"الزيتونة".. قصة الهاشتاج الذى أسقط رئيس الحكومة اللبنانية قبل تكليفة

السبت، 16 نوفمبر 2019 02:00 ص
 "الزيتونة".. قصة الهاشتاج الذى أسقط رئيس الحكومة اللبنانية قبل تكليفة
الصفدي
كتب مايكل فارس

أعلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، في حكومة تصريف الأعمال، أن الوزير السابق محمد الصفدي، وافق على تولي منصب رئيس الحكومة، معربا عن اعتقاده بأنه الشخص المناسب لهذه المرحلة، مضيفا في تصريحاته لقناة "أم تي في" اللبنانية، إلى أن اسم الصفدي طرح منذ فترة طويلة، كما تم طرح بعض الأسماء تعمل خارج لبنان، إلا أن الثنائي الشيعي تحفظ على الأسماء التي لا يعرفها جيدا، متابعا: " تواصلنا مع الوزير الصفدي وهو وافق على تولي رئاسة الحكومة في حال حظي اسمه بموافقة القوى السياسية الأساسية المشاركة في الحكومة".

 

الصفدي هو رجل أعمال بارز، من أصول فلسطينية، بمدينة طرابلس ذات الأغلبية السنية، وعضو سابق في البرلمان، وتولي وزارة المالية بين عامي 2011-2014 ضمن حكومة نجيب ميقاتي، وكان قبل ذلك وزيرا للاقتصاد والتجارة في حكومة فؤاد السنيورة عام 2008 وحكومة الحريري عام 2009، كما انتخب عضوا في البرلمان اللبناني لأول مرة عام 2000 عن دائرته الانتخابية في طرابلس.

 

فور الإعلان عن ترشح الصفدي لتولي الحكومة اللبنانية، على خلفية استقالة سعد الحريري في 29 أكتوبر الماضي، أمام موجة لم يسبق لها مثيل من الاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة التي يتهمها المحتجون بالمسؤولية عن الفساد المستشري في الدولة، ظهرت موجة رفض عارمة داخل للبنان، حتى تجمع محتجون أمام بيت الصفدي في بيروت معلنين رفضهم له ومردّدين: "كلّن يعني كلّن والصفدي واحد منن".

 

وتصدرت وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان، المعركة ضد الوزير الأسبق لرفض حكومته قبل تكليفه بها أو الإعلان عنه رسميا، وتحت هاشتاج  #محمّد_الصفدي، الذى  تصدر قائمة أكثر الوسوم انتشارا في لبنان، ظهرت موجة غضب عارمة، حيث غرد النشطاء مؤكدين أن  من طرح اسمه يعرف أن الشارع سيرفضه وافترضوا أن طرح اسم محمد الصفدي "مناورة من الحريري ليعود بشروطه".

 

فيما يرى مغردون لبنانيون أن الحكومة المستقيلة تريد حرق" كل اسم ممكن حتى تعود رئاسة الوزراء لسعد الحريري وإن طال الأمر، وإن النظام سيطرح كل اسم يعلم أن الشارع سيرفضه، ويأتي الرفض الشعبي قبيل الإعلان عن اسمه رسميا كرد فعل استباقي للرد على كل من يفكر من السياسيين في تزكية الصفدي، الذي قال البعض إنه "سقط قبل أن يُكلّف برئاسة الوزراء".

 

والرفض المسبق للصفدي، لسببين رئيسيين، أولهما أنه خليفة للنظام الحالي، الذي يرفضه اللبنانيون، وثانيهما أنه محاط بـشبهات فساد تحوم حوله، بحسب المغردون، فقد قال أحدهم على موقع التغريدات القصيرة "تويتر": "نحن قلنا نريد متخصصين وذو كفاءات.. وليس  ذو سوابق  وأصحاب الفساد  #محمد_الصفدي"، فيما قال أخرون:" تسمية الصفدي لرئاسة الحكومة "استفزاز مباشر "؛ وغرد أحدهم:"  الصفدي أحد مالكي خليج الزيتونة، الذي يتجمع فيه المتظاهرون منذ فترة ويعتبرونه ملكية بحرية عامة استولى عليها فاسدون"، مشيرين إلى أن أسمه ارتبط بتهم باستغلال المنطقة البحريّة في بيروت ضمن مشروع "الزيتونة باي" بشكل غير قانوني.

 

وتهكم بعض المغردون على الصدفى، مطلقين عليه أسم "زيتونة" نسبه للمشروع، الذى يقول مكتبه أنه يمتلك منه نسبة 17 % ، فقال أحدهم: "إذا طلع الصفدي رئيس حكومة رح نعيش ع الخبزة لأنو الزيتونة اخدها"، فيما  يقول بعض المتظاهرين إن اسم محمّد الصفدي ارتبط أيضا بما يعرف بـ "صفقة اليمامة"، وهي سلسلة من صفقات شراء ضخمة لأسلحة بريطانية من قبل الحكومة السعودية، مقابل النفط الخام، يأتي ذلك في وقت ينفي الصفدي وشركاؤه ضلوعهم في أي أنشطة مشبوهة أو صفقات فساد، فيما يرى السياسيون المؤيدون لترشيحه رئيسا للوزراء أن سجلّه خال من أي فساد، إضافة إلى خبرته السياسية التي تجعله مؤهلا لهذه المرحلة الصعبة في لبنان.

 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق