مئوية ثورة 1919.. عندما ثار غضب الشعب المصري ضد المحتل البريطاني

الإثنين، 29 أكتوبر 2018 06:00 م
مئوية ثورة 1919.. عندما ثار غضب الشعب المصري ضد المحتل البريطاني
سعد زغلول والنحاس باشا
وجدي الكومي

أصدرت وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، قرارا بتشكيل اللجنة العليا للإعداد لمؤتمر دولي بمناسبة مئوية ثورة 1919، وأعلن مسؤولو المجلس الأعلى للثقافة أمس بدء التسجيل في فعاليات المؤتمر المقرر عقده في الفترة من 16 إلى 18 مارس 2019، بمناسبة مرور مائة عام على ثورة 1919.

سعد زغلول
سعد زغلول

 

في كتابه المهم الصادر عن هيئة قصور الثقافة، يكشف الدكتور عماد أبوغازي، وزير الثقافة الأسبق، أنه في العام 1914، اندلعت الحرب العالمية الأولى، وتحالفت تركيا مع ألمانيا والنمسا ضد إنجلترا وفرنسا، فأعلنت إنجلترا الحماية على مصر، وأنهت علاقتها بالدولة العثمانية التي استمرت 400 سنة.

كانت مصر محتلة منذ عام 1882، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، تم فرض الأحكام العرفية على البلاد، وجمع الإنجليز المئات من المصريين وحشدوهم حشدا للمشاركة في الحرب.

مع انتهاء الحرب العظمى، تقدم سعد زغلول باشا الوكيل المنتخب للجمعية التشريعية، وزميلاه في الجمعية عبد العزيز فهمي، وعلى شعراوي، بطلب لمقابلة السير ريجنلد ونجت، المندوب السامي البريطاني، لطلب الترخيص لهم بالسفر إلى لندن لعرض مطالب الأمة المصرية، وتحدد للمقابلة يوم 13 نوفمبر سنة 1918، الذي صار منذ ذلك الوقت عيدا للجهاد الوطني، ورفع الزعماء الثلاثة مطالب الأمة في الاستقلال وإنهاء الأحكام العرفية، وإلغاء الرقابة على الصحف إلى المندوب السامي، وتم ذلك بالاتفاق بين الزعماء الثلاثة وحسين رشدي باشا رئيس الحكومة.

وعقب المقابلة تألفت هيئة تسمى "الوفد المصري" إشارة إلى أنها وفد مصر للمطالبة باستقلالها، وقد تكون الوفد من سعد زغلول باشا وعلى شعراوي باشا، وعبد العزيز فهمي بك، ومحمد محمود باشا وأحمد لطفي السيد، وعبد اللطيف المكباتي، ومحمد على علوبة بك، وكانوا جميعا أعضاء في الجمعية التشريعية، ما عدا محمد محمود، وأحمد لطفي السيد.

حتى يثبت الوفد المصري نيابته عن الأمة، تم الاتفاق على صياغة توكيل يوقع عليه أعضاء الهيئات النيابية القائمة في ذلك الحين، كالجمعية التشريعية، ومجالس المديريات، والمجالس البلدية، وغيرها، وأكبر عدد ممكن من أصحاب الرأي، ثم اتسع نطاق الحملة، ليشمل جميع المواطنين، وتم طبع التوكيل وتوزيعه على أعضاء الهيئات النيابية، والجماعات المصرية للتوقيع عليه، فأقبل الناس من كافة طبقات الأمة بحماس شديد لتوقيع التوكيل من القاهرة إلى الأقاليم، وساعد على نجاحها التعليمات التي أصدرها رئيس الحكومة حسين رشدي باشا إلى مديري الأقاليم بعدم التعرض لحركة التوقيع على توكيل الوفد.

خلال شهري يناير وفبراير سنة 1919، تصاعدت حركة الوفد المصري، واتسع نطاقها وتنوع أشكالها، ما بين جمع التوقيعات ، وعقد الاجتماعات العامة، وإلقاء الخطب في المحافل المختلفة، وإصدار النشرات، لكن في عصر يوم 8 مارس ألقت السلطات البريطانية القبض على سعد زغلول وثلاثة من رفاقه هم محمد محمود باشا، وإسماعيل صدقي باشا، وحمد الباسا باشا، ورحلتهم إلى بورسعيد، ومن هناك نفتهم إلى مالطة.

تسبب خبر القبض على سعد زغلول وصحبه، إلى انفجار ثورة غضب عارمة في الشارع المصري يوم 9 مارس، عام 1919، لتبدأ بذلك أشهر ثورة شهدها تاريخ مصر.

من المتوقع أن يشهد المؤتمر الذي سيعقده المجلس الأعلى للثقافة عددا مهما من الموضوعات حيث اقترحت أمانة المجلس محاور عديدة، منها بين الهوية المصرية والهوية العثمانية، وخطاب ثورة 1919 وإعادة صياغة هوية مصر البصرية، وصراع الهويات في مصر ما بعد ثورة 19، وتحليل مسار الأحداث من 13 نوفمبر إلى اشتعال الثورة، وبين الاحتجاج السلمي، والعمل المسلح، كما سيتطرق المؤتمر إلى تبعات الثورة، وظهور مشروعها الاقتصادي، وبنك مصر وشركاته ومشروع بناء اقتصاد وطني مستقل، كما سيكون للتعبير عن الثورة في الأعمال الإبداعية محورا من ضمن المحاور، يتضمن مناقشة الأغنية والفنون التشكيلية، والشعر، والرواية، والمسرح، وهي المجالات الفنية التي عبرت عن الثورة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق