أسئلة مشروعة حول الصراع الأمريكى الصينى؟

الخميس، 04 يونيو 2020 04:34 م
أسئلة مشروعة حول الصراع الأمريكى الصينى؟
سعيد محمد أحمد

 
كثير من الأسئلة المشروعة والحائرة، التى يجرى تداولها على كافة المستويات الرسمية أو من قبل المتابعين على مستوى العالم  لـ"جائحة" فيروس كورونا بحثا عن جواب شاف، وما ارتبط بها من تسريبات أثيرت حول حقيقة تخليق الفيروس، وحقيقة إتهام منظمة الصحة العالمية مؤخرا للصين لتباطئها فى اطلاع المنظمة بالمعلومات المتعلقة بانتشار الفيروس فى "ووهان" فى شهر ديسمبر الماضى، وهو ما نفته الصين عبر متحدثها بالخارجية، وعدم شفافية العديد من البيانات الصادرة عن المنظمة، وما صاحبها من تقارير ودراسات متناقضة للعديد من مراكز الأبحاث مما أثار الشكوك حول مسار الفيروس المجهول، وليبقى العالم إلى الأن يدور فى حلقة مفرغة من عدم الفهم دون التوصل إلى برتوكول علاجى موحد أو الوصول إلى لقاح فاعل.
 
أسئلة طالت العديد من الدوائر السياسية والعلمية والطبية فى العالم وفى القلب منها منظمة الصحة العالمية، كان أهمها الاتهامات الموجهة للمنظمة بالتضليل من قبل الإدارة الأمريكية، حول حقيقة تأخر المنظمة إعلانها عن هذا الوباء، وهل قدمت بالفعل معطيات خاطئة حول الفيروس؟.. وما هو حجم التقصير الذى تتحمله بعدم الشفافية؟.. وهل تواطأت أو انحازت إلى الصين وفقا لاتهامات الرئيس ترامب؟.. أم أن المنظمة "كبش فداء" فى حرب باردة معلنة بين واشنطن والصين؟.. وما السبب وراء إعلان الصين مؤخرا عن توصلها إلى لقاح ناجع بنسبه 100% رغم أن معظم التقارير أقرت بأن الوصول إلى لقاح لن يكون قبل عام وفقا لأكثر التقديرات المتفائلة؟.
 
 وماذا أيضا عن صحة بيانات المنظمة قياسا بأمراض أخرى "مزمنة" تسببت فى وفيات بمعدلات أكبر عن فيروس كورونا؟.. وما مدى مسئولية المنظمة عن بث حالة من الخوف والهلع طالما أن الفيروس اعتبر مجرد انفلونزا عادية منذ لحظة ظهوره؟.. وهل تراخت فى جدية تحذير العالم من مخاطره؟.. وهل تصنيفها للمرض المجهول بالجائحة كان ملائما فى ظل الانتشار السريع له عوضا عن تصنيفه بالوباء لشدة خطورته؟.. وما حقيقة التقارير المسربة من الصين بأن الفيروس مخلق فى معامل ووهان؟.
 
الحقيقة الوحيدة لدى الجميع أن الفيروس اللعين الذى لازال مجهولا أمام العالم منذ خروجه من مدنية "ووهان" الصينية، كشف حقيقة مدى هشاشة "العولمة" وسقوط الأنظمة الصحية العملاقة فى العالم، خاصة مجموعة الخمس الكبار، وعدم قدرتها على مواجهته أو الوصول إلى فك شفراته، وفشلها فى تحديد بروتوكول علاجى موحد برغم مرور قرابة الثلاثة أشهر، وليتوقف الأمر على بيانات ودراسات أثبتت حجم تناقضها، ولا تستند إلى جهات علمية موثقة مما أثار الحيرة والقلق مصحوبة بالهلع العارم.
 
ويبقى الارتباك والتخبط هو سيد الموقف الحاكم لدى الخمسة الكبار" الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا"، تجاه حقيقة وفعالية بروتكولات العلاج لديهم، وحجم التناقض والخلاف فيما بينهم، وأملا فى التوصل إلى لقاح اعتمادا على المارد الأمريكى كونه المنقذ والحامى للبشرية بما لديه كما ظن الكثيرون، فإذا به يصاب بحالة من الفشل والتخبط معا فى الوصول إلى حقيقة علمية حول امكانية التخلص من الفيروس منذ خروجه من القمقم، أو تحديد علاجه وتشخيصه علميا، وليخرج الرئيس ترامب ليطمئن العالم أن الفيروس مجرد "انفلونزا" عادية، وقرب التوصل إلى علاج ولقاح ممكن فى رسائل تطمينيه على خلاف ما صرح به ليصاب بصدمة ويدخل ومستشارية فى حالة من الارتباك ليتربع المارد الأمريكى على قائمة الدول الأكثر انتشارا للفيروس بين مواطنيها والأعلى معدل فى الوفيات.
 
ونتيجة لضغط أزمة تفشى كورونا المتسارع فوجئ العالم باندلاع اتهامات متبادلة بين واشنطن وبكين عبر تسريبات وتقارير استخباراتية فيما يتعلق بتخليق الفيروس، ليكتشف الجميع حجم الصراعات المكتومة التى تحكمها المصالح، وفى اتهامات غير مسبوقة وغير مفهومة ومنها منظمة الصحة العالمية بتحميلها مسئولية عدم الشفافية، وأن هناك تسيسا لأزمة كورونا بدا فى فرض الولايات المتحدة عقوبات علي الصين، إذا ثبت تضليلها وتسترها علي معلوماتِ حول تسرب الفيروس، حيث جرى قطع العلاقة مع "المنظمة" ووقف تمويلها فى توقيت حرج يواجه فيه العالم توقف الحياة ليحصد الفيروس ما يزيد على 400 ألف ضحية وإصابة ما يزيد على الستة ملايين، وتستحوذ أوروبا على أعلى معدلات الإصابة والوفاة، فيما تحتل الولايات المتحدة أعلى معدل فى الإصابات وفى الوفيات التى تجاوزت ال 100 ألف ضحية.
 
والمؤكد أن الضغط الذى يمارسه ترامب على الصين جاء فى اطار استغلاله الكبير للأزمة بتسميته الفيروس بـ"الصينى" وتحميلها مسئولية الجائحة لارتباطه بسلوكياتهم فى أكل الخفافيش والحشرات والحيوانات، وما تسرب من تقارير وصور حولها، وهو ما اعتبرته الصين حملة أكاذيب لتصل الأمور إلى حرب باردة بين قطبين كبيرين، لإخضاع الصين لشروط ترامب للجلوس إلى طاولة المفاوضات وتنفيذ 15 بندا وفق سياسة التهديد والردع، وهو ما رفضته الصين شكلا وموضوعا، وتحدت الولايات المتحدة أن تأتى بدليل عن تخليقها للفيروس.
 
وفى ظل تلك الأجواء المبلدة بالغيوم، تتصاعد الخلافات والتهديدات، وأخرها حظر تحليق الطيران الصينى فى الأجواء الأمريكية، وبما ينبئ أن طبول الحرب قادمة "باردة" على الأبواب، واستعداد بكين من جانبها للمواجهة، وأن الشرارة قد تكون فى جنوب الصين في "هونغ كونغ" بهدف وقف النمو المخيف للصين، وسيطرتها على حركة التجارة العالمية والاقتصاد فى العالم، ويشكل عملا أضر باقتصاديات الولايات المتحدة والعالم، وفقا لما صرح به ترامب، ودخوله فى حالة كساد كبير فى أزمة اقتصادية عالمية هى الأعظم والأشد مما كان عام ١٩٢٩.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق