هل تكتب سوريا كلمة النهاية.. عدوى الانشقاق تصيب رجال أردوغان في دمشق

الإثنين، 07 يناير 2019 02:00 ص
هل تكتب سوريا كلمة النهاية.. عدوى الانشقاق تصيب رجال أردوغان في دمشق
أردوغان

يبدو أن رجب إردوغان في طريقه لفقدان السيطرة بالكامل على جيشه، بعد ما فقد التحكم في شهوته لتفجير المنطقة وتحويل المدن العربية إلى خرائب، على جثث الجميع.

تذمر واسع سرى في أوساط القوات المسلحة التركية من مغامرات الرئيس، فادحة الخسائر، ينذر بانشقاقات على مستوى عال، قبيل مغامرة أخرى يريد خوضها بجنوده في شرق الفرات السورية.


صوت الرفض والمعارضة للعملية العسكرية المزمعة بدأ يعلو داخل أعلى مستويات الجيش، ما رد عليه إردوغان بقرار مفاجئ، قضى بإحالة قائد الجيش الثاني الميداني إسماعيل متين تميل، وقائد لواء الكوماندوز الرابع مصطفى باروت، إلى مناصب إدارية برتب مخفضة.


مصادر صحفية تركية فسرت القرار، الذي صدر أمس الأول الخميس، بأنه جاء عقابا على اعتراضهما على العملية العسكرية المحتملة في شرق الفرات.
عقاب متين تميل، قائد القوات التركية في عملية اجتياح عفرين السورية، يصبح ذا تأثير أكبر، إذا علمنا أنه كان يحظى بدفاع ومساندة مستمرة من رأس النظام، إذ يعد بين أبرز من ساهموا في إفشال الانقلاب العسكري في يوليو 2016، على حد زعم الحزب الحاكم.

قرار نقل متين إلى مكتب الرقابة والتقييم التابع لهيئة الأركان العامة لم يمر مرور الكرام كان صادما، فقد سبق للرجل لعب دور سياسي علني لمصلحة إردوغان، وهاجم منافسه محرم اينجة، خلال انتخابات الرئاسة في يونيو الماضي، وقال له: "إنك تهاجم بطلا من أبطال عملية غصن الزيتون (إردوغان)".
ورد إينجة على قائد الجيش الثاني بالقول إنه سيزيل عنه رتبه العسكرية ويعزله من منصبه فور فوزه بالرئاسة، ليخرج إردوغان ويدافع عن متين، قبل أن ينفذ بنفسه تهديد منافسه بحق متين.

الجريدة الرسمية التركية نشرت الخميس قرار نقل تميل إلى أعمال إدارية بتوقيع رجب إردوغان، كما تضمن القرار أيضا نقل قائد الكوماندوز، المسؤول عن اللواء الرابع في مدينة تونجلي مصطفى باروت، إلى رئاسة الرقابة والتقييم في مدينة أرزينجان. ووفقا لما ذكرته قناة "إن تي في" الإخبارية، جرى خفض رتبة الجنرالين بدعوى تغيبهما عن حضور اجتماع التقييم الشهر الماضي.


إطاحة القائدين سبقها عدة إجراءات، وفق موقع "تركيش مينيت"، إذ لم يشاركا في احتفالية وسام وجائزة الوحدة الناجحة، التي أقيمت يومي 14 و15 ديسمبر في مقر قيادة القوات البحرية في أنقرة.

ربط بعض المعلقين بين القرار وإعلان إردوغان عن عملية عسكرية خلال الأيام الماضية شرق الفرات، لتكون ثالث عملياته في سورية، بعد درع الفرات 2017 وغصن الزيتون 2018.

ورجحوا أن اختلاف القادة مع الرئيس بشأن العملية التي لوح بها، نتيجة للمخاطر والخسائر التي عرض إردوغان الجيش لها في السابق، وراء إزاحتهما بهذه الطريقة المهينة.

ميسر يلديز الكاتبة بموقع أودا تي قالت إن إعادة تعيين متين كانت نتيجة لخلاف بين كبار أعضاء الجيش فيما يتعلق بمنح الميداليات للجنود، الذين تفوقوا في مكافحة الإرهاب "جرى تجاهل اقتراحات متين من قِبل القيادة العليا، وبلغ توتر العلاقات ذروته عندما انسحب متين من حفل حضره كبار ضباط الجيش، بما في ذلك رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال ياشار غولر".


دينيز زريك، الكاتب في جريدة سوزجو، قال إن الجنرالين اختلفا الأسبوع الماضي مع الحكومة ورئيس الأركان العامة، بشأن العملية الوشيكة في شمال سورية. مشيرا إلى تغيبهما عن الاجتماع مع قيادات الجيش، بسبب الصراع حول القبول بتنفيذ العملية، وفقا لما نقله عن مصدر عسكري. 

زريك أضاف "أن هناك اعتراضات داخل الجيش على عملية ضد المناطق السورية التي يسيطر عليها الأكراد شرق نهر الفرات في سورية".

يعتقد القادة -وفقا لمصدر زريك- أن القوات الكردية شرق الفرات أفضل تدريبا وتجهيزا من تلك التي هزمها الجيش التركي في عفرين العام الماضي، بالإضافة إلى قلقهم من الرسائل المختلطة التي أعطتها الولايات المتحدة وروسيا لأنقرة، فضلا عن وعورة مسرح العمليات في تلك المنطقة. 

كبار القادة أشاروا، حسب زريك، إلى أن واشنطن تدفع تركيا لمحاربة داعش، مقابل السماح بعملية محدودة ضد القوات الكردية في سورية، وأن قتال عناصر التنظيم بعيدا عن الحدود التركية ليس بالأمر الضروري لأنقرة. 

القائد السابق للجيش الثاني الميداني أثار الجدل عندما التقط صورة مع أحد جنوده في سورية، بينما ظهر على بزته العسكرية شعار الجيش السوري الحر، إحدى الميليشيات المصنفة إرهابية، وذلك خلال زيارة متين إلى جبل برصايا بعد سيطرة الأتراك عليه، في إطار عملية عفرين، نهاية يناير الماضي.


نشر الصورة تزامن مع انتقاد المعارضة لتعاون حكومتهم  مع ما وصفه رئيس كتلة حزب الشعب الجمهوري في البرلمان أنجين ألتاي بأنه "امتداد تنظيم القاعدة"، الذي ينسق مع أقرانه في داعش.

إردوغان زج بجيشه في حرب حملته الكثير من الخسائر، وتشير إحصائيات إلى فقدان أنقرة 862 جنديا في "درع الفرات" حتى مارس 2017، إضافة إلى 270 مصابا، فضلا عن 200 قتيل وجريح في "غصن الزيتون"، حسب موقع "تركي بيورج" الحقوقي، فضلا عن الخسائر في الدبابات والمعدات.

يتزايد حرج العسكريين الأتراك من سفور دعم إردوغان للإرهابيين، ما يهدد سمعتهم العسكرية عالميا، خاصة بعد تساقط آلاف المدنيين السوريين، وتشرييد آلاف الأسر بهدف توطين عائلات المقاتلين المرتزقة، وأمراء التنظيمات المتطرفة، في شمال سورية.

قوات إردوغان استهدفت منذ العام 2016 العديد من المستشفيات والمساجد ومثلت بجثث ضحاياها، مثل حالة الشابة الكردية بارين كوباني، في فبراير الماضي، بسبب انخراطها في المقاومة المسلحة ضد العدوان التركي.

الأمم المتحدة رصدت في تقرير أن أعداد النازحين بسبب العدوان التركي بلغ نحو 5 آلاف، فيما أعلنت وكالة الأنباء السورية "سانا" في مايو الماضي أن حصيلة الضحايا الذين وصلوا إلى مشفى عفرين منذ اليوم الأول للعدوان بلغت 142 قتيلا و345 جريحا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة