مسار إجباري

الخميس، 18 أبريل 2019 02:57 م
مسار إجباري
شيرين سيف الدين

 
فرقة "مسار إجباري" وهي لمن لا يعرفها فرقة موسيقية غنائية ذات شعبية كبيرة بين أبناء الجيل، ومؤلفة من مجموعة شباب لها عدد من الأغنيات الداعية للحرية والديمقراطية وأغنيات متوافقة مع أفكار شباب اليوم .
 
قررت فرقة "مسار إجباري" مشاركة الفنان أحمد شيبة في إصدار أغنية من وجهة نظري داعية وبقوة للأفكار الديمقراطية عن طريق دعوة جموع الشعب لممارسة حقوقهم المشروعة والمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ولم توجه الفرقة أحدا من قريب أو من بعيد لخيار معين سواء نعم أو لا .
 
وفجأة وجدنا أصحاب الشعارات الرنانة ومن هم يتصورون أنهم دعاة حرية التعبير عن الرأي وضرورة تطبيق الديمقراطية بحذافيرها، ورافضي تكميم الأفواه هم ذاتهم يمارسون الديكتاتورية في أبهى صورها، ويرغبون في تكميم الأفواه وفرض وجهات نظرهم على الآخرين، وبدأ هؤلاء المزيفون في تكييل الاتهامات لفرقة "مسار إجباري" لأنها قررت التعبير عن رأيها وتشجيع الناس على المشاركة السياسية الإيجابية، وإبداء الرأي الرافض أو الموافق على التعديلات، وبدأ دعاة الحرية في قمع هؤلاء بما في استطاعتهم من أساليب قمعية كالاستهزاء والسب واللعن على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي تصوري أن لو في أياد هؤلاء سلطة لكانوا اعتقلوهم أيضا .
 
وا أسفاه على من يتصور أنه صاحب مبادئ ومع أول موقف نجده على النقيض تماما، فهو يَنْهى عن شيئ ويأتي بمثله، وفي النهاية يطالب الجموع بتصديقه والإيمان به والسير وراء أفكاره الغير مطبقة واقعيا من قبله هو شخصيا .
 
أحب أن أذكر هؤلاء أنكم إن أردتم إثبات سلامة نواياكم وصدق شعاراتكم واكتساب ثقة الجموع فعليكم بأن تبدؤوا بأنفسكم، وإلا فأنتم لا تختلفون عن من ثُرْتُم ضدهم واتهمتموهم بالديكتاتورية، وعليكم أن تعلموا أن مثل هذه الأفعال والمواقف تفقدكم مصداقيتكم، وتثبت لكل ذي عقل حقيقة دكتاتوريتكم الأصيلة وزيف مبادئكم المعلنة وعدم اتساقكم مع ذواتكم.. ربما لا تدركون ذلك أو تدركونه جيدا وتتظاهرون بغيره لخداع الآخرين، لكن في النهاية ومع أول موقف على الأرض تسقط الأقنعة وتظهر الحقيقة .
 
 حقا قد تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت، وقد تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، لكن من المستحيل أن تخدع كل الناس كل الوقت.. بالطبع هناك من هم ثابتون على المبادئ ويؤمنون بما يقولون ويطبقونه، وبرغم من قلتهم إلا أن المجتمع وشبابه أصبحوا قادرين على الفرز ومعرفة الرث من السمين.
 
وأخيرا أضم صوتي لكل من يطالب الشعب بالمشاركة وإبداء الرأي أيا كان، فبمشاركة الجميع سنصل إلى تحقيق رغبة الأغلبية سواء بلا أو بنعم وتلك هي الديمقراطية التي نعرفها، أما من قرر عدم المشاركة باعتبار الأمر محسوم فعليه اليقين أنه هو فقط من يستطيع أن يحسمها في الصندوق وليس على مواقع التواصل الاجتماعي .
 
عفوا "مسار إجباري" فقد وقعتم في الفخ واضطررتم للاصطدام بمن يقولون مالا يفعلون .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق