العقوبات الأمريكية تجعل طهران عاجزة عن تحديد سياستها.. هل تسقط الحكومة الإيرانية

الأحد، 23 سبتمبر 2018 01:00 م
العقوبات الأمريكية تجعل طهران عاجزة عن تحديد سياستها.. هل تسقط الحكومة الإيرانية
ترامب

أثرت العقوبات الأمريكية على إيران بلا شك في العديد من المجالات الاقتصادي والتجارية التي تخطت الان وأثرت على قدرات طهران في مجال السياسة الخارجية، وخاصة بعد الضغوط الأمريكية على الدول المستوردة للنفط الإيراني وأثرت نسبيا في مواقفها تجاه طهران خوفا من غضب السوق الأمريكي.
 
وعلى ما يبدو ان العقوبات الأمريكية قد تتسبب في الإطاحة بحكومة على خامنئي- وفق لتوقعات رودي جولياني المحامى الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب- الذي قال (السبت) إن العقوبات الأمريكية على إيران تسبب وجعا اقتصاديا، يمكن أن يفضى إلى «ثورة ناجحة».
 
وقال جوليانى الذى كان يتحدث بصفة شخصية رغم أنه حليف لترامب خلال اجتماع نظمته «منظمة الجاليات الإيرانية الأمريكية» التى تعارض حكومة طهران «لا أعرف متى سنطيح بهم». وأضاف أمام حشد في فندق فى تايمز سكوير: «قد يحدث ذلك خلال بضعة أيام أو أشهر أو عامين . ولكنه سيحدث».
 
وتأمل إدارة ترامب بأن تجبر العقوبات إيران ليس فقط على الحد من برنامجها النووى وإنما أيضا وقف التشدد فى الشرق الأوسط. وتقول إيران إنها تلتزم بالاتفاق النووى المبرم عام (2015) بين طهران والولايات المتحدة وخمس دول كبرى أخرى. وقال تقرير ربع سنوى للوكالة الدولية للطاقة الذرية أواخر الشهر الماضي إن إيران مازالت ملتزمة بالقيود الأساسية التي نص عليها الاتفاق.
 
وقال جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكى لرويترز فى أغسطس إن «تغيير النظام» في إيران ليس سياسة الولايات المتحدة. وأضاف أن الإدارة الأمريكية تريد تغييرا كبيرا فى سلوك النظام.
 
وبفعل العقوبات الأمريكية، أصبحت طهران عاجزة عن تحديد مسار سياساتها الخارجية فى التعامل بما يفيد مصالحة شعبها، فبعد هروب مليارات رؤوس الأموال من طهران خوفا من مقصلة العقوبات الأمريكية تضطر إيران لعقد صفقات خاسرة مع دول أخرى مؤثرة وغير مؤثرة مما يؤكد نجاح الولايات المتحدة في تطويق سياسة إيران الخارجية.

وتعد الهند إحدى آخر بوابات النظام الإيراني للنفاد من العقوبات الاقتصادية إلا أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى العاصمة الهندية تقطع طريق آخر على نظام إيران، وتشير تقارير أذاعتها قناة سكاى نيوز إلى أن طهران كانت أكثر المتابعين لحيثياتها فالزيارة الأمريكية تعنى اشتداد العصا المرفوعة فى وجه طهران وتزيد من قاع ورطتها.

اقرأ أيضاً: إيران تتحدى أوروبا .. هل ينسحب الاتحاد الأوروبي من الاتفاق النووي على غرار أمريكا؟

وتحدث مصادر في المعارضة الإيرانية وفق قناة سكاى نيوز إلى أن العقوبات أدت إلى هروب رؤوس أموال تقدر بنحو 13 مليار دولار منذ مارس الماضي، ويزيد الخسارة عمل واشنطن على التقرب من السوق الهندية التي اعتمدت طهران عليها في السنوات الماضية متنفسا لتصدير النفط للتخلص من طوق العقوبات.

ووقعت عقود مقايضة ربطت إيران والهند لأكثر من 6 سنوات ساهمت بتأمين أكثر من 45% من المدفوعات النفطية لإيران بفضل السوق الهندية، ومع قلق النظام الإيراني من احتمال الخسارة تقارير عدة رجحت على أن البوصلة الإيرانية تتجه للجارة الأقرب باكستان وهو ما تؤكده الزيارات المتكررة المتبادلة بين مسئولي البلدين فى الآونة الأخيرة، حيث تعد باكستان السوق التي ستلجأ طهران إليها فى المرحلة القادمة كقشة لإنقاذ سقوطها وتسعى لتهريب نفطها لها لتفادي العقوبات.

وتكشف سياسات إيران أن التهريب واحد من التكتيكات المعتمدة على أجندة نظام إيران إلا أن ذلك لن يجدي طهران من حصارها الاقتصادي، خاصة مع إشارة الأرقام إلى هروب أكثر من 13 مليار دولار من إيران في مارس العام الماضي.

اقرأ أيضا: حقوق سياسية مهدرة ومواطنة زائفة.. هل حقق روحاني في فترته الثانية وعوده لأهل السنة؟

وأصبح سوق رأس المال خائف من دخول إيران فيما لن تتوقف طهران عن محاولتها النجاة بنفسها مع اقتراب شهر نوفمبر الموعد الذي حددته إدارة الرئيس ترامب لفرض المزيد من العقوبات على طهران، ومع زيادة خناق إيران من الخارج وبالإضافة الى حقيقة هروب رؤوس الأموال تجري إيران الصفقات الخاسرة التى ستضطر للتوقيع عليها للحد من خسائرها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة