التصعيد الفرنسي في سوريا.. كيف ردت دمشق على التدخل الغربي بالرقة؟

الدعم الأخير الذي أعلنت السلطات الفرنسية، تقديمه إلى قوات سوريا الديمقراطية، في مدينة الرقة أحدث حالة غضب واسعة لدى النظام السوري الذي أعلن رفضه للتدخل الفرنسي في الشأن السوري تحت مزاعم محاربة الإرهاب.

هذا الهجوم الذي شنته وزارة الخارجية السورية على باريس، جاء في وقت تشهد فيه مدينة دير الزر هى الأخرى تصعيدا أمريكيا بغارات من طائراتها استهدفت منازل للمدنيين، وسط تنديد من قبل دمشق وموسكو بتلك الانتهاكات الأمريكية.

انفجار «إدلب» يكشف اليد الخفية للأتراك في تدبير الهجمات الكيميائية في سوريا

هذا التصعيد الأمريكي الفرنسي المتزامن يشير إلى مرحلة جديدة من سياسة الدول الغربية بشأن تدخلها في الأزمة السورية، واستخدام داعش كورقة للعب بها من أجل تبرير تصعيدها داخل الأراضي السورية خلال الفترة الحالية.

البداية كانت ببيان وزارة الخارجية الفرنسية، نشرته وسائل إعلام ووكالات فرنسية، خلال الأيام الماضية، بعدما أكدت أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من تحرير مدينة الرقة بدعم من التحالف الدولي ضد داعش ولعبت فرنسا دورا رئيسيا، حيث إن هذا الانتصار وجه ضربة قاصمة لداعش  التي جعلت المدينة مركزا لتنفيذ العديد من الهجمات في الخارج، بما في ذلك الهجمات التي ضربت بلدنا بقوة، مشيدة بمن قدموا تضحيات كبيرة في هذه المعركة، وخاصة شركاءنا في قسد.

يأتي هذا في الوقت الذي شهد فيه التحالف الدولي خلال الأيام الماضية، حالة من الارتباك بعدما قصفت مقاتلتين لقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في سوريا من طراز إف-15، بالخطأ تشكيلات كردية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، حيث إنه بسبب الأعمال غير المهنية لسلاح الجو الأمريكي، تم قصف تشكيلات للأكراد من قبل مقاتلتين لسلاح الجو الأميركي من طراز إف-15 أثناء شنهم هجوم اليوم على تجمعات لتنظيم داعش أسفرت عن مقتل 6 مقاتلين أكراد وإصابة حوالي 15 آخرين بجروح خطيرة.

3 مبعوثين والصراع لا يزال محتدما.. قصة "عنان" و"الإبراهيمي" و"دي ميستورا" مع سوريا

وردت وزارة الخارجية السورية، على هذا التصعيد الغربي داخل أراضيها، حيث نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، عن الخارجية إدانتها للبيان الصادر عن وزارة الخارجية الفرنسية حول الدعم العسكري الذي تقدمه فرنسا في مدينة الرقة، مشيرة إلى أن سوريا تدين بشدة الادعاءات الكاذبة وحملة التضليل التي تضمنها بيان وزارة الخارجية الفرنسية بخصوص مدينة الرقة، لأن هذا الدعم الذي تحدث عنه البيان الفرنسي لبعض المجموعات في سوريا دليل واضح على السياسة الخبيثة والتدميرية التي تنتهجها الحكومة الفرنسية إزاء سوريا، كما أن التدمير الممنهج لمدينة الرقة من قبل التحالف الدولي المزعوم يرقى إلى جرائم الإبادة التي تستوجب المحاسبة.