حقوق سياسية مهدرة ومواطنة زائفة.. هل حقق روحاني في فترته الثانية وعوده لأهل السنة؟

الأحد، 16 سبتمبر 2018 07:00 م
حقوق سياسية مهدرة ومواطنة زائفة.. هل حقق روحاني في فترته الثانية وعوده لأهل السنة؟
الرئيس الإيرانى حسن روحانى
محمود علي

في الوقت الذي تعيش فيه إيران وضعًا اقتصاديًا وسياسيًا معقدًا، لاسيما مع تجدد العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وفي خضم أزمات صعبة يعيشها الرئيس الإيراني حسن روحاني، يشغل بال الكثيرون أسئلة مهمة حول أوضاع أهل السنة في إيران وأحوالهم السياسية والاجتماعية في الفترة الأخيرة، وهل حقق الجمهورية مطالبهم في السنوات الأخيرة بعد انتخاب روحاني للمرة الثانية على التوالي؟.
 
وبرزت على السطح قضية مهمة سلطت الضوء بشكل واسع على أوضاع آهل السنة في إيران، بعد أن ترددت أنباء داخل إيران تعيين حميرا ريجى سفيرة تنتمي لأهل السنة لدى دولة بروناى، لكن خرجت الخارجية الإيرانية ونفت هذا الأمر ما يعد خيبة أمل جديدة لأهل السنة في إيران، وإخفاق جديد لحكومة الرئيس حسن روحانى فى تحقيق وعوده لتلك الأقلية وتمكين المرأة من المناصب السياسية.

حميرا ريجي

وأهل السنة يعيشون في بعض أطراف الدولة الإيرانية، منتشرون في مناطق حدودية خصوصًا في عرقيات الأكراد «شافعية» والبلوش والتركمان، أما العرق العربي في إيران فيسكن في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية، حيث يتركز هؤلاء في منطقة خوزستان (الأحواز)، خراسان ، طوالش وعنبران «غرب بحر قزوين»، بوشهر.

720167214958713خريطة-ايران

ورغم أن السلطات الإيرانية تؤكد دائمًا أن جميع الطوائف تتساوى في الحقوق، ولا يوجد تفرقة في الحقوق السياسية والاجتماعية بين المواطنين الإيرانيين على أساس عرقي أو مذهبي ، يري مراقبون أن هناك تضييق من قبل السلطات للأقلية السنية، حيث تتهم منظمات حقوقية إيران بتقييد حقوق الأقليات العرقية والمذهبية في البلاد، وتنفيذ أحكام إعدام دون محاكمات عادلة.
 
 
ويبلغ عدد السنة في إيران، بحسب المعطيات غير الرسمية، نحو 15 مليونا -من بين مجموع سكانها البالغ  قرابة ثمانين مليونا- ويحق لستة ملايين وخمسمائة ألف منهم الانتخاب، كما أن الدستور الإيراني يشترط في المادة 115 ، أن يكون المرشح في الانتخابات الرئاسية من الشخصيات الدينية والسياسية، و«مؤمنا بالمبادئ الأساسية لجمهورية إيران الإسلامية والمذهب الرسمي للبلاد (المذهب الجعفري الاثنا عشري(الشيعي) وفق المادة 12)».
 

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى ، قال تعليفًا على نبأ تعيين ريجى سفيرة فى بروناى، والتى تشغل حاليا منصب قائمقام مدينة قصرقند فى محافظة سيستان وبلوجستان جنوب شرق إيران منذ 2014 «ربما تم تقديم اقتراح لها بهذا الصدد، لكن لا علم لدى بالتطورات»، مؤكدة أن وزارة الخارجية لا تعلن عن اسم السفير حتى الانتهاء من مراحل انتخابه.
 
ولأهل السنة في إيران تأثير كبير بالحياة السياسية خاصة في الفترة الأخيرة، بعد أن لعبوا دورا كبيرا في إعادة انتخاب روحانى مايو 2017، لكن كان لهم العديد من المطالب والتي أكد الرئيس الإيرانى خلال حملته الانتخابية فى مايو العام الماضى على الاقتناع بضرورة تنفيذها للحفاظ على مسألة التعايش بين المذاهب في إيران، ولكن بعد مرور أكثر من عام على ولايته الثانية، رجحت تقارير من داخل إيران إخفاقه في تحقيق هذه المطالب.
 

وتأتى أبرز مطالب أهل السنة التي رفعها مولاي عبد الحميد الذي يعد من أبرز زعماء أهل السنة في إيران إمام إقليم بلوشستان هي ضرورة المساواة بين السنة والشيعة في الحقوق السياسية، داعيًا الحكومة الإيرانية لرفع المادة القانونية التي تمنع أهل السنة من الترشح أو الوصول لمنصب رئيس الجمهورية، مضيفًا أن النظام مطالب بعدم التفرقة بين الشيعة والسنة في الحقوق والواجبات، مطالبا بتعديل المادة التي تقصي شريحة واسعة من الإيرانيين من الانخراط والمنافسة السياسية.

 
ويبلغ عدد أهل السنة في طهران وحدها بحسب أئمة السنة في إيران حوالي مليون نسمة، لكن مع ذلك لا يسمح لهم بفتح مسجد خاص للسنة بالمدينة، في إشارة إلى أن السلطات الإيرانية تفرض إجراءات أمنية مشددة ضد السنة ، في سياق متصل استنكر الشيخ عبد الحميد زهي عدم تحقيق مطالب أهل السنة في إيران حتى الآن، وخلال خطبته الجمعة الماضية أعرب إمام وخطيب أهل السنة، عن أسفه لعدم الاهتمام بمطالب السنة خلال 40 سنة من عمر الثورة الإيرانية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق