أسامة هيكل.. لماذا لا تستقيل وتدشن قناة يوتيوب؟

السبت، 17 أكتوبر 2020 08:31 م
أسامة هيكل.. لماذا لا تستقيل وتدشن قناة يوتيوب؟
محمد الشرقاوي

 
إن كان المصريون لا يقرأون الصحف ولا يشاهدون التلفزيون، فهذا عيب في وجه وزير الإعلام، وإن كانت نسب القراء ضعيفة فهذا أيضاً عيب ومسؤولية يُسأل عنها حامل الحقيبة الغائبة عن مصر لسنوات. 
 
تصريح وزير الدولة للإعلام الكاتب الصحفي أسامة هيكل، اليوم، عن حال قراء الصحف ومتابعي القنوات مخزي للغاية، ليس لكونه واقعياً بل لأنه خرج دون علم ومتابعة حقيقية من الوزير.
 
قال هيكل إن الأعمار أقل من 35 سنة، وتمثل حوالي 60 أو 65 % من المجتمع، لا يقرءون الصحف ولا يشاهدون التلفزيون، وبالتالي من المهم التفكير في نمط حياة هذه الفئات.
 
شواهد عدة تؤكد زيف تلك التصريحات، أولها معدلات زوار المواقع الإخبارية والمشتركين في صحافة الموبايل والرسائل الإخبارية، وثانيها نسب مشاهدات مقاطع الفيديو التي تنتجها المواقع الإخبارية.
 
ومن بينها أيضاً نسب الإعلانات الموجودة على صحف ومواقع الجرائد- ألف باء صحافة (يلجأ المعلن للصحف الأكثر انتشاراً للإعلان عن منتجه)- ناهيك عن مشاهدات الصور والتفاعل على مواقع السوشيال ميديا (فيسبوك وتويتر وانستجرام). 
 
منذ تاريخ 22 ديسمبر 2019 وحتى كتابة تلك السطور، لم يفصح وزير الإعلام هيكل عن أي خطط لتطوير المنظومة الإعلامية في مصر، سواء المملوكة للدولة أو الخاصة، وهي من صلب اهتماماته.
 
المؤكد أيضاً أن هيكل غاب عن خطط تطوير المحتوى المسموع والمرئي (الإخباري – الدرامي) وكذلك تعزيز المنافسة، وغيرها بحسب ما نص عليها قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 210 لسنة 2020.
 
قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 210 لسنة 2020، نص على نحو 11 اختصاصاً هي من صميم مهام أسامة هيكل، جميعها تتمحور حول تحديد أهداف سياسة الدولة الإعلامية، على رأسها اقتراح السياسة الإعلامية للدولة بالتنسيق مع السيد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، والتنسيق مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام في تنفيذ هذه السياسة.
 
كذلك التنسيق مع مختلف الوزارات لطرح وإبراز مجهودات الدولة ومشروعاتها القومية، وتمثيل الدولة بالمؤتمرات والمحافل الدولية التي تتطلب وجود ممثل عن الدولة في الإعلام. 
 
وأهم الاختصاصات المنوط بها السيد الوزير، إعداد خطط التعامل الإعلامي مع المواقف السياسية المختلفة محلياً ودولياً بالتعاون مع الوزارات والأجهزة المختلفة، كذلك العمل بالتعاون مع الجهات المختصة على تدعيم الإعلام الرسمي للدولة وإعادته للمنافسة، وكذلك تدعيم حرية الإعلام الخاص. 
 
وبموجب هذا الاختصاص، وبصفتي صحفي بإحدى المؤسسات الخاصة، كم مرة زار وزير الإعلام الصحف في مصر، كم مرة استمع لصحفي أو إعلامي عن مقترحات تطوير المهنة أو معرفة مشكلاته أو ما يحتاجه، أم أننا بعيد عن رعيته.
 
أليس من مسؤولية السيد الوزير الإشراف على خطط تطوير أداء وسائل الإعلام المرئية العامة والخاصة بالتعاون مع الهيئات المختصة، عبر إتاحة مساحات أكبر للرأي والرأي الآخر وتطوير المحتوى الدرامي وزيادة المنافسة بين القنوات المختلفة، وذلك كله دون الإخلال باختصاص الهيئة الوطنية للإعلام، أم أنه يكتفي بالتنظير عليهم وعلى مشكلاتهم دون حتى الاستماع إلى ما يعانون.
 
أي نمط حياة يتحدث عنه وزير الإعلام وهو لم يفكر لوهلة في كيف نجح الإعلام المصري في الوقوف كحائط صد أمام المخططات التخريبية ضد الدولة؟، ولم يفكر أيضاً في محاولات النيل منه وإقصاءه عن مسؤولياته وهو يجلس في مكتبه يتصفح الصحف، أم أنه أيضاً لا يفعل ذلك، ووقته لا يسمح.
 
أي نمط حياة يتحدث عنه الوزير! هل هو اللجوء لقنوات اليوتيوب؟ أم التيك توك أم فيسبوك وتويتر، وهو لم يعمل بالتعاون مع الجهات المختصة على تدعيم وسائل الإعلام الالكترونية بشكل مهني بما يتماشى مع التطور العالمي في مجال الإعلام، وتصارع تلك الوسائل وحيدة دون وجود الوزير. 
 
أرى أن أسامة بعيداً عن هيكل- أستاذنا وعرابنا- بعيداً عن اختصاصاته، كائن في مكتبه لا يتحرك، قابع خلف شاشة هاتفه "يغرد" – أو بلغة التطوير الذي يريده الوزير "يتوت"، لا يتابع بيانات أجهزة الدولة والتي كذبت الوزير في احصائيات القراء في مصر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق