أردوغان "المعتوه" وجرائم فى ليبيا والمتوسط

الأحد، 17 مايو 2020 01:05 م
أردوغان "المعتوه" وجرائم فى ليبيا والمتوسط
سعيد محمد أحمد

 
لم يكتفى "المعتوه" أردوغان باستغلاله انتشار وباء "فيروس كرونا" كوفيد 19 فى أنحاء تركيا، وانشغال العالم بتلك الجائحة، ليواصل جنونه وحماقاته بالتنقيب عن البترول فى شرق المتوسط عبر إحدى شركات البترول التركية " تباو"، والطلب من ليبيا "السراج جالب الاحتلال" الحصول على أذن بالتنقيب، وفقا لما ذكرتة وكالة "رويترز"، نقلا عن "وكالة الأناضول" الأسبوع الماضى، وما أكده وزير الطاقة التركى فاتح دونماز بقوله: "إن أعمال الاستكشاف ستبدأ فور الانتهاء من العملية".
 
الطلب التركى حمل العديد من علامات الاستفهام والرسائل، التى تؤكد فى مجملها إصرار المعتوه على البلطجة فى اشعال المزيد من التوترات بزيادة رقعة النزاع فى المنطقة، وبما يؤكد حقيقة أطماعة العدوانية في المنطقة منذ سنوات باتفاقه المبرم مع "السراج" فى نوفمبر 2019، الذى لم يحظى باعتراف دولى ومخالف للقانون الدولى للبحار، وتعارضه اليونان وقبرص ومصر والعديد من الدول الأوروبية، ليتحرك باتجاه حوض المتوسط وقبالة السواحل القبرصية للتنقيب بالحفر عن الغاز منذ شهر ابريل الماضى.
 
التصرف التركى الغير مسئول قابلة على الفور ردا سريعا وحاسما يوم الجمعة الماضى بإدانة الاتحاد الأوروبي مجددا لتلك التحركات التركية، واتهام أنقرة بالتسبب فى تفاقم الخلافات مع قبرص، وبما يؤشر بابتزاز جديد من "أردوغان" لأوروبا على غرار ما جرى في يناير الماضي، وتلويحه بورقة اللاجئين مقابل التحذير الأوروبي من التنقيب فى تلك المنطقة.
 
أيضا جاء البيان "الخماسى" لوزراء خارجية كل من مصر وفرنسا واليونان والإمارات وقبرص، ورفضه المطلق لتلك الممارسات الغير مسئولة من أنقرة، ما شكل صفعة جديدة على وجه المعتوه أردوغان، وتحميله مسئولية التطورات المثيرة للقلق فى شرق المتوسط وبما يهدد أمن دول الجوار وأفريقيا واوروبا، وتدخله السافر فى الشأن الليبى، وتحذيره من الاستمرار فى إرسال الإرهابيين الأجانب من سوريا إلى ليبيا، وخرق حظر السلاح الأممى، وادراكه أن الجيش الليبي اقترب من تحرير العاصمة طرابلس من الإرهاب والتطرف، ليزيد من جنونه  فى دعم الميليشيات الإرهابية بالمال والسلاح لنشر الفوضى في ليبيا.
 
وجاءت الضغوط التى يمارسها "المعتوه" القابع فى أنقرة على "تنظيم الحمدين" فى الدوحة، لإخضاعهم للتوقيع على قرض مالى جديد "SWAP " بقيمة 7.3 مليار دولار لصالح دعم الليرة المنهارة أمام الدولار، التى وصلت اليوم إلى 7.16 مقابل الدولار لتسجل أكبر هبوط لها منذ اغسطس2018، وبما يشكل تهديدا خطيرا وكارثة حقيقية على مجمل الاقتصاد التركى، وفى ظل الوضع البائس واظهرته بيانات وزارة المالية عن عجز ميزانية تركيا البالغ 43.2 مليار ليرة في أبريل الماضى وبارتفاع 135.8%.
 
فيما يواصل "المعتوه" أحلامه المريضة وتوسعاته الخرقاء التى ستؤدى به إلى الهلاك والجنون قريبا لانتهاجه كافة صنوف البلطجة والقرصنة من تدخل عسكرى فى سوريا وليبيا، وسقوط العديد من جنوده وضباطه قتلى فى المعارك الأخيرة التى شهدتها العاصمة طرابلس ومدينة مصراته، مما شكل ضغطا كبيرا فى الداخل التركى من صراخ وأنيين من حجم الخسائر التى يتلقها على الجانب العسكرى، وما ترافق معها من خراب فى حجم التدهور المعيشى والغلاء، وفشل سياساته داخليا وخارجيا وعجزة باللجوء إلى مناشده دول العالم لانتشال "الليرة" من خسائرها المهولة، ليؤكد لمن دعموا " الليرة" قبل عام مضى من "تنظيم الحمدين" فقدوا أموالهم وذهبت أدراج الرياح، ولتبلغ خسارتهم فى تركيا 80 مليار دولار.
 
وعوضا عن مواجهة خطر انهيار الليرة والاقتصاد، وجد أردوغان ضالته فى الاستعانة بالمرتزقة والأجانب كبديل عن "جنوده وضباطه" الذين راحوا ضحية لأحلامه، ولينحصر هدفه فى إطالة أمد الحرب كما فعل ويفعل فى سوريا لفرض سطوته على ليبيا واستغلال مواردها من النفط والغاز بتقديم المزيد من الدعم اللوجستي والعسكري للتنظيمات والميلشيات الإرهابية فى طرابلس ومصراته ونقل المرتزقة عبر أراضيه إلى ليبيا، ليكتشفوا أن المعتوه باع لهم الوهم، وزج بهم في أتون حرب لا قبل لهم بها نظير أموال طائلة، على خلاف الحقيقة تسددها دوحة الإرهاب، وهو ما أكده تسجيل صوتي كشف فيه أحد المرتزقة فى ليبيا عن التمرد في صفوفهم، وأن الرواتب لا تتعدى 4 آلاف ليرة تركية ما يعادل  "566 دولارا"، ما دفع المعتوه إلى الضغط على قيادات الفصائل السورية الموالية له ولقطر بالتهديد بابتزازهم عبر "تسريبات غير أخلاقية" لهم وفضحهم أمام كوادرهم وأمام السوريين.
 
التصعيد التركى جاء عل خلفية ما تشهد العاصمة من ارتفاع حدة المعارك وما يواجهه أروغان من خسائر ميلشياته فى الأرواح والعتاد والطائرات المسيرة التى تتساقط كالذباب، واستعادة الجيش الليبى العديد من المناطق والأحياء داخل طرابلس وصمود قواته على تخوم العاصمة بتحقيقه نجاحات عسكرية فى تدمير العديد من مواقع وتمركزات التنظيمات والميلشيات الإرهابية من أجل تحرير العاصمة طرابلس من قبضة ميليشيات السراج والمعتوه بالزج وإرسال المزيد من الأسلحة والمعدات العسكرية، والدفع بمئات المرتزقة والأجانب ونقلهم إلى ليبيا تحت رعاية الإرهابي الهارب فى تركيا والتابع لتنظيم القاعدة  "عبد الحميد بلحاج" الصديق الصدوق لأروغان .
 
كما جاء التصعيد فى اطار الضغط على دول المنطقة والمجاورة لليبيا، ويقينه بفشله السريع تحت وطأة ضربات الجيش الليبى الموجعة وذلك بسبب ضعف التمويل، وفشل المرتزقة فى إحراز أية نجاحات أو تقدم على الأرض وسقوط المئات منهم قتلى وأسرى، وفشل تحقيق أهدافة الدنيئة عبر الدعم القطرى التركى الأخوانى ومحاولاته البائسة بوهم تفتيت قوة الجيش الليبى، ووهم السيطرة علية من قبل جماعة الإخوان الإرهابية فى ليبيا وتنظيمهم الدولى المهترئ فى أنقرة، ووهم تنفيذ مخططهم فى الاستيلاء على ليبيا، وفشل محاولاته فى تهديد الأمن القومى المصرى عبر تمويل الإرهاب فى شرق ليبيا وخلق قاعدة إخوانية لإرسال الإرهابيين للدول الرافضة لسياسات "تنظيم الحمدين وأنقرة" وتوفير معسكرات لتدريب الإرهابيين كنقطة للانطلاق فى شمال فى أفريقيا .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق