الجالية الألبانية في مصر.. كتاب جديد يكشف طبقة من طبقات تاريخنا الخفية

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 03:00 م
الجالية الألبانية في مصر.. كتاب جديد يكشف طبقة من طبقات تاريخنا الخفية
غلاف كتاب الجالية المخفية فصول من تاريخ الألبان في مصر
وجدي الكومي

كل كتاب جديد يتعرض بالتفاصيل لأوضاع الجاليات الأجنبية في مصر، يساهم بشكل غير مباشر في إنارة أجزاء مظلمة من التاريخ المصري، ونقصد بالظلام هنا، أن المؤرخين ربما انصرفوا خلال كتابتهم للتاريخ عن توثيق أوضاع الجاليات الأجنبية التي ساهمت في بناء مصر، اقتصاديا واجتماعيا.

ولعل أبرز الكتب التي ساهمت في إضافة ما تكاسل أو غفل عنه المؤرخون، تلك الكتب التي تناولت أوضاع الجاليات الأجنبية في مصر، ومن ذلك كتاب صبحي وحيدة "في أصول المسألة المصرية" صدر في القاهرة عام 1950، وعرض فيه وحيدة لأوضاع 14 جالية لم يكن من بينهم الألبان، وكتاب الجالية اليونانية في مصر، إذ نشر الكثير من الباحثين المهتمين باليونانيين في مصر كتبا وأعمالا مهمة ساهمت في توثيق أوضاع اليونانيين في مصر، ومن ذلك كتاب «الجالية اليونانية في مصر» للباحث الدكتور سيد عشماوي.

اقرأ أيضا: كاتب ألماني يستمع لهن.. حكايات المختطفات على يد تنظيم بوكو حرام الإرهابي

كما صدر في دار العربي للنشر كتاب الباحث ماجد إسرائيل عن أرمن مصر، وأرمن فلسطين، وفي دار الشروق صدر حديثا كتاب عن الجالية الألبانية بعنوان «الجالية المخفية فصول من تاريخ الألبان في مصر» لـ محمد الأرناؤوط.

في مقدمة الكتاب، يكشف المؤلف، أن ألبان مصر يتمتعون بقدر كبير بين الألبان، نظرا إلى دورهم في النهضة القومية الألبانية، التي انطلقت في النصف الثاني للقرن التاسع عشر لتوحد الألبان مسلمين ومسيحيين من أجل دولة قومية مستقلة عن الحكم العثماني، وهو ما تحقق في أواخر عام 1912.

يحكي المؤلف في مقدمته عن حصوله على منحة كوسوفية عام 1979، جاء خلالها إلى مصر، للبحث عن الألبان والتقى خلال زيارته بمن بقى على قيد الحياة من الجيل المخضرم الذي عاش السنوات الذهبية لألبان مصر، مثل كريم حاجيو وموسى شيخو، والسفير عثمان أرناؤوط، وغيرهم ممن أمدوه بمعلومات وصور وأوراق ساعدته لكتابة الكتاب.

اقرأ أيضا: المخطوطات القرآنية المملوكية بيعت في لندن.. من يوقف نهب كنوز مصر؟

ظل مصير ألبانيا بعد استقلالها عن الدولة العثمانية في مهب الريح، حتى عام 1920، حين استقرت ضمن حدودها الحالية لتشمل حوالي نصف الألبان، بينما بقى النصف الآخر ضمن صربيا والجبل الأسود فيما عرف بجمهورية يوغسلافيا، بعد عام 1918، حيث توزع الألبان منذ 1945 بين ثلاث جمهوريات، صربيا والجبل الأسود، ومقدونيا، وهو نفس الوقت الذي صارت فيه ألبانيا تحت الحكم الشيوعي.

يشير المؤلف إلى أن هجرة الألبان استمرت إلى مصر خلال فترة ما بين الحربين، ويلفت إلى الكتاب الذي صدر عام 1921 في اللغة الألبانية بعنوان «حياة محمد علي باشا» لـ أكسندر جوفاني، وهو ممن انضموا إلى "ألبان مصر" وعاد إلى ألبانيا بعدما صارت دولة مستقلة.

اقرأ أيضا: مئوية ثورة 1919.. عندما ثار غضب الشعب المصري ضد المحتل البريطاني

في استهلال الكتاب مقدمة تاريخية عن احتلال إيطاليا لألبانيا في فترة الأربعينيات، ولجوء ملك ألبنايا أحمد زوغو إلى مصر، التي ظلت تعترف فه ملكا شرعيا عام 1946، ثم كيف تحولت الإسكندرية إلى مقر البلاط الملكي الألباني، ومقرا لحراك سياسي مخابراتي لتحرير ألبانيا من الحكم الشيوعي، أما فيما يتعلق بالنصف الألباني الآخر في يوغسلافيا، فهد شهدت سبعينات القرن الماضي انفتاحا على التاريخ، وعلى العالم الخارجي مع تأسيس جامعة وتكريس دستور 1974، الذي أصبحت فيه كوسوفا وحدة فدرالية مؤسسة للاتحاد اليوغسلافي.

اقرأ أيضا: عن غرائب البلاد والعباد وفتنة السفر.. أدب الرحلات يعود في كتاب لـ أحمد الليثي

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق