قصة منتصف الليل: اتهمها بالخيانة.. والحقيقة كانت صادمة

الأحد، 07 أبريل 2019 11:00 م
قصة منتصف الليل: اتهمها بالخيانة.. والحقيقة كانت صادمة
إسراء بدر

عادت «نهى» السيدة العشرينية إلى منزلها تنظر إلى زوجها فى هدوء وتلتفت إلى طفلتها والدموع تتساقط من عينيها، حاول زوجها سؤالها عما بها فنظراتها مثيرة للجدل ودموعها الساخنة المتساقطة دون وعى تؤكد أن هناك أمر تخفيه فى صدرها ولكنها رفضت الحديث وتوجهت إلى غرفتها تلقى بجسدها الهزيل لتحصل على قسط من الراحة وهى تخشى أن تغمض عيناها فأخذت تفكر فيما حدث لها وحديث الطبيب، وتذكرت ما ظهر لها من أعراض بعد مرورها بحالة نفسية سيئة لخلافات زوجية قررت فيها الطلاق ولكن الأهالى أعادوا المياه إلى مجاريها ليعود الزوجان إلى عش الزوجية ولكنها تركت ما يزعجها بداخلها ولم يعطها أحد الفرصة للبوح بما تعاني منه فى حياتها مع زوجها.

وبعد عدة أيام فوجئت «نهى» بصعوبة فى النطق وضعف البصر وإنسداد الأذن بين الحين والآخر خاصة إذا تعرضت لتوتر أو قلق حتى أن هناك بعض أصدقائها لاحظوا الأمر خاصة نطقها للكلمات رغم شهرتها باللباقة ونصحها أصدقائها بالتوجه إلى أخصائى فى الأمراض العصبية للاطمئنان على صحتها، وفى بداية الأمر رفضت بشدة خوفا من نظرة المجتمع إليها إذا علم أحد بتوجهها إلى لأخصائى أمراض عقلية وعصبية إلى أن ازداد الأمر وقررت ألا تخبر أحد بشئ وتوجهت بمفردها إلى الطبيب والذى ظهر على ملامحه القلق من الأعراض التى ظهرت عليها.

ووجهها على الفور إلى أقرب مستشفى لإجراء بعض الفحوصات والاشاعات وبعدها أخبرها بأنها تعانى من زيادة فى الكهرباء على المخ بدرجة كبيرة نتيجة تعرضها لحالة نفسيئة وكبت عصبيتها وهو ما يشكل خطورة على حياتها إذا لم تبدأ فى العلاج اللازم على الفور فخرجت «نهى» وهى مصدومة من حديث الطبيب وعادت إلى منزلها ولكن أثناء جلستها ظلت تفكر فى الأمر، وكان السؤال المسيطر عليها «وماذا بعد؟"»؛ فأصبحت حياتها فى خطر لما مرت به من ضغوط ولا يوجد من يدرى بحالها وإذا أخبرت زوجها ومن حولها فلم تأخذ منهم سوى الكلمة الشهيرة «معلش»، ولكن حياتها وعمرها لن يشعر به سواها خاصة وهى فى مقتبل عمرها.

إلى أن توصلت إلى الحل الذى يرضيها وهى المرة الأولى التى تفكر فيما يرضيها وليس ما يرضى من حولها، فقررت أن تحيا بروح العشرينية أيا ما كانت الظروف وتستمتع بأيامها وألا تترك شئ تتمناه إلا وجاءت به، وفى اليوم التالى خرجت واشترت الكثير من الملابس بألوان مبهجة ومستحضرات تجميل وتوجهت إلى مصفف الشعر وجددت تسريحة شعرها وعادت إلى المنزل فنظر إليها زوجها متعجبا من أمرها فلقد اعتاد منها أن كافة أموالها تنفقها على مستلزمات المنزل والطفلة ولكنها دائما ما ترفض شراء شيء لنفسها وتوفر قيمته للمنزل، ولكن «نهى» لا تبالى بنظرات زوجها وأعطت تركيزها لسعادتها بما اشترته.

وظلت «نهى» على هذا النهج لعدة أشهر اهتمت فيها بجمالها ومظهرها وكل ما يدخل السعادة لقلبها، عاشت لنفسها دون الالتفات لما يزعجها إلى أن جاء زوجها يوما يصرخ فى وجهها يتهمها بأنها على علاقة برجل آخر وهو ما جعلها تهتم بمظهرها طوال الوقت فاستنكرت «نهى» كلماته ولكنها امتنعت عن الرد واتجهت لغرفتها وفى صباح اليوم التالى حاول زوجها إيقاظها لتأخرها عن موعد استيقاظها اليومى ولكنها لم تستيقط، ظن الزوج أنها فى حالة إغماء ولكن لا حياة لمن تنادى فانتقل بها على الفور إلى أقرب مستشفى وهناك علم بخبر وفاتها وأثناء خروجه من المستشفى محطم القلب على وفاة شريكة حياته وهى فى العشرينيات فوجئ بطبيب يضع يده على كتفيه، فهو الطبيب الذى أجرى الفحوصات الخاصة بـ «نهى» وبدأ يخبره بأمرها وما مرت به من معاناة على مدار الأشهر الماضية وهنا علم الزوج سبب اهتمام «نهى» بحياتها ونفسها فى الآونة الأخيرة ورغم ذلك اتهمها بالخيانة وهو ما كان الضربة القاضية على حياتها.

عاد الزوج إلى المنزل يخرج ملابس «نهى» ويحتضنها منهار من البكاء فوجد ورقة صغيرة فى خزينة ملابسها مكتوب عليها اسمه فبدأ قراءتها ليجدزوجته تترك له رسالة كتبت فيها ما تعانى منه من أمراض موضحة أماكن الفحوصات المؤكدة لحديثها وفى نهاية الرسالة: «رفضت أقضى الأيام أو الشهور اللى باقية فى حياتى وسط الأدوية وقررت أعيشهم بالطول والعرض استمتع بقدر الإمكان، نصيحتى ليك يا حبيبى عيش وافرح ودور على سعادتك لأن محدش هايحس بوجعك غيرك».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق