توقع موجة ثانية مقبلة من الوباء.. تداعيات اقتصادية تواجه أوروبا بسبب كورونا

السبت، 23 مايو 2020 03:00 ص
توقع موجة ثانية مقبلة من الوباء.. تداعيات اقتصادية تواجه أوروبا بسبب كورونا

تواجه أوروبا العديد من التحديات فى ظل انتشار فيروس كورونا، وفى الوقت التى تعتقد فيه العديد من الدول أنها بدأت فى التعايش مع الوباء وإعادة الحياة الطبيعية مع الالتزام بمجموعة من التدابير الاحترازية من ارتداء الكمامات والحفاظ على المسافات الآمنة، حذر عدد من الخبراء من موجة ثانية من الوباء والتى أدت إلى إثارة قلق الدول الأوروبية مجددا، فى الوقت التى تستعد فيه لإعادة بناء اقتصادها.
 
وهناك حالة من الارتباك لدى الباحثين والخبراء حول الموجة الثانية من الوباء، حيث يرى عدد من الباحثين الأوروبين ، أن الموجة الثانية ستكون أكثر فتكا، فى الوقت الذى يرى آخرون أنها ستكون أقل خطورة من الموجة الأولى.
 
ورأت مديرة المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض المعدية الدكتورة أندريا آمون، أن موجة ثانية من وباء كوفيد 19 قادمة لا محالة وأن السؤال المطروح الآن لدى العلماء والخبراء يتركز على مدى عمقها، وفقا لوكالة "آكى" الإيطالية.
 
وناشدت آمون فى تصريحات تداولتها عدة وسائل إعلام أوروبية اليوم، الأوروبيين توخي الحذر واحترام كافة الإجراءات الأساسية حتى تكون الموجة الثانية من الوباء أقل خطراً مما عرفناه حتى الآن.
 
ولا تزال المسئولة الأوروبية تعتقد بأن إجازة الشتاء فى أوائل مارس الماضى قد لعبت دوراً أساسياً فى نشر الفيروس فى أوروبا، منوهة أن الإجازة الصيفية، فيما لو أُعطيت للأوروبيين لن تكون اعتيادية هذا العام، وتابعت آمون، وهى أيضاً مديرة الوكالة الأوروبية المعنية بتقديم المشورة الطبية لحكومات الدول الأعضاء، أن "الحديث عن موجة ثانية ليس حديثاً نظرياً، لذلك يجب عدم التراخى ورفع الإجراءات الاحترازية بسرعة".
 
أما بالنسبة لتطورات الوباء، فتؤكد آمون أن المعاينات العلمية لتطورات كوفيد 19، تؤكد أن نسب المناعة الفردية تتراوح ما بين 2% إلى 14%، ما يعنى إمكانية تعرض ما يصل إلى 85% - 90% من سكان العالم للإصابة.
 
وحذرت العالمة الألمانية الجنسية من مخاطر تنامي الشعور لدى المواطنين بأن الأزمة انتهت، خاصة وأن بعض الحكومات بدأت برفع إجراءات الحظر تدريجياً، "تنامى هذا الشعور مقلق فى الحقيقة فالأزمة لم تنته بعد"، وفق كلامها.
 
وعبرت آمون عن قناعتها بأن الفيروس لن يختفي قريباً وأن الطريق لهزيمته لا تزال طويلة، واختتمت بالقول "يبدو أنه تأقلم جيداً مع البشر"، على حد تعبيرها.
 
وكشف تقرير عن باحثين إيطاليين، أن  إيطاليا ستواجه موجة ثانية من الفيروس التاجى كورونا أكثر فتكاً، حيث إنها خففت من عملية الاغلاق المتبعه في البلاد، ووضع الباحثون نموذجًا لكيفية انتشار الفيروس في ثلاثة سيناريوهات إذا بقيت الدولة في الحجر الصحي أو إذا زاد الإيطاليون من تحركاتهم بنسبة 20 % و 40 %.
 
ووفقا للتقرير حتى لو عاد الإيطاليون إلى 20 % من روتينهم المعتاد فسيؤدي ذلك إلى زيادة في عدد الوفيات أكبر من الموجة الأولى، التي قتلت حتى الآن 30 ألف شخص، ووجد التقرير أنه إذا عادت الحركة إلى مستويات ما قبل الإغلاق بنسبة 40 %، فقد يكون هناك 23الف حالة وفاة إضافية.
 
واعترف الباحثون بأن توقعاتهم الكئيبة متشائمة لأنهم لا يأخذون في الاعتبار التدابير الوقائية، ولكنهم أكدوا إن النتائج التي توصلوا إليها تسلط الضوء على الحاجة إلى تطبيقات تتبع الاتصال والإبعاد الاجتماعي وارتداء الكمامه إلزاميا عندما ترفع الدولة قيودها.
 
وقال رئيس معهد روبرت كوخ ، وهو مركز الصحة العامة فى ألمانيا ، لوهار إن "نعلم بكل يقين أنه ستكون هناك موجة ثانية ، ومعظم العلماء يدركون ذلك جيدا ، ولكننا لا نعرف حتى الآن أنه سيكون له موجة ثالثلة أم لا".
 
وأضاف "الشئ المهم هو مدى تأثير الموجة الثانية على العالم فى الفترة التى تحاول الدول اعادة الفتح مجددا وازالة الحجر الصحى، مع الحفاظ على النظافة والتدابير الوقائية".
 
كما تواجه أوروبا ازمة اقتصادية غير مسبوقة ، وخفض صندوق النقد الدولى بشكل كبير توقعاته فى منطقة اليورو، فى وقت انهكته الاغلاق الهادفة لاحتواء كورونا الاقتصاد الاوروبى، وتوقع صندوق النقد الدولي أن يتراجع اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 7.5% هذا العام، في هبوط حاد غير مسبوق منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة