3 مبعوثين والصراع لا يزال محتدما.. قصة "عنان" و"الإبراهيمي" و"دي ميستورا" مع سوريا

السبت، 20 أكتوبر 2018 09:00 م
3 مبعوثين والصراع لا يزال محتدما.. قصة "عنان" و"الإبراهيمي" و"دي ميستورا" مع سوريا
كوفى عنان _ودى ميستورا_الأخضر الإبراهيمى

"بذلك كل جهدى لكن التصعيد العسكرى يتزايد".. لا حظ أن كل هذا بدأ قبل حتى أن تعلن أمريكا وروسيا التدخل العسكرى فى سوريا وقبل حتى أن يظهر تنظيم داعش على الأرض فى 2014"..هكذا تحدث كوفى عنان  عند الاستقالة بعد أن تولى المهمة كمبعوث من الأمم المتحدة والجامعة العربية فى فبراير 2012 ، لكن لم يدم بقائه فى المنصب سوى 6 أشهر، لم يحرز فيها سوى عدة مقابلات مع الرئيس السورى بشار الأسد، وتقديمه خطة سلام مقترحة من 6 نقاط تقوم على وقف إطلاق النار بدعم من مجلس الأمن، ثم عملية انتقال سياسى وانتخابات جديدة.

 

بعد مرور أسبوعين فقط على استقالة كوفى عنان،جاء بعده الأخضر الإبراهيمى وزير الخارجية الجزائرى السابق للمهمة، وباءت محاولاته لتحقيق السلام بالفشل أيضا، وإن كان أحرز بعض التقدم، حيث كان له الفضل فى تنظيم أول مفاوضات مباشرة بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة، فى 2014 فيما يعرف بمحادثات جنيف برعاية موسكو وواشنطن والأمم المتحدة، لكن تعثرت المحادثات الأولى نتيجة الخلاف الرئيسى حول بقاء الرئيس السورى بشار الأسد فى السلطة.

وفى مايو 2014 استقال من مهمته قبل شهر واحد من صعود تنظيم داعش على الساحة فى يونيو، وقال فى إعلان استقالته "إنه حزين لترك منصبه وسوريا فى حالة سيئة" ووصف الوضع بأنه صعب للغاية.

ثم جاء الإيطالى ستيفان دي ميستورا ليستمر فى المنصب مدة أطول من سابقيه "4 سنوات و 4 أشهر" وخلال هذه المدة أشرف على العديد من حلقات مفاوضات جنيف ومفاوضات غير مباشرة أيضا فى فيينا بلا نتائج واضحة

قبل أن يعلن فى أكتوبر 2018 الاستقالة لأشباب شخصية.

 

لماذا الفشل الأممى

 

الأمم المتحدة فشلت فى سوريا، ربما تكون العبارة الوحيدة التى اتفق عليها أطراف الصراع فى سوريا، فالمنظمة الأممية لم ترض أى طرف فى الصراع ولم تتدخل بموقف حازم.

ولا دليل على ذلك سوى رؤية عناوين الأخبار من كافة المواقع مختلفة الانتماءات "الجارديان" تنشر افتتاحية فى فبراير 2018 بعنوان "فشل الأمم المتحدة فى الغوطة الشرقية" بينما موقع روداو الكردى ينشر باللغة الإنجليزية مقالا أخر بنفس العنوان قبلها بيوم واحد.. وصحيفة الوطن السورية المؤيدة للحكومة السورية دخلت على الخط بنفس العنوان مع القصف الأمريكى لدمشق 2017.

 

يرى الجانب المؤيد للحكومة السورية  أن المفاوضات التى تتم برعاية روسيا فى العاصمة الكازاخستانية أستانا، حققت تقدما أكبر من 9 جلسات فى جنيف، ولا عجب حيث إن محادثات أستانا الأولى تسببت فى انقسامات فى صفوف المعارضة السورية وزال معها ما يسمى بتحالف جيش الفتح.

 موقع يوروأكتف البلجيكى المختص بالتحليل السياسى للشأن الأوروبى، قال إنه منذ بدء "أستانا 1" والدور الغربى يتضاءل فى سوريا مقابل تعاظم الدور الروسى، لدرجة أن المحادثات كلها تعقد بعيدا عن أى إشراف غربى.

الأمر الذى يعنى أن المفاوضات التى تمت برعاية أطراف لها مصالح مباشرة فى الحرب السورية، كانت أكثر جدية من مجتمع دولى يتحدث عن إيقاف إطلاق نار بدون الاهتمام بمصالح كل طرف من أطراف الصراع.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق