قطر وتركيا على طريقة «غبي منه فيه».. اختفاء جمال خاشقجي يُسقط الأقنعة

الأحد، 07 أكتوبر 2018 01:00 م
قطر وتركيا على طريقة «غبي منه فيه».. اختفاء جمال خاشقجي يُسقط الأقنعة
جمال خاشقجي
شيريهان المنيري

لم يعتقد يومًا أنه بعد اعتياده إثارة الجدل عبر أفكاره وآراءه من خلال بثها على حسابه الرسمي على تويتر أو مقالاته، أن يكون هو نفسه محور إثارة الجدل؛ ليس فقط على المستوى العربي ولكن أيضًا على المستوى العالمي.

جمال خاشقجي، الإعلامي السعودي الذي إختار الخروج من موطنه (المملكة العربية السعودية) ليتجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن انتهج سياسات معارضة لبلاده وحلفاءها، وتأييد توجهات جماعة الإخوان الإرهابية، والارتماء في أحضان النظامين القطري والتركي. ها هو الآن يختفي أثناء تواجده في إسطنبول تلك البلدة التي فضلها عن بلده وأهله الذين تركهم جميعًا باحثًا عن مصالح أعداء وطنه.

ان رواية اختفاء «خاشقجي» تحمل ملابسات منذ بداية الحديث عنها؛ فإذا تريثنا قليًلا وبدأنا القصة منذ لحظتها الأولى، يتبادر إلى أذهاننا من أعلن عن اختفاءه؟! ان إعلانها جاء على لسان من سُميت بـ«خطيبته»، وبحسب مصادر سعودية فإن الوسط الإعلامي السعودي، لم يستمع يومًا عن خطيبة للإعلامي جمال خاشقجي المُحب لأسرته وأحفاده. وأبدى المدير الإقليمي لصحيفة الزمان التركية في الشرق الأوسط، تورجوت أوغلو في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» عن استغرابه من هذا الأمر، قائلًا: «خديجة عمرها حوالي 25 سنة بينما خاشقجي عمره ما يقرب من الـ60!!». هذا ويتم تداول بعض من المعلومات حول خديجة جينجيز بأنها عميلة للمخابرات التركية وتقدم نفسها كباحثة في الشأن الخليجي والعماني بشكل خاص، وتُعد مهندسة الفتنة بين سلطنة عمان ودول مجلس التعاون الخليجي خلال الآونة الأخيرة، كما أنها واحدة من أدوات النظام التركي لإثارة الرأي العام والفتن في المنطقة.

أيضًا فضح المغردون الخليجيون العلاقة بين خديجة جينجيز والإعلامي القطري البارز، جابر الحرمي، من خلال نشر عدد من الصور التي تجمعهما في لقاءات مختلفة، في الوقت ذاته الذي تظهر فيه و«الحرمي» مع أحد البارزين إعلاميًا في تركيا، تروان قشلاقجي.

خطيبته
 
مع جابر الحرمي (2)
 

«قشلاقجي» تزعم وقفة أمام القنصلية بإسطنبول، كونه رئيسًا لجمعية بيت الإعلاميين العربي في تركيا، ومع نشر صور تلك الوقفة التضامنية مع اختفاء «خاشقجي» تظهر جميع الأسماء الإعلامية الإخوانية المدعومة من النظام القطري، وتظهر عبر القنوات الكائنة بتركيا، والتي طالما اعتادت على محاولة إثارة الرأي العام العربي والدولي تجاه دول التحالف العربي (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) بشكل خاص، إلى جانب عدد من دول المنطقة، ما من شأنه الإضرار بالأمن القومي للشرق الأوسط. وفي مقدمتهم تلك الأسماء، الناشطة اليمنية، توكل كرمان، وعبدالرحمن يوسف القرضاوي، وحمزة زوبع.

زوبع وابن القرضاوي
 
توكل كرمان
 

وعبر هاشتاجات يتم تداولها في الأوساط الخليجية منذ مساء أمس السبت بعناوين #مسرحيه_جمال_خاشقجي و#مخابرات_قطر_تقتل_خاشقجي تحدث المغردون في السياق السابق، مع تداول تغريدة محذوفة لإعلامي قناة «الجزيرة» البارز، فيصل القاسم جاء مضمونها مشيرًا إلى رؤية إغتيال «خاشقجي» من قبل السعودية، وذلك قبيل بيان الشرطة التركية الذي يزعم بذلك الأمر؛ ما دفعه إلى حذفها، وإعادة نشرها بصيغة مختلفة بعد إعلان البيان التركي.

فيصل القاسم
 

وقال الإعلامي السعودي، طراد الأسمري عبر حسابه على تويتر: «من تدعي أنها خطيبة جمال خاشقجي.. تنتمي للوكر الاستخباراتي، منتدى الشرق، ومقره تركيا وتموله قطر ويدره وضاح خنفر، وهو أول من أعلن مقتل جمال خاشقجي قبل أن يسمح تغريدته».

خنفر
 

 

وأشار البعض إلى أن ما ملابسات قضية «خاشقجي» لا تختلف كثيرًا عما حدث في السابق مع المواطن السعودي، محمد سعد مفرح العسيري»، والذي لقى مصرعه في تركيا في ديسمبر عام 2014، بعد أن حصل على عفو ملكي وقرر عودته إلى المملكة العربية السعودية، وخاصة أن جمال خاشقجي كان له بعض التغريدات والردود على متابعيه؛ رأى البعض أنها عكست حنينًا أو تلميحًا في رغبته بالعودة إلى موطنه مرة أخرى، وهو ربما الأمر الذي دفع بالمخابرات القطرية بدعم من نظيرتها التركية في التخلص منها، حيث ما لديه من أسرار ومعلومات عن النظامين القطري والتركي وعملاءهم في المنطقة.

مفرح العسيري
 

الإعلامي التركي المعارض، تورجوت أوغلو، لديه وجهة نظر متقاربة مع الروايات الخليجية السابقة الذكر، مضيفًا في تصريحاته لـ«صوت الأمة» أن الأمر لم يقتصر فقط على التنسيق بين قطر وتركيا ولكن هناك دور إيراني في الأمر، لافتًا إلى أن إيران مستفيد قوي من ذلك الأمر الذي ربما سيتسبب في النهاية بأزمة بين السعودية وتركيا، وأن هناك عدد كبير من مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية من داعمي التوجهات الإيرانية مثل: إبراهيم كالن وياسين أكطاي وحسين بسلي، وقال: «المتابع لحسابات هؤلاء عبر السوشيال ميديا وحديثهم حول قضية اختفاء جمال خاشقجي يجد أن كلامهم متشابه وكأنه شيئًا واحدًا، وهذا ما حاولنا أن نوضحه إلى السعودية سابقًا، ولكن أردوغان كان أكثر ثقة بالنسبة لها منا».

اقرأ أيضًا: كيف وضع ولي العهد السعودي حدا لقضية جمال خاشقجي؟.. الإخوان في ورطة

وقال الكاتب والمحلل السياسي السعودي، خالد الزعتر: «إستمرار الأتراك بترديد نفس الرواية التي صاغتها خطيبة جمال والإعلام القطري بتوجيه الإتهام للسعودية، يؤكد أن تركيا ربما تكون طرف في إختفاءه، هذا ما يعكسه عدم جدية تركيا لكشف ملابسات إختفاء جمال وإنما تركيزهم الرئيسي فقط على الإستمرار في التسويق للرواية الإخوانية جمال خاشقجي».

وأكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان في حوار له مع وكالة «بلومبرج» الأمريكية على أن الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي ليس موجودًا في القنصلية السعودية بإسطنبول كما يتم الترويج للأمر. وبثت «رويترز» مقطع فيديو لتجول أفراد من طاقمها بداخل القنصلية السعودية برفقة القنصل السعودي، محمد العتيبي والذي أكد على أن القنصلية والسفارة السعوديتان مستمرتين في البحث حول تلك القضية حتى يتم كشف جميع ملابساتها.

 

تعليقات (1)
4
بواسطة: MillAlcott
بتاريخ: الأربعاء، 12 يونيو 2019 02:24 م

32

اضف تعليق