انفجار «إدلب» يكشف اليد الخفية للأتراك في تدبير الهجمات الكيميائية في سوريا

السبت، 20 أكتوبر 2018 12:00 م
انفجار «إدلب» يكشف اليد الخفية للأتراك في تدبير الهجمات الكيميائية في سوريا
سوريا
كتب أحمد عرفة

أثارت واقعة مقتل بريطانيين وأتراك خلال انفجار معمل متفجرات تابع للجماعات الإرهابية في مدينة إدلب، العديد من علامات الاستفهام حول الدور البريطاني التركي في البقاء على الجماعات الإرهابية في تلك المدينة السورية رغم اتفاق «سوتشي» القاضي بنقلهم إلى مناطق منزوعة السلاح.

هذه الواقعة جاءت في ظل رفض من جبهة النصرة الإرهابية، تنفيذ بنود اتفاقية إدلب التي وقعتها كل من تركيا وروسيا خلال الأسابيع الماضية، ورفضها التخلى عن السلاح، وهو ما يدفع نحو فشل تلك الاتفاقية، خاصة أن أنقرة لم تلتزم بتعهداتها حتى الآن.

تواجد خبراء بريطانيين وتركيين في معامل الخوذ البيضاء، التي تتهمها كل من سوريا وروسيا بتدبير الهجمات الكيميائية التي تشهدها المدن السورية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك الدور البريطاني التركي في استمرار النشاط الإرهابي في دمشق.

استراتيجية واشنطن الجديدة في سوريا: فرض عقوبات على شركات روسية وإيرانية.. وهذا رد موسكو

الواقعة التي أسفرت عن سقوط عدد من البريطانيين والتركيين، كشفتها وكالة «سبوتنيك» الروسية، التي أكدت  مقتل 11 شخصا، بينهم خبراء بريطانيون وشيشانيون وأتراك خلال انفجار ضخم في بلدة ترمانين شمال إدلب وقع في معمل يحوي كميات كبيرة من الأسمدة والمتفجرات وبراميل الكلور السائل، حيث إن انفجارا ضخما وقع  خلال الساعات الماضية سمع بمعظم أرجاء محافظة إدلب، نجم عن انفجار أحد المعامل في بلدة ترمانين الواقعة في ريف إدلب الشمالي، على بعد 15 كلم من الحدود التركية، حيث إن المعمل كان يحتوي كميات كبيرة من المتفجرات والأسمدة المستخدمة في صناعتها، إضافة إلى عدد غير معروف من براميل الكلور السائل.

تفاصيل تلك العملية كانت بدايتها – بحسب الوكالة الروسية -  أن أحد أقسام المعمل كان يستخدم كمختبر لتصنيع المتفجرات والمواد الكيميائية بإشراف خبراء أجانب من جنسيات تركية وبريطانية وشيشانية، كان بعضهم داخل المعمل وقت الانفجار، حيث سجل مقتل 9 خبراء أجانب ومعهم اثنين من عناصر الخوذ البيضاء، ولم يتم التعرف على أي من القتلى بشكل دقيق جراء تفحم الجثث وانصهار بعضها فيما يرجح أنه نتيجة الانفجار وتأثير المواد الكيميائية المشتعلة، كما أن سبب الانفجار خط فني بشري تم ارتكابه أثناء أداء بعض التجارب المخبرية.

ترميم البنية التحتية للمدن المحررة.. تفاصيل الدور الجديد للجيش الروسي في سوريا

جبهة النصرة لها دور في هذا الأمر، وفقا لما ذكرته الوكالة الروسية، حيث إن عناصر الجبهة يعملون على نقل شحنات من هذا المعمل الذي شهدت الانفجار إلى جهات غير معروفة بالاشتراك من عناصر من تنظيم الخوذ البيضاء، كما أن عناصر جبهة النصرة ضربوا طوقا أمنيا حول منطقة الانفجار ومنعوا المدنيين من الاقتراب.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تعمل خلال الفترة الماضية على تطوير استراتيجية جديدة للحرب في سوريا تركز بشكل أكبر على دفع الجيش الإيراني وقواته إلى خارج سوريا، حيث إن الاستراتيجية الجديدة لن تدخل الجيش الأمريكي في استهداف مباشر للجنود الإيرانيين في سوريا، لأن ذلك من شأنه أن ينتهك الإذن الأمريكي الحالي باستخدام القوة في سوريا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق