إذا عُرِف السبب بَطُل العجب

الجمعة، 04 يناير 2019 01:47 م
إذا عُرِف السبب بَطُل العجب
شيرين سيف الدين تكتب:

 
كلمة السر الإدارة ثم الإدارة  .. لا يهم عدد القطع الأثرية التي تمتلكها أي دولة ولا معالمها التاريخية ولا مواردها الطبيعية مالم يكن هناك حسن إدارة لكل مورد من تلك الموارد، وما يحدث في وطني الحبيب في أغلب الأماكن المهمة للأسف لا يرضي أحداً، فنحن كثيراً ما نتساءل كيف ومصر لديها ما لديها من آثار ومعالم تاريخية وطبيعية لا تجني ما تجنيه دول أخرى  ؟ لكن إذا عُرِف السبب بَطُل العجب فعندما نقرر زيارة أحد تلك المعالم ونواجه فيها العراقيل تأتينا الإجابة واضحة وضوح الشمس ولا نملك حينها سوى الشعور بالأسى.
 
من المحزن أن تود اصطحاب أبنائك لزيارة معلم تاريخي في وطنك كي يشعروا بالفخر بتاريخهم وحضارتهم ثم تصطدم بالواقع وتجد أن القائمين عليه يضعون العراقيل أمام الزائرين بدلا من تذليل العقبات.
 
مررت بتجربة شخصية عابرة لكنها معبرة، فقد وددت زيارة قلعة محمد علي واخترت يوما في وسط الأسبوع للابتعاد عن الازدحام وكي يتسنى لي إيجاد مكان في الجراج دون عناء وبعد شرح وحكاوي لأبنائي عن تاريخها وعراقتها وتشويقهم للزيارة الهامة والجميلة، وعند وصولنا لبوابات الدخول للموقف الخاص بسيارات الزوار فإذا بها مغلقة دون تواجد أي شخص للمساعدة، فتوجهنا لبوابة الخروج التي يقف أمامها مسئولو البوابة للاستفسار عن سبب إغلاق البوابة وكيفية الدخول إلا أننا فوجئنا برفضهم دخول السيارة للجراج بالرغم من وجود العديد من الأماكن الخالية وللأسف كان أسلوب تعامل الحراس يفتقر لأي نوع من أنواع الذوق واللياقة ولا أعلم من الذي اختار هؤلاء للتعامل مع زوار ذلك الموقع الأثري المهم؟، وظل هناك إصرار على رفض دخولنا الجراج دون إبداء أسباب سوى كلمة ممنوع، والعجيب والمستفز هو وجود عدد من السيارات و سيارات التاكسي داخل الجراج وعند السؤال عن سبب وجود تلك السيارات، لم تأتينا إجابة وكأننا لم نسأل من الأساس.
 
الأسئلة التي تطرح نفسها لماذا يوجد موقف سيارات من الأصل إذا كان يتم منع الزوار من الاستفادة به مقابل أي مبلغ مالي؟ وأين يترك راغبي الزيارة سياراتهم؟ وهل الزيارة مقصورة على مستخدمي المواصلات العامة أو شركات السياحة؟، موقف عجيب ومثير للاستغراب  أدى في نهاية الأمر إلى إلغاء فكرة الزيارة مع الاعتذار لأبنائي وشعور بالإحباط حيث لا يوجد مكان بديل لترك السيارة سوى قارعة الطريق وقمنا بالتوجه لزيارة أحد الأماكن التي يديرها القطاع الخاص كي نحصل على خدمة محترمة!. 
 
موقف قد يبدو بسيطا لكنه يدل على مشكلة كبيرة في إدارة أغلب معالمنا السياحية للأسف ، فدور هيئة تنشيط السياحة هو جذب سياح الداخل والخارج لزيارة معالم مصر التاريخية وليس ( تطفيشهم ) وإثنائهم عن الفكرة.
 
ومع كثرة المواقف المشابهة يبدو أن الحل الأمثل والذي ننادي به كثيرا بسبب تلك المواقف في مصر هو إعطاء شركات القطاع الخاص الناجحة حق إدارة تلك المعالم حتى تؤتي ثمارها وتحقق الأهداف المنشودة وإنقاذ ما يمكن انقاذه فالقطاع الخاص لديه آليات الإدارة الصحيحة ويعمل بمبدأ الثواب والعقاب ، ويضع خطة دائمة للمكسب ولا يقبل بالخسارة ولا يوظف لديه من لا يساعده على النجاح لذا نجد الأماكن الترفيهية وحتى المراكز التجارية الخاصة في مصر أكثر تميزا من أهم معالم مصر السياحية وتجني أضعاف ما تجنيه تلك الكنوز الأثرية .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق