مقابل «علبة كشرى».. كيف تستغل العصابات المنظمة أطفال الشوارع فى التسول؟

السبت، 25 أغسطس 2018 03:00 م
مقابل «علبة كشرى».. كيف تستغل العصابات المنظمة أطفال الشوارع فى التسول؟
أطفال شوارع

تفاقمت أزمة أطفال الشوارع فى مصر، خاصة بعد ثورة 25 يناير وخلال فترة الإنفلات الأمنى التى شهدتها البلاد أوائل عام 2011، وامتلأت شوارع المحروسة بالأطفال المتسولين والهاربين من الملاجئ ودور الرعاية المختلفة، إلى جانب انتشار المشردين فى الشوارع وأماكن التنزه والمقاهى.

 

تعتبر وسائل المواصلات العامة خاصة السكك الحديدية والمترو بيئة خصبة لأطفال الشوارع فى مصر، حيث يعتبرونها الملاذ الآمن لهم، فهم يتسابقون داخلها لاستجداء الركاب بجملتهم الشهيرة «حاجة لله»، إلا أنه بالبحث وراء تلك الظاهرة المقيتة نجد أن هناك عصابات منظمة تستغل هؤلاء الأطفال فى التسول وغيرها من الأعمال الخارجة عن القانون، بحثا عن المال الكثير، مقابل إطعامهم وتوفير أماكن نومهم، حتى يصل الأمر إلى الاستغلال الجنسى أيضا.

2016_7_30_13_48_49_905

لم تقف الأجهزة الأمنية مكتوفة الأيدى أمام تلك الظاهرة، حيث تمكنت وزارة الداخلية من ضبط 609 قضايا تسول وأطفال شوارع خلال شهر واحد فقط، ما يعد مؤشرا خطيرا يهدد أمن المجتمع، ما يتطلب تكاتف جميع قوى الدولة ومؤسساتها للقضاء على تلك الظاهرة، حيث أصبح التدخل الأمنى وحده غير كاف فى مواجهة تلك الأزمة الكبيرة، ولابد من تفعيل دور المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية والخيرية إلى جانب دور الإعلام فى محاولة لتحجيم الظاهرة ومن ثم القضاء عليها نهائيا.

 

وفى جولة بعدد من مناطق القاهرة التى أصبحت مرتعا لأطفال الشوارع بالقاهرة، التقينا بـ«حازم.م» طفل لم يتجاوز عامه السادس، حيث وجدناه يتحرك بين السيارات بسرعة جنونية على الطريق الدائرى، لاستجداء المارة أو قائدى السيارات بسلع مختلفة مثل «المناديل، والعطور، وغيرها»، ليتعاطف معه الناس ويعطوه المال.

 

وعندما سئلنا ذلك الطفل الصغير عن أسرته أكد أنه لا يعرف كثيراً عنهم، وأن كل ما يعرفه هو جمع الأموال لصالح إحدى السيدات التى تمنحه مقابلها «علبة كشرى» بعد معاناة طوال اليوم، مشيرا إلى أنه ينام وسط مجموعة من أطفال الشوارع داخل غرفة صغيرة استأجرتها لهم تلك السيدة.

 

أما «زيزو» فرفض الإفصاح عن اسمه الحقيقى، بينما كشف عن العالم السرى لأطفال الشوارع، حيث أكد أنهم يتعرضون لانتهاكات جسدية وجنسية خطيرة على يد المسجلين خطر، بالإضافة إلى ما يتعرضون له من تعذيب وتهديد بالقتل أحيانا.

 

«زيزو» أكد أيضا أن هناك العشرات من الأطفال ضحايا التفكك الأسرى والنسب المجهول والعلاقات غير الشرعية لا يجدون ملاذاً سوى الشارع، مشيرا إلى أنهم فى الغالب يرفضون الاستجابة لمبادرات الجهات المعنية مثل وزارة التضامن لوضعهم فى دور رعاية تضمن لهم حياة كريمة، رغبة منهم فى اللجوء للسرقة وتعاطى المخدرات.

20180707232447248
 

وفى هذا السياق، أكد المتحدث باسم مشروع أطفال بلا مأوى بوزارة التضامن، حازم الملاح، أن هناك توجيهات صارمة من الدكتورة غادة والى بضرورة احتواء أطفال الشوارع ونقلهم لدور الرعاية المخلفة، من أجل إعادة تأهيلهم وتعليمهم، إلى جانب توفير حياة كريمة لهم بعيدا عن الشارع.

 

المتحدث باسم مشروع أطفال بلا مأوى بوزارة التضامن، أكد أيضا أن حملات الوزارة تستهدف نحو 16 ألفا من أطفال الشوارع، مضيفا: «نجحنا خلال الفترة الماضية فى نقل الآلاف من أطفال الشوارع لدور رعاية مجهزة بأحدث الأساليب، بالتعاون مع صندوق تحيا مصر»، متابعا: «هدفنا عدم ترك أطفال الشوارع لاستغلال العصابات المنظمة.

 

فيما أكد اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد، الخبير الأمنى، أن وزارة الداخلية طالما تشدد على خطورة أطفال الشوارع على الأمن العام، حيث يتم استغلالهم فى تنفيذ العديد من الجرائم مثل السرقة والتسول، مشيرا إلى أن مباحث الأحداث تبذل جهدا كبيرا فى هذا الشأن، حيث يتم ضبط العديد من أطفال الشوارع يوميا، ومن ثم تحويلهم لدور الرعاية، للحفاظ على أمن واستقرار المجتمع.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق