زيارة محمد بن سلمان إلى كوريا الجنوبية.. علاقات تاريخية وشراكة استراتيجية

انتهت زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا الجنوبية والتي بدأت أمس الأربعاء، وسط استقبال وترحيب كبير من قبل الرئيس الكوري، مون جاي إن؛ ففور وصول الأمير محمد إلى بوابة القصر الرئاسي الأزرق في سيول أُجريت له مراسم استقبال مهيبة، حيث أنها الأولى من نوعها منذ عام 1998.

وأعرب الرئيس الكوري عن سعادته بهذه الزيارة، مع تطلعه إلى تطوير العلاقات بين الجانبين على جميع الأصعدة، مؤكدًا على أهمية المملكة العربية السعودية بالنسبة لكوريا، فهي تُمثل المستثمر الأكبر بها.

من جانبه لفت الأمير محمد بن سلمان إلى متانة العلاقات والشراكة بين البلدين، وأنه يسعى إلى تأسيس علاقات إستراتيجية قوية بينهما.

وخلال زيارة ولي العهد السعودي لكوريا الجنوبية تم إبرام عدد من الاتفاقات في مختلف المجالات، ولعل أبرزها توقيع شركة «أرامكو» السعودية لـ12 اتفاقية مع شركات كورية، بهدف تعزيز الشراكة والتأكيد على التزام المملكة بتأمين إمدادات الطاقة في آسيا، بحسب «العربية.نت». كما حضر الأمير بن سلمان تدشين توسعة مصفاة النفط «إس أويل»، والتي تُعد أكبر مصافي النفط في كوريا، وتملك منها «أرامكو» 60%.   

في هذا الخصوص أكد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام بالسعودية، الدكتور عبدالله العساف على متانة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية.

وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «هذه الزيارة ليست مجرد في إطار علاقات الصداقة والتعاون والاحترام المتبادل بين البلدين؛ بل تعدت ذلك إلى العديد من القواسم المشتركة والروابط الوثيقة؛ فقد تجاوزت العلاقة بينهما المفهوم التقليدي من خلال الزيارات رفيعة المستوى بين المسؤولين السعوديين والكوريين في الآونة الأخيرة، واليوم انتقلت العلاقة إلى مستوى الشراكة الوثيقة وخصوصًا في المجالات الاقتصادية».

عبدالله العساف

وأضاف أن «ما يميز العلاقات السعودية الكورية هو أنها وخلال مشوارها الطويل لـ6 عقود أي أكثر من 60 عامًا لم يحدث بينهما أي خلاف أو تصادم في وجهات النظر، ما يقود إلى شراكة إستراتيجية شملت العديد من المجالات والاتفاقات الثنائية التي وقعها الأمير محمد بن سلمان والتي وصلت إلى أكثر من 15 اتفاقية في مجالات التصنيع والسيارات والتعليم والصحة وغيرها».

وتابع «العساف» بأن «العلاقة بين البلدين قائمة على أساس متين ألا وهو الاقتصادي، إلى جانب توافق في عدد من وجهات النظر حول الملفات الأمنية ومكافحة الإرهاب وإحلال السلام في الشرق الأوسط».  

وانتهت زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء، والتي جاءت تلبية لدعوة من الرئيس الكوري، مون جي إن، وترأس وفد المملكة العربية السعودية للمشاركة في قمة قادة دول العشرين، والتي تُعقد في أوساكا باليابان. وبحسب عدد من المواقع السعودية المحلية وصف الكوريون الزيارة بالتاريخية، مع تأكيدهم على الدور الإقليمي والدولي المؤثر في مختلف الأصعدة.