خبراء يضعون روشتة مواجهة الشائعات وحروب «الجيل الرابع»

الجمعة، 13 سبتمبر 2019 10:00 ص
خبراء يضعون روشتة مواجهة الشائعات وحروب «الجيل الرابع»
حروب الجيل الرابع
نرمين ميشيل

مع التطور التكنولوجي الهائل، لم تعد الحروب والمواجهات بين الدول تعتمد على المدافع والرشاشات والأسلحة الثقيلة، لكن استهداف الدول وتدميرها أصبح له طرق أخرى طويلة المدى، ليظهر مصطلح حروب الجيل الرابع، الذي لم يعد مجرد مصطلح أكاديمي، لكن شعوب العالم لمسته وبعض الدول عانت منه خلال السنوات القليلة الماضية.

ما بين الحروب النفسية، ونشر الشائعات والتشكيك في مؤسسات الدول وقياداتها، وضرب السياحة والاقتصاد واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لبث الشائعات والأكاذيب والمعلومات المغلوطة كلها ظواهر عدة وأشكال مختلفة تندرج تحت مصطلح «حروب الجيل الرابع».

ولا تتوقف مسئولية مواجهة حروب الجيل الرابع على مؤسسات الدولة وقياداتها فقط، لكنها تحتاج أيضًا لمشاركة شعوب تلك الدول، خاصة رجال الإعلام ورموز المجتمع، لدحض الأكاذيب وتنوير الشعوب بالحقائق ومحاربة الأفكار المغلوطة والشاذة.

 
68868588_2551471708254288_8560545969039474688_n
 

يقول الدكتور محمد المرسى أستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة إن حروب الجيل الرابع تعتمد في الأساس على التأثير علي الأفكار والمعتقدات والحالة النفسية والمعنوية باستخدام الشائعات لإثارة حالة من عدم الاستقرار والتأثير علي نسق القيم لمحاولة إضعاف الهوية والانتماء، وكل ذلك يعتمد من الأساس علي وسائل الإعلام وخاصة الحديثة منها وأهمها وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية .

وأشار المرسى لـ«صوت الأمة» إلى أن هناك عددا كبيرا من المنصات غالبيتها مجهول الهوية معادية للنظام والشعب المصري تبث السموم والشائعات لزعزعة الاستقرار في الوطن بالإضافة لعدد كبير من المواقع يبدو ظاهريا أنها مواقع عادية لكسب الثقة فيها ولكن في أوقات معينة محسوبة يظهر توجهها الحقيقي.

وأضاف دكتور الإعلام إنه يمكن مواجهة مثل هذه الحروب بأساليب متعددة أهمها يرى أهمها تنمية الوعي لدي مستخدمي الانترنت وخاصة وسائل التواصل بكيفية التعامل مع المعلومات واكتشاف مدي صحتها والتعرف علي أهدافها، وإتاحة المعلومات الصحيحة وبشفافية في توقيت مناسب من خلال مواقع إلكترونية قوية وموثوق بها للوزارات والهيئات والمؤسسات المهمة في الدولة.

كما يرى أهمية وجود متحدث رسمي لهذه الهيئات يكون مؤهلا وذو خبرة في التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة، ووجوب الرد علي بعض الشائعات -ما يستحق الرد منها- من خلال وسائل الاتصال التقليدية والحديثة مع برامج توعية لكيفية التعامل معها.

وانتهى بتأكيده على أهمية أن يكون لدينا إعلام قوي يقدم المعلومة بشفافية ويناقش كل ما يتحدث عنه الشارع المصري، ويكون معبرا عن قضايانا ومشاكلنا وهمومنا وإنجازاتنا حتى لا يتحول المتلقي إلي وسائل إعلامية بأهداف وأجندات مختلفة وقد تكون معادية.

أما الدكتور على سالم أستاذ علم النفس بجامعة حلوان، يرى وجود حالة من حالات السيولة المعلوماتية دون وجود آليات للتحقق من مصداقية هذه المعلومات بالنسبة لهذا الجيل من الشباب مع توافر حالة من حالات عدم الوعي في المجتمع، وهي أحد أهم مظاهر حروب الجيل الرابع.

وأشار سالم فى تصريح خاص إلى أنه أصبح يوجد محاولات لاختراق عقلية الشعب المصري،  بالأخص من هو ليس لدية خبرات أو تكوين الرأي الكافي عن المعلومات المتاحة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الشائعات التي ينشرها البعض.

وعن المؤسسات التي يجب أن يكون لها دور في مواجهة حروب الجيل الرابع يرى أن أبرزها وزارة الشباب والرياضة فعليها دورا كبيرا بالإضافة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

وينهى حديثه بقوله إن الإعلام يلعب دورًا هامًا وكبيرًا ولكن يجب أن يكون من خلال أشخاص لهم خبرة في معالجة هذه الاختراقات، ولديهم مصداقية في الشارع المصري، لرصد الشائعات والأفكار المسمومة والتصدي لها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق