طهران ليس لديها خيار.. الرئيس الأمريكي يملي شروطه للقاء الإيرانيين (تحليل)

الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 12:00 م
طهران ليس لديها خيار.. الرئيس الأمريكي يملي شروطه للقاء الإيرانيين (تحليل)
الرئيس الأمركي والرئيس الإيراني- أرشيفية
صابر عزت

«ماذا لو جلست إيران وأمريكا على طاولة مباحثات واحدة؟».. سؤال كان يطرح نفسه خلال الفترة الأخيرة، خاصة وأن له أبعاد كثيرة.. كانت الفترة الماضية شهدت حرب تصريحات متبادلة واستفزازي من الجانب الإيراني الرافض للاعتراف بأخطائه في شتى المجالات.
 
بدأت الحرب بين طهران وواشنطن، عقب رفض أمريكا برنامج النووي الإيراني، على يد دونالد ترامب، بعد أن دعم هذا البرنامج الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إلا أن «ترامب»، على ما يبدو قد رأى ما لم يشهده «أوباما»، ألا وهو دعم طهران للجماعات الإرهابية، وإمداد المليشيات المسلحة بالأموال التي تكفل لهم نجاح خططهم.
 
المثلث المارق- أو الداعم للإرهاب- والمكون من: «إيران، وتركيا، وقطر»، فضح أمرهم خلال الفترة الماضية، وعلى الرغم من بدأ المقاطعة من الدول العربية- أو بتحديد أكبر من الرباعي العربي- إلا أن العديد من الدول الأوروبية كانت قد تعاملت معهم، حتى افتضح أمرهم.
 
ربما كان ترامب هو أول من ثار على مثلث الإرهاب، حيث وقع عقوبات على طهران وأنقرة، كما بحث مجلس الأمن سبل اعتبار تلك البلدان داعمة للإرهاب تحت مظلة الرئيس الأمريكي الرافض لسياسات مثلث الشر.
 
دعك من المعلومات المعرفية السابقة، والتي كان الهدف من إيضاح حقيقة الأمر. ما نحن بصدد التحدث عنه الآن، هو سؤال قد طرحته «صوت الأمة»، قبل قرابة الشهر، وهو: «ماذا لو جلست إيران وأمريكا على طاولة مباحثات واحدة؟».. خاصة وأن موعد اجتماع مجلس الأمن كان محدد سابقا (26 سبتمبر 2018)، والذي يترأسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
 
على مدار الأيام الماضية، بدأت فعاليات اجتماع مجلس الأمن، بمشاركة زعماء العالم. وخفية وبعيد عن الكاميرات حتى لا يقع في الأزمات، ظهر الرئيس الإيراني، الذي شهد العديد من المظاهرات المعارضة لوجوده في الولايات المتحدة الأمريكية، من قبل أبناء دولته المقيمين في الولايات المتحدة.
 
وقبل بضعة أيام من جلوس الرئيس الإيراني على طاولة مباحثات واحدة، مع الرئيس الأمريكي، بدأ ترامب في إملاء شروطه، على طريقة ريتشارد قلب الأسد في فيلم: «الناصر صلاح الدين»، حين قال ريتشارد: «أي شروط يمليها الملك المنتصر على السلطان الخاسر».
 
فقد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (الثلاثاء)، خلال خطابه، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الرئيس الإيراني لم يعد أمامه مفر من العقوبات الأمريكية، وأن خطوات الإصلاح وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي- سابق عهدها- تلزمه بأن يعود أدراجه.
 
وأضاف الرئيس الأمريكي: «ما من خيار أمام الإيرانيين سوى التغيير قبل إمكانية عقد أي لقاء معه.. لن ألتقي بهم قبل أن يغيروا نهجهم، هذا سيحدث، أعتقد أنه ليس أمامهم خيار، نتطلع قدما لإقامة علاقة جيدة مع إيران، لكن هذا لن يحدث الآن».
 
لم يرفض الرئيس الأمريكي لقاء، واحد من أضلع مثلث الشر- إيران- إلا أنه أملى شروطه على الجانب الخاسر، حتى تعود العلاقات إلى طبيعتها، والتي كان أهمها هو وقف دعم الإرهاب، وإمداد المليشيات المسلحة بالسلاح، والحد من علاقته مع تركيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق