الحملة القومية لترشيد المياه "عطشانة دلوها على السبيل".. لماذا تغافلتم المرأة الريفية؟

تجاهلت الحملة القومية لترشيد استهلاك المياه، التى أطلقتها الحكومة، ممثلة في الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، بالتعاون مع جهات حكومية مختلفة، المرأة خلال حملتها مكتفية بتنظيم لقاءات مع آئمة المساجد وأساقفة الكنائس، الأمر الذي آثار حفيظة البعض. حيث تمثل المرأة قوام تلك المجتمعات خاصة الريفية منها.

 

ففي حال نجحت الدولة في تنفيذ خطط ترشيد الاستهلاك في القرى والنجوع، فإنها تكون قد نفذت 80 % من خططها لحل إشكالية استهلاك المياه المتزايد وفقد المياه والذى يصل لـ30% من إجمالى إنتاج المياه، ولذا حدد المتخصصون خطوات عدة، أهمها الاستعانة بمنظمات المجتمع المدنى، والتي تعد أبرز الحلول المفقودة فى الحملة القومية لترشيد استهلاك المياه. 

 

يقول المتخصصون إن الوصول للمرأة الريفية أمر ليس صعبًا، بشرط الابتعاد عن الحلول التقليلدية التى تتبعها الدولة فى حملاتها، فالجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى هى كلمة السر فى الوصول للمرأة الريفية، عبر لقاءات وندوات مع المرأة الريفية، فهى الأجدر على الوصول للمرأة داخل القرى والنجوع، بخلاف شركات المياه التى تقتصر على إعداد الدورات لأئمة المساجد وأساقفة الكنائس.

 

ولنجاح الحملة القومية لترشيد استهلاك المياه يتطلب عدة محاور بالنسبة للمرأة الريفية، المحور الأول يتمثل فى إعداد دورات وورش للمراة الريفية والذهاب إليهم، بمعنى أن تعقد هذه الورش والدورات داخل القرى والعزب والنجوع واستغلال بعض الأمكان الشهيرة مثلا قاعاة مناسبات العائلات الكبرى، أو دوار العمدة أو شيخ البلد بالقرية لما لهذه الشخصيات تأثير كبير على المواطنين بالقرى.

 

ويكون التأثير عبر دورات وورش للمرأة الريفية على أعمال الصيانة المنزلية لصنابير المياه، بحيث تكون تلك الدورات شاملة، تتيح تعلم صيانة الصنابير وتغيير «الجلب» و«القلب»، وهو الأمر الذي ستكون له تداعيات اقتصادية على المنزل وعلى ترشيد المياه. كذلك المحور الثانى يتمثل فى كيفية تدريب هذه السيدات الريفيات لتكون قادرة على القيادة وتحويلها لسفراء للدولة لتوعية الاطفال داخل المنازل وجيرانها بكيفية ترشيد استهلاك المياه.

 

ومن المحاور الهامة، رصد جوائز للأسرة الناجحة في ترشيد استهلاك المياه، يقول المهندس ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، إن على استعداد لفتح مقار كافة شركات المياه بمختلف المحافظات، لإعداد دورات تدريبية للمرأة الريفية وأيضا الرجل الريفى.

 

وأكد أن الحملة القومية التى استعانت برجال الدين سواء شيوخ وأئمة مساجد أو أساقفة الكنائس استطاعوا اقناع الكثير من المواطنين بأهمية ترشيد الاستهلاك وهو ما سهم فى تقليل نسبة استهلاك المياه. 

 

وزير الري الأسبق أوضح أن تلوث المياه يكلف الدولة من 1 إلى 2 % من إجمالى الناتج القومى، فتوعية كافة الفئات بكيفية الحفاظ على المياه وترشيد الاستهلاك.