كيف مارست عصابة أطفال الشوارع نشاطها الإجرامي بالقاهرة؟ (القصة الكاملة)

كتب قرار نيابة جنوب القاهرة الكلية برئاسة المستشار سمير حسن، المحامي العام الأول، كلمة النهاية بشأن التحقيقات في وقائع هتك عرض أطفال الشوارع على يد تشكيل عصابي مكون من ثلاثة أفراد بحي السيدة زينب، بموافقته على إحالتهم للمحاكمة الجنائية العاجلة.

وتضمن قرار المحامي العام الأول بالموافقة على مذكرة الصادرة من المستشار أحمد سمهان، رئيس نيابة السيدة زينب، إحالة الثلاثة متهمين محبوسين احتياطيا للمحاكمة أمام إحدى دوائر جنايات القاهرة، لاتهامهم بارتكاب جريمتي هتك عرض 5 أطفال والسرقة بالإكراه.

كشفت تحقيقات النيابة العامة التفاصيل الكاملة حول كيفية ممارسة التشكيل العصابي لنشاطه الإجرامي في قلب العاصمة، واستغلال أعضائه لأطفال الشوارع في جرائم جنسية، وأعمال جمع القمامة لصالحهم، وارتكاب وقائع سرقة أثبتتها التحريات، واحتجاز أطفال آخرين هاربين من منازل أسرهم بحي السيدة زينب.

◄مقابل «علبة كشرى».. كيف تستغل العصابات المنظمة أطفال الشوارع فى التسول؟

وفقا لسير التحقيقات، شنت مباحث الأحداث حملة أمنية مكبرة استهدفت المتسولين في محيط حي ومسجد السيدة زينب، وتمكن ضباط الشرطة من ضبط 3 أشخاص و5 أطفال بينهم فتاتين، وخلال مناقشتهم من قبل رجال الأمن أشار الأطفال الخمسة إلى اعتداء المتهمين الثلاثة عليهم جنسيا بشكل مستمر.

بالكشف عن السجل الجنائي للأشخاص الثلاثة، تبين أن أحد المتهمين (المتهم الثاني في أمر الإحالة) سبق سجنه 5 سنوات عام 2011 على خلفية إدانته بارتكاب جريمة هتك عرض صديقه (المتهم الأول في القضية)، وعندما انتهت مدة عقوبته وأطلقت الشرطة سراحه، وجد ضحيته الأولى يقود تشكيلا عصابيا في حي السيدة زينب، يمارس سطوته على أطفال الشوارع ويتعدى عليهم جنسيا فالتحق به.

◄يقاسمون الكلاب النوم على الرصيف.. "أطفال بلا مأوي" سبيل مصر لإنهاء أزمة 16 ألف طفل

اتخذت النيابة العامة آنذاك قرارا بانتداب طبيب مختص من مصلحة الطب الشرعي، وتوقيع الكشف الطبي على الأطفال الخمسة، لبيان تعرضهم لاعتداءات جنسية من عدمه، ومناظرة عموم أجسادهم للإطلاع على أي علامات تفيد تعذيبهم من قبل المتهمين، وتحديد حالتهم النفسية من قبل المختصين بعيادات العنف الأسري، وبالفعل تبين من تقرير مصلحة الطب الشرعي أن المجني عليهم تعرضوا للاعتداءات الجنسية بشكل متكرر.

وكلفت النيابة، مباحث قسم شرطة السيدة زينب، بسرعة إعداد ملف كامل بما توصلت إليه التحريات حول وجود ضحايا آخرين للتشكيل العصابي من عدمه، وكشف تفاصيل أنشطتهم الإجرامية التي تبين أنهم تخصصوا في استغلال الأطفال لجمع المعادن والقمامة والمخلفات القابلة لإعادة التدوير، والاعتداء الجنسي عليهم بشكل متكرر لإخضاعهم لسطوتهم، وارتكابهم لعدة جرائم سرقة بالإكراه في حق ضحايا آخرين.

◄التوربيني هتك عرض أطفال الشوارع.. وشبحه اغتصب السكك الحديدية في شبرا (صور)

أظهرت التحقيقات أن التشكيل العصابي دأب على استقطاب الذكور والإناث الهاربين من منازل أسرهم، بسبب اعتداء ذويهم عليهم بالضرب، وسجن أباء بعضهم، ومن ثم استغلوهم في جمع القمامة بدائرة قسم شرطة السيدة زينب، وخصصوا أحد الأماكن المهجورة لإيوائهم وممارسة الاعتداءات الجنسية بحق الضحايا.