أسطورة "نبيل خلف"!!

الأحد، 12 مايو 2019 05:00 م
أسطورة "نبيل خلف"!!
مختار محمود

"أنا مين علشان أقول على فاطمة بنت الرسول/أنا برتعش من الخجل وأتمنى أنول القبول/ بنت النبى وأم النبى بتعوضيه عن الصبى/ وبتقفى ضد المشركين ومتخافيش ولا تهربى".. من كلمات أغنية "فاطمة" التى شدتْ بها "أنغام" وكتبها "نبيل خلف"، الذى تُنسب إليه معظم الأغانى الدينية التى قدمها مطربو الصف الأول فى الأعوام الأخيرة مثل: "محمد منير" و "وحسين الجسمى" و "وائل جسار" وغيرهم.
 
ولمن لا يعرفُ.. فإنَّ المذكورَ أُدينَ بحُكمٍ قضائىٍّ نهائىٍّ، الأسبوعَ الماضى، فى قضية "اختلاس أموال الداخلية"، وعُوقبَ بالسجن والعزل من الوظيفة، وتمَّ إلزامُه بسداد 62 مليون جنيه!!.. ملابساتُ القضية بدأتْ عقب ثورة 25 يناير 2011، وما انتهتْ إليه فى 2019، تكشفُ أن "خلف" كان يكتبُ أغنياتِه الدينية التى تعددتْ وتنوعتْ بين الحديث عن مناقب النبى الكريم وصفاته وآل بيته الشريف وأصحابه الكرام، تزامناً مع الفترة التى شهدتْ ارتكابه التهم المنسوبة إليه بشأن التورط فى اختلاس أكثر من مليارى جنيه من أموال وزارة الداخلية.. فكيف جمع الرجلُ بين حس فنى رفيع، وقراءة دقيقة ومتأنية للسيرة النبوية من ناحية، وبين ما نسبه إليه القضاءُ فى درجاته المختلفة من ناحيةٍ ثانيةٍ؟!.
 
"أعوذ بالواحد من عين حسود حاسد/ ومن الشيطان بَرقيه لمَّا اتولد ساجد/ أنا ابنى طفل يتيم لكن رحيم وعظيم/ صلوا على محمد أفضل صلاة وتسليم".. نصَّاَ من أغنيته "آمنة أم الرسول"، وفى أغنيته عن  السيدة خديجة المعنونة بـ "أكمل نساء العالمين"..يقولُ "خلف": " الله شاهد على العقول/ منه الرضا ومنه القبول/ والسيدة الطاهرة البتول/ ربى إنتَ عارف بيت الرسول/ الحب طاهر يا كريم/ والرحمة منك يا رحيم/ بدموعه يدعى النبى".
 
 وفى أغنيته عن "سعد بن معاذ" – رضى الله عنه- يقول: " إله الكون بيرضى عليه/ دموع جبريل نجوم بدور على صدره/ بفرح لما بفتكره/ شهيد الله/ رسول الله جبر بخاطره/ ما شاء الله بياخد صدره على حجره".
 
وفى أغنيته عن "عمر بن الخطاب"- رضى الله عنه- أنشد "خلف" قائلاً: "حبيب الله/ جميل الطبع والصورة/ حلمت كتير أكون بينهم/ وأعيش بزمانى وزمانهم/ رسول الله وأصحابه/ وطهر روحى بأمانهم".
 
ويبدو "نبيل خلف" شديد التأثر ومُرهف الإحساس فى أغنية "عام الحزن"، حيث كتب: " فى عام الحزن يا نبينا/ دموعك طاهرة تُسقينا/ وأهل الكفر فى زمنهم/ لسه شايفهم وسطينا/ ندهت وقالت: مولانا يا رب الكون لا تنسانا".. إلى أن يختتمها داعياً: " يا طاهر نفسى أكون طاهر من الباطن ومن الظاهر"!.
 
كما لم يفُتْ "خلف" أن يمدح "أبا بكر الصديق" – رضى الله عنه- فى أغنية "لا تحزنوا" بقوله: " يا أبو بكر كان قلبك نضيف/ فرح الرسول بإسلامك/ كان نفسى أكون زيك عفيف/ وأعيش معاك بأيامك"!.
 
والتساؤلاتُ التى تطرح نفسها بقوة: بعدما ثبتتْ إدانته بحكم قضائىٍّ نهائىٍّ.. كيف كان " نبيل خلف" يُنسِّقُ أوقاته بين كتابة هذه الأغانى لنجوم الطرب فى العالم العربى، والتى كانتْ تدر عليه دخلاً كبيراً جداً بلا شكٍّ، وبين  عمله الأصلى فى حسابات وزارة الداخلية، باعتباره "خريج كلية التجارة" والتورط فى اختلاس مبالغ مليارية بحسب منطوق الحكم؟.. كيف كان يحلمُ "خلف" – كما ذكر فى أغانيه المنسوبة إليه، بأن يعيش فى زمن "أبى بكر الصديق" و "عمر بن الخطاب"، ثم تؤول نهايته إلى ما آلتْ إليه وبما اقترفتْ يداه؟.. هل كان الرجلُ يمتلك هذه القدرة الهائلة على الفصل بين "موهبته الفيَّاضة وأحاسيسه المُرهفة وأحلامه الرومانسية"، وبين عمله الأصلى الذى ينحصر فى حصر الأموال وتستيف الأرقام؟.
 
هل الألبوماتُ والأغانى المُوقَّعة باسم "نبيل خلف" من تأليفه بالفعل، أم إنه كان يتحصلُ عليها بالطريقة التى كان "مرجان أحمد مرجان" يحصل بها على دواوين وأشعار غيره؟.. أفيدونا أفادَكم الله..
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق