مجرمون على أعواد المشانق.. 6 معارك قادها الإخوان ضد الوطن وعادوا منها خاسرين

الخميس، 27 سبتمبر 2018 06:00 م
مجرمون على أعواد المشانق.. 6 معارك قادها الإخوان ضد الوطن وعادوا منها خاسرين
عرض لميليشيات جماعة الإخوان الإرهابية
منة خالد

على صوت المذياع، وفي حلقة يصنعها الأشخاص يختلسون بها أهم الأنباء التي شكّلت أحداث تاريخية جلية خلال العقود الماضية، كان الحدث الذي هزّ أرجاء القاهرة حينها حيثُ مقتل محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر وقتها، على يد عبد المجيد أحمد حسن، طالب كلية الطب البيطري بعد قرار الحكومة بحل جماعة الإخوان المسلمين سنة (1948)، وقرارات أخرى منها دخول مصر حرب فلسطين، ليكون حُكم الإعدام في انتظاره.

المنشية ومعركة القطبيين
تتغير التواريخ وتتكرر أحداثها، ووجوه هذه الجماعات تتعدد وتتشابه، فلم يكن هذا الحادث مجرد واقعة، بل كان ركيزة العداء الصريح والمُعلن بين الإخوان ومجلس قيادة الثورة .. «حادث المنشية» شرارة أول معركة حقيقية قادها الإخوان ضد النظام، بعد إطلاق الرصاص في محاولة لاغتيال الرئيس الراحل عبد الناصر أثناء خُطبته الشهيرة في ميدان المنشية بالإسكندرية عام (1954)، اتهم على إثرها النظام المصري جماعة الإخوان في تدبير الحادث للتخلص من الرئيس وقلب نظام الحُكم.
 
فشلت الجماعة في إحداث المُخطط الفوضوي الأول لهم، وتمت مُحاكمة عدد منهم وإعدام سيد قُطب ومعه (6) من أعضاء الحركة في (29 أغسطس 1966)، بعدها حدثت عدة محاولات أخرى تمثلت في اغتيال «الذهبي»، وزير الأوقاف وقتها على يد مؤسس جماعة التكفير والهجرة، وتم تنفيذ الإعدام على مؤسسها شُكري مصطفى و(4) آخرون.

تنظيم الفنية العسكرية.. صالح سرية
انقلبت الأوساط التكفيرية والجهادية، بعد تنفيذ الأحكام، لتبدأ معركة أخرى.. انطلقت من قلب الفنية العسكرية، من خلال تكوين خلية داخل الكلية الفنية العسكرية، ضمّت (16) طالبًا، وسُميت الخلية بـ «تنظيم الفنية العسكرية»، قرر الطالب صالح سرية  تكوين الخلية داخل الكلية العسكرية والمُجازفة بالفعل، إذ كان يرى فيها موقع عسكري الأهم في تسهيل الإطاحة بنظام حُكم الرئيس السادات، وما به من دارسين جيدين لفنون الهندسة والتكنولوجيا المتطورة في العلوم العسكرية، ونجح بالفعل في تجنيد طلال الأنصاري، وكارم عزت حسن عبد المجيد الأناضولي، الطالب النموذجي بالسنة الخامسة بالكلية، وضمه إلى تنظيمه، وتنصيبه أميرًا على خلية التنظيم داخل الكلية.
 
كان إعدام «سرية» الفلسطيني الأصل، الأشهر في السبعينيات، فهو المُخطط الأول لخروج الدبابات، صباح الخميس (18 أبريل 1974)، لولا أن أبلغ أحد أعضاء التنظيم، الجهات المسؤولة بالتخطيط، التي استطاعت السيطرة على الموقف، بعدما أودي بحياة (17) وجُرح (65) شخص بريء من جنود الكلية، والقائمين على حراسة أبوابها.
 
صدر الحكم بإعدام صالح سرّية، وكارم الأناضولي وطلال الأنصاري، وقرر السادات تخفيف الحكم الصادر على الأخير إلى المؤبد، نتيجة وساطة والده الشاعر السكندري عبد المنعم الأنصاري.

ضرب الأحزاب في السبعينيات.. نقطة انطلاق جهادية
إذا عاودنا إلى سبعينات القرن الماضي لنتوقف إلى  صدام الحركات الشيوعية والاشتراكية مع النظام الساداتي وقتها قرر الرئيس منح مساحة للتيارات الإسلامية، بات القرار يتبلور في انتشار الجماعات في الجحور شيئًا فشيء، لم يُدرك السادات خطورتهم على حُكمه إلا بعد حرب (73) حيثُ معاهدة كامب ديفيد.
 
كامب ديفيد بداية النهاية، إذ تمكنت الجماعات الجهادية ولأول مرة من اختراق ثغرات بالجيش المصري، لينجح خالد الإسلامبولي في قتل السادات أثناء عرض الاحتفال بالذكرى السنوية لانتصارات أكتوبر. 
 
وبالفعل في عام (1982) حُكم على الإسلامبولي بالإعدام رميًا بالرصاص، ظنت الجماعات الإسلامية أنها انتصرت ربما للمرة الأولى في جولة جديدة من نظام آخر، لكنها كتبت نهايتها، حيثُ أوَت السجون أجسادهم خلال فترات حُكم مبارك.

ثورية وهمية.. ومعارك متتالية
في فترة سياسية جديدة وصعبة على المصريين، بعد أحداث ثورة يناير (2011) حلت الجماعات الإسلامية بثوب سياسي جديد وبوجوه تختلف عن سابقيها لكنها بعقول تحمل نفس الفكر، لتركب موجة ثورية تتصدر من خلالها وطأة الحُكم.. وبعد عامين انتقاليين هم الأصعب في تاريخ مصر الحديث، انتزعت «الجماعة» كرسي الحكم، لتبدأ في غوغائية سياسية رفضها المصريين وساندهم الجيش. تجرعت الجماعة كأسًا أذاقته للمصريين على مدار عقود نتيجة معاركهم التي أرادوا بها قلب أنظمة الحُكم في مصر، فعُزل رئيسهم وأُغلقت مكاتبهم، وحبس مُرشدهم ومُعاونيه بعد أحداث فض رابعة، لتكون النهاية معاقبة محمد البلتاجي وعصام العريان ووجدي غنيم وعاصم عبد الماجد وعبد الرحمن البر وآخرين، بالإعدام شنقا لإدانتهم بتهمة التحريض على القتل وارتكاب أعمال العنف، ومعاقبة محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، وباسم عودة وعصام سلطان بالسجن المؤبد في قضية اعتصام رابعة.
 
عقب ثورة (30 يونيو) عادت الجماعة لممارسة إرهابها السابق. وقف محمد البلتاجي في رابعة العدوية معلنا إمكانية توقف العمليات الإرهابية الجارية ضد الدولة في سيناء بإعادة محمد مرسي لقصر الرئاسة، في اعتراف ضمني بمسؤولية الجماعة عن العمليات التي استهدفت الدولة والأجهزة الأمنية.
 
الآن عاد وجوه عديدة من الجماعة إلى السجون، وما زالت جرائمها ضد الدولة تتواصل، سواء عبر عناصر حركة حسم المنتسبة للجماعة، أو عبر الجماعات والتيارات المرتبطة بعلاقات وتحالفات مع الإخوان. ويدعم هذا التوجه العدائي منصات الجماعة الإعلامية بالخارج، في لندن والدوحة وأنقرة، التي تمولها تركيا وقطر. وبالتأكيد لن تنتهي هذه الموجة من الإرهاب إلا بالقصاص من أصحابها، وكتابة سطر جديد في مسلسل فشل الجماعة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق