فضيحة جديدة لـ«الحمدين».. دليل دعم تميم للإرهابيين في موريتانيا

الأربعاء، 24 أبريل 2019 11:58 ص
فضيحة جديدة لـ«الحمدين».. دليل دعم تميم للإرهابيين في موريتانيا
الارهاب

 
لقاء حميمي في مطار "كيغالي" الرواندي، الثلاثاء، جمع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، مع أبرز المطلوبين على لائحة الإرهاب في موريتانيا، المصطفى ولد الإمام الشافعي، كشف حجم الانخراط القطري في تمويل ودعم الحركات الإرهابية في منطقة الساحل.
 
صور المصافحة بين تميم والموريتاني "ولد الشافعي" -الذي لا يحمل أي صفة رسمية في روندا- فضحت ما وصفها المراقبون بالتدخلات التخريبية القطرية ليس ضد موريتانيا فحسب بل في المنطقة بشكل شامل بدعمها للحركات الإرهابية والمليشيات الخارجة على القانون في الساحل. 
 
وعرف عن المصطفى ولد الإمام الشافعي المطلوب للقضاء الموريتاني علاقاته مع بعض الجماعات الإرهابية التي تنشط في شمال مالي وفي منطقة الساحل مثل جماعة "عمر بلمختار"؛ وظفها في التفاوض حول تحرير رهائن كانت تلك الجماعات قد اختطفتهم لتفرج عنهم مقابل فديات مالية كبيرة. 
 
وتعود تفاصيل إدانة الإرهابي الموريتاني إلى 29 ديسمبر/كانون الأول 2011، حين أصدر قاضي التحقيق المكلف بالإرهاب في نواكشوط مذكرة اعتقال دولية بحق المصطفى ولد الإمام الشافعي، برفقة 3 أعضاء من تنظيم القاعدة الإرهابي، تتهمهم السلطات الموريتانية بالضلوع في عمليات إرهابية وتهديد أمنها واستقرارها الداخلي. 
 
واتهم تقرير النيابة الموريتانية، آنذاك، ولد الإمام الشافعي بتمويل الإرهاب والتخابر لصالح الجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة الساحل والصحراء الكبرى، وبتوفير الدعم المالي واللوجستي لها لضرب أمن واستقرار البلاد. 
 
وأكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، في مقابلة مع صحيفة "لوبنيون" الفرنسية، بتاريخ 16 مايو 2016، أن الدعوى صادرة من العدالة الموريتانية ضد ولد الشافعي في قضايا تتعلق بالإرهاب، مضيفا: "وجهنا مذكرة اعتقال دولية بخصوصه وما زلنا ننتظر تنفيذها، وهو الدور الذي يقع ضمن مسؤوليات الدول". 

الكاتب والمحلل السياسي سيدي محمد ولد معي الذي يشغل مدير مساعد لوكالة الأنباء الرسمية علق على صورة استقبال الإرهابي المطلوب لأمير قطر، متسائلا عبر حسابه على موقع "فيسبوك" عن الصفة التي استقبل بها هذا الإرهابي الموريتاني لأمير قطر في رواندا. 
 
وواصل ولد معي بلغة تهكمية تساؤلاته عن ظروف هذا اللقاء المستغرب، وعما يجمع الأمير مع الإرهابي المطلوب ولد الشافعي "خارج جغرافيا روندا"، ملمحا إلى علاقة هذا اللقاء بالأدوار القطرية في دعم الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة. 

 
الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني محفوظ الجيلاني اعتبر في تصريحات صحفية أن هذا الاستقبال المثير للجدل لأمير قطر بواسطة ولد الإمام الشافعي المعروف بعلاقاته مع الجماعات المسلحة في المنطقة يأتي في سياق "لعبة مكشوفة من التآمر القطري والتخريب والتواصل مع الجماعات والأشخاص المطاردين لتحقيق غايات وأهداف تخص أجندات هذه الإمارة المعزولة".
 
وأوضح الجيلاني أن زيارة الأمير القطري لأفريقيا هدفها تجميل ما وصفه بـ"الوجه القبيح لنظامه الذي يتلاعب بموارد وخيرات الشعب القطري الغائب والمغيب" على حد تعبيره. 
 
واعتبر ولد الجيلاني أن هذا اللقاء بين أمير قطر والمطلوب الأول على لائحة الإرهاب في موريتانيا يعيد إلى الأذهان أسباب قطع موريتانيا لعلاقتها سنة 2017 مع قطر، وهو كشف موريتانيا لسياسات التآمر القطري ودعم الحركات الإرهابية في المنطقة، وامتلاك موريتانيا الأدلة والبراهين الدامغة على الدعم القطري للإرهاب. 

الكاتب محفوظ الجيلاني أوضح أن قطر تستثمر منذ عدة سنوات في الإرهاب بالمنطقة عبر أشخاص مرتبطين بها في موريتانيا، وعبر ما وصفها بفبركات إعلامية هدفها استجداء التدخل الدولي الغربي المسلح في هذه المنطقة، وإيهام الغرب بـ"دورها" المزيف في مكافحة الإرهاب" مضيفا أن قطر كانت في المقابل تقدم الدعم والعون السياسي والإعلامي لنفس الحركات الإرهابية التي تضرب أمن واستقرار المنطقة. 
 
وكشف الجيلاني عن أن حكومات وشعوب المنطقة أصبحت تدرك أن قطر وأدواتها هي التي تحرض الغرب على التدخل في المنطقة وعلى التمركز فيها رغم الكلفة الإنسانية لذلك. 

 
وخلص محفوظ الجيلاني إلى القول إن قطر الآن تبحث عن بدائل في ظل عزلتها إلى جانب عزلة الحليف التركي وانحسار دور تنظيم الإخوان، معتبرا أن هذه الزيارات التي وصفها بالكرنفالية لأمير قطر إلى أفريقيا هي نوع مما وصفه بـ" تبديد أموال الشعب القطري الذي عانى ويلات القهر والظلم في بلده وتحت بطش نظام سلطوي قائم على الغدر والتآمر والخداع".

الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني أحمد ولد الشاش يرى في تصريحات صحفية أن قطر أصبحت تبحث عن استغلال نفوذ بوسائلها المادية، وباستخدام ما وصفها بـ"الوسائل غير المباحة من إثارة النعرات وسفك الدماء واستغلال المارقين عن جادة الطريق".
 
وأوضح ولد الشاش أن الدوحة لعبت هذا الدور التدميري في المنطقة العربية، وبدأته بشق الصف الفلسطيني، ثم أدعمته بتأليب الانفصاليين في كل قطر عربي ضد بعضهم البعض. 

 
وأشار الكاتب ولد الشاش إلى أن قطع موريتانيا علاقاتها الدبلوماسية مع قطر يعود لأسباب من أهمها دعم وتجييش الساحة عبر التعاون مع الأطياف الأكثر تطرفا بما في ذلك الأشخاص الذين يبدون مواقف معارضة لا رغبة في الإصلاح وإنما لنزوات فردية تغذيها الانتفاعية والمصالح الشخصية".
 
واعتبر أن المحور السياسي المشكل مما وصفه بـ"ثالوث الشر" الذي تديره قطر وتركيا وإسرائيل، وتستخدم له بيادق محلية، مشكّلة من لفيف من حركة الإخوان المسلمين ومن حالفهم من الانتهازيين" على حد تعبيره. 
 
وكشف ولد الشاش أن هذا العمل التصعيدي الذي يقوم به "الثالوث"، امتد أفقيا في المنطقة ويحاول الضغط على موريتانيا عن طريق جماعات مدعومة من قطر، تمثل ما يسمى بإخوان السنغال، الذين أصبحوا يتحالفون مع الحركات العرقية والعنصرية في موريتانيا. 
 
أما في جمهورية مالي، يضيف ولد الشاش، فهناك أيضا نجد الدعم القطري الواضح لخلايا الإرهاب التي تدعي الجهاد محولة المنطقة إلى ساحة دائمة التوتر، بجماعات تعيش في البراري وتتخذ الجبال مأوى وملاذا لها. 
 
وربط ولد الشاش بين الدور "التخريبي" لقطر في المنقطة وما يجري في ليبيا حاليا، معتبرا أن الأزمة التي تعيشها طرابلس وإدامة الصراع المسلح فيها، تقف خلفها كل من قطر وتركيا عبر إمداد الحركات والمليشيات المسلحة بالمال والسلاح لإطالة أمد المأساة، مبينا أن "القذائف في طرابلس والضحايا في صفوف المدنيين، لكن الصراخ في قطر وتركيا" في إشارة إلى بوادر هزيمة الإرهاب في ليبيا. 

وعرف عن المصطفى ولد الإمام الشافعي المطلوب للقضاء الموريتاني كذلك علاقاته مع بعض الجماعات الإرهابية التي تنشط في شمال مالي وفي منطقة الساحل مثل جماعة "عمر بلمختار"؛ وظفها في التفاوض حول تحرير رهائن كانت تلك الجماعات قد اختطفتهم لتفرج عنهم مقابل فديات مالية كبيرة. 
 
وعمل ولد الإمام الشافعي لفترة مستشارا لعدد من الزعماء الأفارقة، كان آخرهم الرئيس البوركينابي المخلوع بليز كومباوري الذي أطاحت به ثورة شعبية سنة 2016، وتردد أن ولد الشافعي وبليز كومباوري قد تسلما تعويضات معتبرة مقابل عمليات التوسط لدى الإرهابيين لتحرير الرهائن. 
 
وجاء إصدار مذكرة الاعتقال القضائية ضد المصطفى الإمام الشافعي بعد تصاعد حدة الهجمات الإرهابية التي استهدفت موريتانيا، ما بين سنوات 2005 و2010، والتي استهدفت الجيش الموريتاني على الحدود الشرقية مع الشمال المالي، وأبرزها عمليتا "لمغيطي" صيف عام 2005، و"تورين" سنة 2006 اللتان سقط خلالهما عدد من الجنود الموريتانيين، وتبناهما تنظيم القاعدة الإرهابي. 
 
كما شنت هذه الجماعات عمليات إرهابية استهدفت العاصمة وعمليات اغتيال استهدفت سياحا أجانب ما بين عامي 2008 و2011. 

ويأتي ظهور الإرهابي الموريتاني المصطفى ولد الإمام الشافعي في طليعة مستقبلي أمير قطر برواندا في وقت تستعد فيه نواكشوط لانتخابات رئاسية يوم 22 يونيوالمقبل. 
 
والأسبوع الماضي، حذّر عدد من المسؤولين والكُتّاب في موريتانيا من خطر استغلال تنظيمي الإخوان و"داعش" الإرهابيين المدعومين من قطر وتركيا لانتخابات الرئاسة، لتحقيق أهدافهما بزعزعة أمن واستقرار البلاد وجعلها معقلا للإرهابيين بعد هزيمتهما في سوريا والعراق. 
 
ويكثف تنظيم الحمدين من محاولاته لوضع موطئ قدم له في المنطقة لخدمة أيديولوجيته السياسية ومليشياته، وذلك بعد مقاطعة موريتانيا للدوحة عام 2017.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق