30 يونيو.. ثورة سقوط مشروع "التمكين"

السبت، 27 يونيو 2020 03:56 م
30 يونيو.. ثورة سقوط مشروع "التمكين"
سعيد محمد أحمد

 
30 يونيو.. ذكرى ستظل عالقة فى أذهان وقلوب ووجدان ملايين المصريين لسحقهم أكبر عصابة فى التاريخ الإنساني، وإلقائهم في مزبلة التاريخ غير مأسوف عليها، هى سبع سنوات لذكرى مبهجة لعشاق الحياة والأمل فى البناء والتعمير، فى مواجهه "تنظيم سرى" من عشاق الظلام أعداء الحياة دعاة القتل وبدم بارد من قبل جماعة إرهابية.
 
ذكرى ستظل أيضا عنوانا للسلام والأمن والطمأنينة فى مواجهه من حملوا رايات القبح والغدر والخيانة أعمتهم الكراهية والحقد والانتقام، وكراهيتهم للوطن وكراهية الوطن لهم، وتزييفهم عن عمد للوعى الأنسانى بنشر أكاذيبهم مستغلين سماحة وطيبة المصريين وإنسانيتهم.
 
هى بحق ثورة يفخر بها كل مصرى وطنى أعادت له وبكل ثقة اطمئنانه على أمنه وأمانه واستقراره فى التخلص من ظلاميين انتشروا كالسرطان فى ربوع مصر والمنطقة العربية بأكملها، مما استوجب استئصالهم عبر ثورة شعبية عارمة تجسدت فى ملايين المصريين التى طافت كافة ميادين المحروسة رافضة لحكمهم وداعية لأسقاطهم.
 
وستظل ذكرى سوداء على الإرهابيين لأنها أصابتهم باللوثة والجنون، فعاشوا فى السجون حلما مكذوبا توهموا فيه أنهم تمكنوا من مصر، وسرعان ما انتهى بهم الحلم ليعودا أدراجهم للسجون مثلما جاءوا منه ليصبح مستقرهم ونهاية لمشروعهم "التمكين"، فتراهم يلطمون الوجوه ممزوجة بالصراخ والعويل عبر خطب مسرحية "حامضة" شهدناها جميعا على مدار الساعة سواء فى "اعتصامهم المسلح"، أو من خلال منصات "إسطنبول" الفارغة كأدمغتهم بالهجوم على كل شىء له علاقة بمصر، ومتخذين من "المعتوه" اردوغان نموذجا لهم فى الكذب والخيانة والبلطجة، ونصيرا وعونا وملجأ لهم بمقابل دولارى يسدده غلام الدوحة.
 
عام من الكذب والتدليس لم ينسى المصريون فيه تعهداتهم الكاذبة، وقدرتهم الفائقة على الغباء فى التعاطى مع الأزمات الإقليمية وكيفية ادارتها، وكانت أكثرها وأشدها خطورة على مصر ذلك الاجتماع "السرى المذاع" على الهواء مباشرة لمناقشة أزمة سد النهضة، للبحث عن حلول من قبل من أسموا أنفسهم بالقوى السياسية والثقافية، لتكشف مدى ضحالتهم وسطحيتهم وجهالتهم فى سوء ادارة الحوار، ولنجني ثمارها اليوم من تلك العصابة الأثمة التى فرطت فى حقوق مصر سواء فى الجنوب أو الشرق، وتحالفها مع "قطر وتركيا" لتبقى مصر الحديقة الخلفية للعثمانلى التركى المقيت.
 
سنة كبيسة من حكم "العصابة"، ظلت جاسمة على صدور ملايين المصريين استمرت" 369 " يوما قضاها قيادات أخوان الإرهاب مع كاهنهم" مرسى"، وارتكبوا خلالها كل الأخطاء الفادحة منذ الحكم فى 30 يونيو 2012، واكتشف فيها المصريون حقيقتهم وحقيقة دعاواهم واقصائهم للجميع باستثناء "خلايا نائمة" منهم شكلت صدمة للملايين وساهمت فى الوقت ذاته فى لفظ المصريين لهم وإنهاء علاقاتهم بمصر وإلى الأبد.
 
ذكرى استشعر فيها المصريون حجم الخطر الداهم تجاه ما يحاك من مؤامرات أرادت اسقاط الدولة والوطن معا، ليخرجوا فى ثورة وبهتافات صاعقة تعلن تمردها وسحقها لتلك "العصابة" ومن يدعمهم، ما دفع قواتنا المسلحة بجيشها العظيم فى مساندة الشعب المصرى لمواجهه التحديات الضخمة والمهددة للوجود المصرى وكيانه منذ أحداث يناير 2011 وحتى ثورة 30 يونيو، وليفرض الجيش سيطرته الكاملة لحماية الثورة بعد تكالب الأعداء عليها من الداخل والخارج، فى مخطط مكتمل الأركان لإسقاط مصر وإخضاعها لنظرية التفتيت والتقسيم التي اجتاحت المنطقة العربية، وفى القلب منها مصر بوصفها "الجائزة الكبرى" لهم كما أسموها، وليحفظ مصر وشعبها، لتبقى دوما العمود الفقرى لشعبها ولأمتها العربية.
 
ذكرى عظيمة فرض خلالها فيها الجيش المصرى "خارطة طريق" لمستقبل مصر في 3 يوليو، وأسست لمرحلة جديدة استعادت فيها مصر الدولة قوتها وتوحد مؤسساتها وأمنها واستقرارها وتثبيت أركانها، ولتبدأ على الفور معركتها الكبرى منفردة فى مواجهه ومحاربة الإرهاب والعنف والمسلح من قبل الجماعة الإرهابية وتنظيماتها المتطرفة، ومتزامنة مع انطلاق معركة البناء والتعمير فى مختلف مجالات الحياة التى لم تتوقف يوما واحدا، ولتحقق مصر على المسارين العديد من الانتصارات والإنجازات والنجاحات التى أبهرت العالم فى محاصرة الإرهاب، ووقف انتشاره والقضاء على كافة تمركزاته فى مختلف ربوع مصر وتطهيرها منهم.
 
ثورة 30 يونيو لم تتوقف فيها مصر، وعلى مدى سبع سنوات عن بناء وتطوير قدراتها العسكرية بالعديد من صفقات الأسلحة الحديثة والمتنوعة استنادا لرؤى مستقبلية لما هو قادم من تحديات تواجهها المنطقة العربية، وانعكاسها على الأمن القومى المصرى من أطماع اقليمية فى ثرواتها الطبيعة من "مياه وغاز"، ما أثار استياء الكارهين لمصر ووجود خونة ومرتزقة باعوا أنفسهم وأوطانهم لشياطين الشر، وليفشلوا جميعا فى تركيعها بصدمتهم بقوتها العسكرية الإقليمية وقدرتها الفائقة على الردع لكل من تسول له نفسه سواء بالأضرار بالمصالح القومية المصرية أو بإلأساءة لشعبها سواء فى الداخل والخارج.
 
ذكرى قضت فيها أيضا على الفوضى والانفلات الأمنى، وإحباطها لكل المخططات الفاشلة لتكوين "أمارة اسلامية" فى سيناء، وقدمت مصر العديد من شهدائها من أبناء الجيش والشرطة والمدنيين دفاعا عن الوطن وكرامته، وتمكنها من تطهيره بشكل كامل من التنظيمات الإرهابية برعاية "كاهنهم" الذى "طالب بالحفاظ على الخاطفين والمخطوفين"، ولتكشف حجم خيانته، ولتعبر مصر بشعبها وجيشها كل المحن، ولازالت تواصل كفاحها فى إجهاض كل المخططات التى تستهدف أمنها واستقرارها سواء على حدودها الغربية أو الجنوبية أو الشرقية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق