافع المضادة للطائرات وجميع أنواع الأسلحة. 

25368423-v2_xlarge

حيث تناثرت أشلاء الأهالي وحتى الحيوانات لم تسلم، حيث كانت تتبع الأهالي هرباً من القصف الانتقامي العشوائي؛ الذي لم يراعي حرمة ولا حماية وأمن المدنيين، ولم يجد الأهالي حل إلا الذهب شرقاً لنفاذي القصف العشوائي، الأمر الذي أجبر الأهالي إلى سلك الطرق التي في المنطقة السبخيه المحيطة بتاورغاء، مما أدي إلى موت وغرق العديد من الأهالي، خصوصاً كبار السن والنساء والمرضي والحوامل، الأمر الذي جعل هذا اليوم كارثي ومأساوي على الأهالي، والذي زاد الأمر إن الأعلام قام بالتعتيم على هذا المصاب الجلل.

بعد ذلك تم طرد وتهجير كل ما بقي في داخل تاورغاء إلى خارجها، بعد أن تعرضوا للإهانة، والاعتداء من قبل ثوار مصراته ومن رفض الخروج من بيته قتل بدم بارد، وصولاً إلى الهيشة سيراً على الأقدام وبعض السيارات وفوجئ الجميع بالفوضى وعدم تمكنهم من الحصول على البنزين، علماً بأن بعض أهالي الهيشة ساهم في جلب بعض أهالي تاورغاء من الصحراء والمنطقة السبخيه إلى الهيشة، وأيضاً تجميع بعض رفات وأشلاء الأهالي ودفنها في الهيشة.

وبعد ثلاث أيام من الكارثة والمعاناة، تمكن بعض أهالي تاورغاء من الحصول على الوقود، وتفرقوا كلاً حسب المدينة المفضلة وتواجد الأقارب فيها «سرت، والجفرة، زلة، سبها، طرابلس، تاجوراء، بني وليد، ترهونة »، وذلك لأن معظمهم نجو بحياتهم فقط ليس لديهم لا المال ولا الملبس، وباقي مدن ليبيا التي نزحوا إليها بما في ذلك مشروع اللود، تلك المنطقة الصحراوية النائية التي لا يوجد بها أي مقومات للحياة والتي شاهدت تعذيب الأهالي .

بوصول أهالى  مصراته إلى المناطق والمدن بداية من الهيشة، حيث قتل من قتل وخطف من خطف وزادت المأساة والكارثة، حيث تعرض الشيوخ والشباب والنساء إلى الإهانات والتعذيب والقتل والحرق أمام بعضهم، حتى وصول كتيبة شهداء الجزيرة من ثوار اجدابيا وبنغازي إلى منطقة الجفرة، والتي بدورها قامت بحماية وبتأمين وحراسة الأهالي، وهددوا  بتسليح الأهالي إذا استمروا في خطف وقتل الأهالي. 

اقرأ أيضا: يد تبني ويد تمول الإرهاب.. خليفة حفتر يكشف دور قطر في محاولة تفكيك ليبيا

وقامت الكتائب : «كتيبة الموت، توباكتس، النسيم، العاديات، المحارب، شهداء سيدي غريب، النسر، الحسم، شارع طرابلس، أحمد قرقوم »، بسفك كرامة الأخرين بحيث جمع الموجودين بموقع الامداد بالجفرة، من نساء وكبار السن وأطفال في طوابير وبروك وزحف على الطريقة العسكرية للشباب، وطلب من أحد الشباب الهرولة، ولكن أحدهم لم تعجبه هرولة الشاب وأطلق عليه النار وأرداه قتيلاً أمام أعين والدته، وأخواته اللاتي يعولهن وخطف بعض الشباب ونقلهم إلى مصراته، وأيضاً أخدت السيارات الخاصة وجميع الهواتف النقالة، والنقود من كل الموجودين وقاموا بأخذ ما يقتنينه النساء من ذهب أمام أعين أزواجهن، وحرق السيارات وممتلكات الأهالي إن لم تكن ذات قيمة، ونفس الشيء حدث في طرابلس وباقي المدن التي نزح إليها الأهالي. 

27qpt956.1

بعد ذلك بدأ الاعتقال العشوائي الممنهج على الهوية لكل شباب وشيوخ تاورغاء، خصوصاً الفئة المتعلمة ومعظم المعتقلين تم نقلهم لمصراته، حيث تعرضوا لأشنع أنوع التعذيب والبعض منهم قتل تحت التعذيب تقريباً 170 شاب، إلى الآن والاعتقالات والقتل على الهوية مستمرة، حيث بلغ عدد الشباب المخطوفين 220 والمعتقلين داخل سجون مصراته أكثر من 1200 شاب، لا ذنب لهم إلا أنهم من أبناء تاورغاء.

بالنسبة لمدينة تاورغاء بعد نزوح المواطنين، أصبحت أثراً بعد عين لا وجود للحياة فيها اللهم إلا من بعض الحيوانات التي أصبحت جثت بعد نفوقها، بسبب انعدام الماء والغذاء، ولم تسلم المباني من التدمير والحرق المتعمد، ولا الممتلكات الشخصية من السرقة والنهب، جميع الأماكن العامة في تاورغاء المصارف والمستشفيات والمدارس تعرضت للحرق بعد إن تم سرقتها والعبث بمحتوياتها.

وأيضاً مما زاد من المأساة غياب الزيارات من أعضاء الحكومة والمجلس الانتقالي السابق، والمؤتمر الوطني الحالي لأهالي تاورغاء، لرفع معنوياتهم والوقوف على حالهم، في الوقت الذي قام بذلك معظم السفراء والبعثات الدبلوماسية ومبعوث الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى الموجودون في ليبيا.

وأما بالنسبة لأهالي تاورغاء المقيمين بمدينة مصراته، فنتيجة لغياب الأمن في المدينة في بداية الأحداث، وانتشار عدة مجموعات مسلحة خارجه عن القانون، اضطر العديد من أهالي تاورغاء المقيمين بالمدينة لمغادرة منازلهم، وترك جميع ممتلكاتهم، ومنع هؤلاء النازحين من العودة إلى ديارهم بعد أن وضعت الحرب أوزارها، بل تم نهب ممتلكاتهم وتم تسكين عائلات من المنتمين لمدينة مصراته بمنازلهم.

الاتهامات بالقتل والاغتصاب

واتهمت المليشيات المسلحة أهل تاورغاء، بالمشاركة في القتال في صفوف القوات المؤيدة للقذافي أو تأييدها أثناء الثورة، وبارتكاب جرائم حرب في مصراته، وقد عجزت الحكومة الليبية وسلطات مصراته عن كبح جماح تلك الجماعات المسلحة.

ففي أثناء الصراع المسلح القائم آنذاك، ذكرت العديد من وسائل الإعلام أن هناك حالات انتهاك لحرمات البيوت واغتصاب ممنهج؛ من مقاتلين من تاورغاء بالتحديد ضد نساء من مصراته، حيث كانت وبالتحديد في منطقة طمينه بمدينة مصراته، ولكن كل الجهود لم تفضي إلى الحصول ولو على أرقام بسيطة مما يذكر، وكل ما أشيع هو روايات تفتقد للتوثيق ومحاولات العديد من المنظمات الحقوقية القيام بزيارات للمدينة، لتقصى الحقائق حول هذه الاتهامات، لكنها لم تصل لشيء وكان رد أهالي مصرانه لا يمكننا فضح بناتنا.

من جهتها، ذكرت الصحيفة الايطالية "Corriere della Sera" في عددها الصادر يوم السبت 25 يونيو أن موظفي منظمة "العفو الدولية" لحقوق الانسان، لم يجدوا أية دلائل على حصول عمليات اغتصاب جماعية للنساء، من قبل القوات الموالية لنظام معمر القذافي بهدف تخويف السكان الليبيين. 

اقرأ أيضا: المنظمات الحقوقية ترى وتسمع ولا تتكلم.. قطر وانتهاك حقوق الإنسان (فيديوجراف)

ونقلت الصحيفة الايطالية الصادرة في ميلانو عن موظفة "العفو الدولية" دونتيلا روفيرا، التي قامت بدراسة هذه المسألة خلال الاشهر الثلاث الاخيرة في مناطق مختلفة من ليبيا، قولها إنه لم يتم اكتشاف دلائل على هذه الجرائم.

وقالت روفيرا "ما تم تناوله من إن قوات العقيد معمر القذافي، ارتكبت أفعال عنف عديدة، فهذا حقيقة، ولكننا لم نكتشف دلائل على عنف جنسي، مع إننا بحثنا عنها لوقت طويل، ولا اريد القول إنها لم تحصل، كما إننا نستمر بالتحقيق، إلا أننا لم نجد شيئاً بعد ولا نعرف أحداً من وجد شيئاً مماثلا".

كما أشارت روفيرا إلى أن زملائها استطاعوا مشاهدة تسجيلا مصوراً واحداً فقط، يبين عملية اغتصاب، إلا أن المغتصبين الذين بينهم التسجيل لم يكونوا يرتدون ثياباً عسكرية، بالإضافة إلى ذلك لم يكن بالمستطاع معرفة مكان وزمان تسجيل الفيلم.

وقالت روفيرا: «إننا نملك الكثير من الدلائل على جرائم ضد الانسانية مرتكبة من قبل القذافي، وعنف مرتكب من قبل الثوار، ولكن الاغتصاب لا يدخل ضمنها».

وأضافت روفيرا "حتى بفرض وقوع حالات اغتصاب، فإن السبيل الوحيد للتأكد هو تشكيل لجنة للبحث والتقصي، حتى يمكننا الملاحقة القانونية للجناة وإنصاف الضحايا، وحتى يتم ذلك يمكننا القول إن التهم التي ألصقت بأهالي تاورغاء معظمها لا تستند إلى أدلة ثابتة، تدين مرتكبيها وإنما إشاعات في الغالب".

من جهة أخرى، رأى المراقبون إن البعض في مصراته يتعمدون رفع مستوى العداء، للاستيلاء على جزء من أرض تاورغاء وممتلكات أهالي تاورغاء القاطنين في مصراته، وهذا ما حدث بالفعل مع الممتلكات المملوكة ملكية مقدسة من عقارات ومحلات تجارية، لكل القبائل التي تم طردها من مصراته وأسموهم بالعائدون، بسبب تركهم للمدينة أثناء الصراع المسلح خوفاً على أنفسهم ثم عودتهم بعد ذلك.

التهجير الذي طال المدينة

أُجبر أهالي تاورغاء والنازحين المقيمين بها من مدينة مصراته، من أهالي تاورغاء وغيرهم على مغادرة ديارهم «قسراً» إلى بلدة الهيشة، والتي تبعد حوالي 75 كيلو متر شرق مدينة تاورغاء مشياً على الأقدام، بسبب كثرة سقوط الصواريخ والقذائف والأسلحة بجميع أنواعها على أهالي المنطقة، ومما زاد الأمر سوء قصف طيران حلف شمال الأطلسي « الناتو»، والذي كان يرعب الأهالي باستمرار تحليقه فوق سماء المدينة.

وكان لجوء الأهالي إلى بلدة الهيشة بتاريخ 11 أغسطس 2011، هو الحل الوحيد للهروب من الجحيم الذى حل بهم، وقد وجد الأهالي شيئاً من الأمن الضحل الذي قد يتحول إلى حرب في أي لحظة، وما كان لكتائب الثوار المسلحة من منطقة مصراته إلا اللحاق بهم وزيادة معاناتهم خلال شهر رمضان المبارك، وبسبب ذلك تفرقت العائلات والأسر عن بعضها البعض، وبدأت مراحل التهجير القسري إلى المدن الليبية كافة.

واستمرت معاناة أهالي تاورغاء أثناء تهجيرهم، وتعرضهم للعديد من الانتهاكات على يد كتائب الثوار، ومن منطقة مصراته بالتحديد، حيث ارتكبت الكثير من الأعمال في غرب ووسط ليبيا، مع وجود بعض مثل هذه الحالات في شرق البلاد. 

اقرأ أيضا: شرف للبيع.. أموال قطر و16 منظمة مصرية حقوقية لزعزعة استقرار البلاد (ملف خاص)

ومعلوم أن أهالي تاورغاء هم قاموا بتهريب كل من العقيد طيار المنصف شعبان، والشهيد العقيد طيار المهدى السمين، والمقدم طيار حسين الشيخى، والعقيد طيار ونيس بوشناف التاورغي، في بداية الثورة من قاعدة القرضابية في سرت إلى تاورغاء، حيث مكثوا أربعة أيام مختبئين داخل تاورغاء، وبعد أن أزداد عدد الكتائب داخل تاورغاء، وأصبحت غير أمنة قام ثوار تاورغاء بتهريب الطيارين إلى بنغازي، وكان الشهيد اللواء عبد الفتاح يونس يتابع العملية بنفسه.

والعقيد طيار ونيس بوشناف التاورغي، كان من ضمن السرب الذي حمى مدينة بنغازي يوم اجتياح كتائب القذافي 19-3-2011، وإن آمر السرب العمود المصفح الذي أمر من قبل القذافي في فبراير عام 2011 بتدمير محكمة بنغازي، حيث كانت غرفة العمليات ورمز الثورة وقتها هو العقيد محمد بلعيد التاورغي، وقام العقيد التاورغي بتسليم المقاتلات لقاعدة بنينا، وهذه المقاتلات هي نفسها التي استخدمت للدفاع عن بنغازي يوم 19-3-2011، والعقيد محمد نفسه تم مكافأته بأنه موجود الآن في أحد مخيمات اللاجئين.

نهب وسرقة وحرق الممتلكات

في أثناء الصراع تعرضت المدينة لكثير من القصف بالقذائف والصواريخ، من قبل طائرات حلف شمال الأطلسي ومن قبل الثوار، رداً على القذائف التي كانت تخرج باتجاه مصراته، وأماكن أخرى حيث كانت الاشتباكات تستمر لعدة ساعات إلى يوم كامل، وكانت خلالها تسقط القذائف على الكثير من المنازل والأحياء السكنية، وفي إحدى الهجمات بصواريخ (غراد) على حي يعرف بـ (شعيبة السارة)، توفي تسعة أشخاص نتيجة القصف وتمزق 5 خمسة منهم إلى أشلاء، وتوجد شهادات من ذويهم تحكي قصة الهجوم على المنطقة والجيران وأقارب الضحايا.

ولا يخفى على العيان بعدما تم تهجير المدينة، ومنع أهلها من العودة إليها قامت كتائب الثوار من مصراته بالهجوم على المدينة، وتحديداً في الفترة من 11 ديسمبر 2011 إلى نهاية العام، وقاموا تدمير ممنهج للمدينة، ولم يسلم شيء من النهب والسرقة والتدمير على نطاق واسع للغاية، واستمرت هذه الممارسات لعدة أسابيع وأشهر ولفترات متقاربة، ثم متباعدة للحيلولة دون عودة الأهالي والسكان لديارهم.

وهنا تجدر الإشارة، إلى أنه توجد الكثير من الفيديوهات المسجلة تظهر العديد من أفراد يتبعون لكتائب الثوار تعود لمصراته، تقوم بهدم وتدمير مرافق الحياة والعبث بالممتلكات وحرق للمساكن، حيث يظهر أحد الفيديوهات مشهداً لحرق مساكن ما يعرف بــ عمارات الضمان، وأيضاً مشهد أخر لأشخاص يهدمون منازل بتفجيرها بعبوات ناسفة، علاوة على استهداف عشوائي للمدينة بالقذائف، مما أدى لاشتعال النيران بشكل كبير في المدينة، وتمدد ألسنة اللهب إلى بعض المزارع والأشجار المجاورة، باعتبار المنطقة شبه زراعية وتوجد الكثير من الأشجار المجاورة للمنازل.

وطيلة هذه الفترة، لم تسلم المدينة من السرقة والنهب والحرق يومياً من قبل مليشيات تعود لمصراته، ولم تفعل الدولة ما ينبغي خلال ذلك من منعها لهذه المليشيات من العبث بالمدينة وعلى مرئ ومسمع من الجميع.

الاعتقال التعسفي على الهوية

خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 26 يونيو من كل عام، «اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب"، من أجل القضاء على التعذيب وغيره من الظروف القاسية والمهينة أو اللا إنسانية، حيث دخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ في 26 يونيو عام 1987، وجاء فيها»... المساواة في الحقوق وغير قابليتها للتصرف لجميع الأفراد، هي أساس الحرية والسلام في العالم، فلكل فرد الحق في الحفاظ على سلامته، وأنه جميع الشرائع السماوية والمواثيق الإقليمية والدولية، تمنع وتجرم التعذيب ...». 

DVNowidWsAAP6yN

ورغم إن الوضع في ليبيا مخالف لما ذكر تماماً، فقد أصبحت مقار بعض الكتائب أكثر وحشية من معتقلات النازية، تارتاً صعق بالكهرباء وضرب بالسياط وتعليق من الأيدي والأرجل، وكي وحرق بالنار، وإجبار الموقوفين على السهر لأيام والنوم على البلاط في أيام الصقيع، إضافة لمحاولات اغتصاب النساء والرجال على السواء، واقع مخزي وعار وندبة في جبين الثورة الليبية التي لوثتها الكتائب بممارستها الغير قانونية والغير أخلاقية والمخالفة لتعاليم ديننا.

وتم تعذيب المئات من أبناء تاورغاء بسجون مصراته، حيث مورست ضدهم كل أنواع التعذيب ضرب بالسياط، وصعق بالكهرباء، ووضعهم في الماء المغلي وحرق بالنار، ومات العشرات منهم تحت التعذيب والباقيين يقاسون جحيم التعذيب إلى اليوم.

بعض حالات التعذيب

أحمد عمر جمعه رمضان، عندما ألقى القبض عليه كان عمره 14 سنة بمخيم أبو سليم بطرابلس، وتم نقله إلى سجن ثانوية الوحدة بمدينة مصراته، حيث تم تعذيبه وأخيراً ومنذ أيام لفظ أحمد أنفاسه الأخيرة وعمره 15 عام وبضعة أشهر، والصور خير دليل على وحشية، ما يحدث بسجون ومعتقلات الكتائب بمدينة مصراته التي لم ترحم حتى الأطفال. 

اقرأ أيضاَ: قطر تخشى الفضيحة.. لماذا تحاول الدوحة فرض السرية على قضية اختراق بريد «برويدي»؟

وطارق ميلاد يوسف الرفاعي التاورغي، توفي هو أيضاً بسجون إحدى الكتائب بمصراته تحت التعذيب، والصور تبين بشاعة التعذيب ومدى وحشية واجرام من يقومون به.

وأكرم علي فرج بن خالد من مواليد زاوية الدهماني عام 1988، وهو خارج بسيارته متجه الى مزرعة صديقه ومعه أثنين من أصدقائه، وفي الطريق قام أحد الثوار من مدينة مصراته بتوقيفه في نقطه نادي الفروسية، وعندما عرف أنه تاورغي قام بإهانته، ووجه له ألفاظ قبيحة.

وقال أحد الثوار لعلي "كيف أنت تاورغي وتسوق في سيارة فخمة، (بعد اتصال برفاقه)، وقال لهم ألقيت القبض على جماعه من كتائب القذافي، وقاموا باعتقالهم ووضعوهم كل واحد في غرفه، ودخل على أكرم وقام بتوبيخه، وقال له "نحن جينا من مصراته وحررناكم، وتوا نظفوا في طرابلس".

وقال له أكرم "احني طرابلس حررناها برواحنا، عندها ثارت ثائرة هذا الثائر المصراتى، وضرب أكرم في مؤخره الرأس بأخمص الكلاشن، وأغمي على أكرم وبعدها شعر أكرم بشي ما انصب على جسمه، فإذ به بنزين وأشعل فيه النار.

ولا شك إن ليبيا التزمت باحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب عام 1989، ولكن بعد أن وضعت الحرب التحرير أوزارها في ليبيا، سقط العديد من أبناء مدينة تاورغاء في عملية أصح ما يقال عنها "بالممنهجة"، من قبل المليشيات من مصراته، حيث كانت تجوب أغلب مدن غرب ليبيا ووسطها، بحثاً عن أبناء مدينة تاورغاء، وفعلاً اقتيد الكثير من الشباب على هوية أنه من قبائل تاورغاء فقط، وكل من كان أسود البشرة هو هدف مشروع للسجن والضرب والسب والشتم، وخاصة إذا ما تأكد من أنه تاورغي.

وقد ذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش؛ في تقريرها الصادر في 20 مارس عام 2013، أن على الحكومة الليبية اتخاذ خطوات عاجلة؛ لمنع انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة والمستمرة بحق سكان بلدة تاورغاء، الذين يشيع اعتبارهم من مؤيدين سابقين لمعمر القذافي.

وتنتشر أعمال التهجير القسري لنحو 40 ألف شخص، والاحتجاز التعسفي والتعذيب والقتل، على نطاق واسع وممنهج وعلى نحو منظم، بما يكفي لاعتبارها جرائم ضد الإنسانية، ويجب أن تلقى الإدانة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأضافت المنظمة في تقريرها " تقع مسؤولية معظم الانتهاكات على عاتق جماعات مسلحة من مصراته، الواقعة على مسافة نحو 30 كيلومتراً إلى الشمال، وتتهم هذه الجماعات أهل تاورغاء بالمشاركة في القتال في صفوف القوات المؤيدة للقذافي أو تأييدها أثناء الثورة، وبارتكاب جرائم حرب في مصراته، وقد عجزت الحكومة الليبية وسلطات بمدينة مصراته عن كبح جماح تلك الجماعات المسيئة المسلحة. 

get_img-613x365

وأوضحت هيومان رايتس ووتش، أنه يمكن تحميل قادة المليشيات بمصراته وكبار مسؤوليها، المسؤولية الجنائية أمام المحاكم الوطنية والدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، على إصدار الأوامر بارتكاب هذه الجرائم والإخفاق في منعها أو معاقبة مرتكبيها.

وكانت المدّعية العامة بالمحكمة الجنائية الدولية، قد رفعت تقريراً إلى مجلس الأمن في نوفمبر عام 2012، قالت فيه " إن مكتبها يواصل جمع المعلومات حول مزاعم القتل والنهب، وتدمير الممتلكات والتهجير القسري من جانب مليشيات مصراته لأهل تاورغاء، لتحديد ما إذا كان يتعين إدراج هذه المزاعم في قضية جديدة.

وأشارت المنظمة إلى أنه على السلطات الليبية أن تعجل بدورها؛ بالتحقيق مع الأفراد من أهل تاورغاء المتهمين بارتكاب جرائم جسيمة أثناء نزاع عام 2011، بما في ذلك مزاعم الاغتصاب والقتل غير المشروع في مصراته، وملاحقتهم جنائياً بأقصى ما يتيح القانون في حال وجود أدلة على جرائم، وأما معاقبة مجتمع كامل على مزاعم بارتكاب بعض أفراده لجرائم، فهي ترقى إلى مصاف العقاب الجماعي.

ورغم كل هذه التوصيات لم تتخذ الحكومة الليبية المؤقتة، أي تدابير حيال هذا الأمر، وبجهود شخصية من أبناء تاورغاء المهجرين ونشطاء حقوق الانسان، وبعض المنظمات الحقوقية المحلية غير الحكومية ومنظمات دولية، يتم جمع المعلومات حول بعض الشباب ممن قتلوا تحت التعذيب، نظراً لصعوبة التواصل ولخطورة العمل في مثل هذه المواقف، حيث يتعرض المدافعون عن حقوق الانسان للتهديد والملاحقة، وتم اختطاف وقتل البعض منهم. 

اقرأ أيضا: أبواق الفتنة.. الدور المشبوه لإعلام الإخوان في إسطنبول لإثارة الفوضى بالمنطقة

جهود ومساعي لعودة السكان

لا شك إن القلق يتزايد على مستوى العالم، بشأن نزوح المواطنين داخل بلدانهم بسبب الحروب والكوارث الطبيعية، ويقع النزوح الداخلي في أغلب الأحيان نتيجة لانتهاكات القانون الدولي الإنساني أثناء نزاعٍ مسلح، أو عدم احترام المعايير الأخرى التي وضعت لحماية الأشخاص في حالات العنف.

ولا شك أيضاً أن القانون الدولي الإنساني، يحظر صراحتاً على كافة الأطراف في أي نزاع؛ إجبار المدنيين على ترك ديارهم " التهجير القسري"، ويكفل لهم القانون الدولي الإنساني الحماية والمساعدات نفسها التي من حق باقي السكان المدنيين.

وينص القانون الدولي الإنساني، صراحتاً على حظر تشريد المدنيين، وحظر الهجوم عليهم أو إتلاف ممتلكاتهم المدنية، أو الهجمات العشوائية أو تجويع السكان كوسيلة من وسائل الحرب، وكذلك حظر توجيه أعمال الانتقام ضد المدنيين، بالإضافة إلى حظر استخدام المدنيين كــ "دروع بشرية "، والعقاب الجماعي للسكان الذي يتمثل غالباً في تدمير المنازل والبنى التحتية بشكل عشوائي.

ورغم كل هذه القوانين والإجراءات، إلا أن الحكومة الليبية لم تبذل أي مساعي جادة في عودة سكان المدينة لديارهم، بل كانت حائلاً بينهم وبين العودة، حيث أصدرت الحكومة عدة بيانات كان من شأنها عرقلة العودة، وكذلك تدخل دار الإفتاء في منع الناس من العودة لديارهم بشكل عاجل ولتخفيف معاناتهم، حيث أصدرت الحكومة قراراً بتوطين وإنشاء مساكن لأهالي تاورغاء بمنطقة الجفرة، ولكن رفض الأهالي واستهجانهم لهذا القرار جعل من الحكومة تعدل عن قرارها، ولكن دونما حل يلوح في الأفق.

المهّجرين داخل المخيمات

أنتقل أهالي تاورغاء للسكن في عدة مدن ومخيمات، أقرب إلى معتقلات جماعية لا ترقى إلى أبسط الاحتياجات البشرية، علاوة على إنها مقرات للشركات العاملة في ليبيا التي كانت تقوم بتنفيذ مشاريع البنى التحتية.

وينتشر أهالي تاورغاء في توزيع سكاني على أغلب مناطق ليبيا، ويتمركز هذا التوزيع على النحو التالي: -

"طرابلس والمناطق الغربية، وبنغازي والمناطق الشرقية، وسبها والمناطق الجنوبية، وترهونة والمناطق والقرى المحيطة بها، ويتوزع الباقي في مجموعات صغيرة على أغلب المناطق تقريباً ". 

images

طرابلس والمناطق الغربية

بعد عملية التهجير القسري وتشتت العائلات في جميع الاتجاهات، لم تكن العائلات المهجرة إلى طرابلس والمنطقة الغربية أكثر حظاً من غيرها.

حيث كان الهجوم على تجمعات الأهالي بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، من قبل المليشيات أمراً يقلق الكثير من المنظمات المحلية والدولية، مع صمتاً حكومياً عما يحدث.

فبتاريخ 06 / 02 / 2012 م تم الهجوم على أحد مخيمات تاورغاء وهو، مخيم الأكاديمية البحرية بجنزور، الذي يقيم به عدد 528 أسرة، يعانون ظروف معيشية صعبة بسبب عدم توفر المياه بشكل صحي، وعدم وجودها في أغلب الأحيان، وإقامة بعض الأسر في أكواخ من الصفيح وغيرها وتحت سلالم المباني.

وقد تعرض هذا المخيم لهجوم أسفر عن وقوع 7 ضحايا، وقد قامت منظمة ضحايا بزيارة للمخيم في شهر فبراير عام 2012، للوقف على حقيقة ما حدث داخل والتقى مندبوا المنظمة عدداً من الأفراد من عائلات الأشخاص الذين قُتلوا، وبعض الجرحى، وبعض مسئولي المخيم، وتم الاطلاع على التقارير الطبية وشهادات الوفاة للأشخاص السبعة والسجلات الطبية الخاصة بالجرحى.

-مخيم طريق المطار، ويقيم بهذا المخيم عدد 356 أسرة، ويقع المخيم بالمدخل الجنوب الغربي لمدينة طرابلس بمحاذاة الطريق المؤدية إلى مطار طرابلس الدولي.

وقد زار هذا المخيم في منتصف شهر فبراير عام 2012، السيناتور الجمهوري "جون ما كين" عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، وقف خلالها على مآسي الأهالي من أبناء تاورغاء، وعن تعرضهم للخطف والتعذيب والقتل على يد المليشيات المسلحة من مدينة مصراته.

-مخيم الفـلاح: -يقيم بهذا المخيم عدد 250 أسرة، ويقع في وسط العاصمة طرابلس بمنطقة الفلاح، ولم يكن هذا المخيم استثناء عن باقي المخيمات الأخرى التي تعرضت للهجوم، حيث تعرض المخيم للهجوم من قبل المليشيات المسلحة بتاريخ 25 يوليو عام 2013، ونتج عنه قتيل وعدد من الجرحى، ولم تفعل الحكومة ولا أجهزتها الأمنية حيال ذلك أي شيء على الإطلاق.

-مخيم سيدي السائح: -يقيم بهذا المخيم عدد 75 أسرة، ويعانون من ظروف معيشية صعبة، بسبب نقص مياه الشرب، ويقع المخيم في ضواحي مدينة طرابلس في منطقة سيدي السائح.

-مخيم السراج: -يقيم بهذا المخيم عدد 11 أسرة، ويشترك مع أهالي تاورغاء في هذا المخيم عائلات مهجرة من منطقة المشاشية، ويقع هذا المخيم بمنطقة السراج بمدينة طرابلس.

وجدير بالذكر، إلى أنه يوجد العديد من العائلات المهجرة من أهالي تاورغاء، يقيمون خارج المخيمات بمدينة طرابلس، وكافة المناطق الغربية والقرى المحيطة بها، ويقّدر عددهم بحوالي 530 أسرة. 

download (1)

ترهونة والمناطق المحيطة

مخيم شركة أثيب ترهونة: -يقيم بهذا المخيم عدد 60 أسرة، وهو مقر قديم لشركة تركية يقع في ضواحي مدينة ترهونة، ويعاني الأهالي المقيمين بهذا المخيم ظروف معيشية صعبة، يفتقر المخيم إلى أبسط مقومات العيش الإنساني، ولا يرتقي إلى سكن عائلي أو جماعي في نفس الوقت.

كما يوجد العديد من العائلات المهجرة من أهالي تاورغاء، يقيمون خارج المخيمات بمدينة ترهونة والمناطق والقرى المحيطة بها، ويقّدر عددهم بحوالي 400 أسرة.

بنغازي والمناطق الشرقية

ويتوزع الأهالي في المنطقة الشرقية على طول الشريط الساحلي الممتد من مدينة سرت إلى الحدود الليبية المصرية، ويتمركز العدد الأكبر من هذا التوزيع في مدينة بنغازي حيث توجد بها 7 مخيمات على النحو التالي: -

"مخيم قاريونس، ومخيم الحليس، ومخيم الرياضية 1، ومخيم الرياضية 2، ومخيم الكهرباء، ومخيم الصم والبكم، ومخيم سيدي فرج".

-مخيم قاريونس: -يقيم بهذا المخيم حوالي 554 أسرة، وهم يعانون ظروف معيشية صعبة سبق وأن تعرض هذا المخيم لهجوم في العام الماضي، من قبل مليشيا مسلحة كادت أن تسبب في فقدان حياة بعض الأهالي، ونتج عن هذا العمل الإجرامي عدة إصابات متفاوتة بين متوسطة وبسيطة.

-مخيم الحليس: -يقيم بهذا المخيم 360 أسرة، ويعانون ظروف معيشية سيئة للغاية، ويبعد هذا المخيم عن وسط مدينة بنغازي مسافة 25 كيلو متر تقريباً في اتجاه الغرب.

ويعتبر هذا المخيم من أشد المخيمات مأساوية، حيث يفتقر إلى أبسط مقومات العيش الآدمي، ولا توجد به شروط الوقاية من الأمراض والأوبئة، ويعتبر مزاراً للعديد من المنظمات المحلية والدولية، ولكن دون جدوى أو تغيير للواقع المأساوي الذي يعيشه الأهالي منذ أكثر من سنتين، كما كان لهذا المخيم نصيب من هجمات المليشيات المسلحة، ولكن دون ووع ضحايا تذكر.

-مخيم الرياضية (1): -يقيم بهذا المخيم 85 أسرة، ويعرف هذا المخيم بمخيم الهلال الأحمر، نظراً لإشراف جمعية الهلال الأحمر الليبي فرع بنغازي عليه بشكل مباشر، ويعاني كذلك المقيمين بهذا المخيم من ظروف معيشية صعبة، حيث يقيمون في غرف تفتقر إلى أبسط المعايير الصحية، بالإضافة إلى انتشار القوارض في محيط المخيم، وكان يقيم بالمخيم خلال الفترة القريبة الماضية عدد كبير من عناصر الهجرة غير الشرعية.

-مخيم الرياضية (2): -يقيم بهذا المخيم 95 أسرة، ويعرف بمخيم الإسعاف والاستجابة، ويعتبر من المخيمات الصغيرة من حيث المساحة.

-مخيم معهد الكهرباء: -يقيم بهذا المخيم 112 أسرة تقريباً، ويعتبر هذا المكان مقر مؤقت حيث الأسر المقيمة في المخيم، تستغل مبيت الطلبة الدارسين بالمعهد مما يعيق استمرار عملية الدراسة.

-مخيم الصم والبكم: -يقيم بهذا المخيم حوالي 45 أسرة، ويقع بالقرب من مخيم معهد الكهرباء.

-مخيم سيدي فرج: -يقيم بهذا المخيم حوالي 85 أسرة، ويقع هذا المخيم بالقرب من مصنع الإسمنت في ضواحي مدينة بنغازي من الناحية الجنوبية، ويعتبر بعيد نسبياً عن وسط المدينة.

وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد العديد من العائلات المهجرة من أهالي تاورغاء يقيمون خارج المخيمات بمدينة بنغازي، وكافة المناطق الشرقية والقرى المحيطة بها، ويقّدر عددهم بحوالي 700 أسرة.

سبها والمناطق الجنوبية

ويتوزع أهالي تاورغاء في أغلب مناطق الجنوب الليبي، خاصة في المدن والمناطق سبها، براك، الشاطئ، أوباري، مرزق، الجفرة، ويبلغ عدد الأسر المهجرة المقيمة في الجنوب بشكل عام 800 أسرة، ونشير بالذكر بأن منطقة الجنوب لا يوجد بها مخيمات لمهجري تاورغاء.

الأسر المقيمة خارج المخيمات

ويبلغ عدد الأسر المقيمة خارج المخيمات 3120 أسرة، وترجع أسباب تواجد الأسر المقيمة خارج المخيمات إلى عدم وجود حجر كافية لهذه الأسر داخل المخيمات، وعدم استيعاب أماكن السكن حتى للعائلات المقيمة داخل المخيمات، مما نتج عن هذا الأمر زيادة تحمّل أعبـاء ماليـة إضافية لأرباب الأسر المقيمة خارج المخيمـات، بسبب الالتزام بدفع قيمة أقساط الإيجار السكن شهرياً، وأحياناً سداد دفعات مقدمة لعدة شهور وبأسعار متفاوتة جداً.

الخلاصة

مدينة تاورغاء هجرت ظلماً وزوراً وتحملت وزر المواجهات المسلحة مع كتائب القذافى، وتعرضت تاورغاء لسياسة عقاب جماعي ممنهجة من كتائب مدينة مصراته، وهجر على إثرها 40000 هم تعداد سكان المدينة، ونهبت وسرقت ممتلكاتهم وحرقت بيوتهم، ويعيشون في مخيمات تفتقد لأدنى سبل المعيشة الإنسانية، وتعرض شباب المدينة للسجن والتعذيب والقتل الممنهج، ولم تفلح كل الجهود المبذولة دولياً ومحلياً لرفع الظلم عنهم وإعادتهم لمدينتهم.

والأن بعد مرور ثلاث سنوات على تجير المدينة، بات الأمر ملحاً للنظر في قضية العودة، ويجب أن تتحرك السلطات الرسمية للدولة على رأسها مجلس النواب المنتخب، لإعادتهم لديارهم، والسعي قدماً في الملاحقة القضائية لقادة كتائب مصراته، لقيامهم بقتل وتعذيب أهالي تاورغاء في سجون مدينتهم، وإن المجتمع الدولي تخاذل ولم يقم بالدور المنوط به لحماية المدنيين في تاورغاء.

ويجب على مجلس الأمن التحرك واتخاذ قرار أممي للتدخل في ليبيا، للحفاظ على المدنيين من أهالي تاورغاء وإعطاءهم حقوقهم من بينها حق العودة، كما يجب على السلطات الليبية أن تتخذ موقفاً جريئاً ينتصر للمظلومين من أهالي تاورغاء.

 يذكر أن  القوات التابعة للمجلس الوطني الانتقالي اقتحمت مدينة تاورغاء بطريقة وحشية واستخدمت ضد المدنيين  القوة  المفرطة  دون اي مقاومة تذكر من داخل مدينة تاورغاء بعد أن هرب منها من يستطيع القتال فقتل من قتل وتم اسر عدد كبير من الاشخاص غالبيتهم من الرجال وهرب من استطاع الي الهروب سبيلا.

و بعد خلو المدينة تماما من السكان، قامت القوات التابعة للمجلس الوطني الانتقالي بتدمير المساكن الخاوية والمستشفيات والمدارس  واقتلاع الأشجار والمحاصيل الزراعية والدواب، وزج بمن نجا منهم في سجون مجهولة، وتؤكد المنظمات الموقعة ان صمت المجتمع الدولى والمنظمات الدولية عن هذه الجرائم يزيد من المأساة الانسانية التى يعيشها أهالى تاورغاء.منظمات حقوقية تطالب المجتمع الدولى بعودة سكان تاورغاء لديارهم

 
 
 
 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة