العراق بين أمريكا وإيران: الثأر لـ «سليماني» يشغل بال طهران.. وواشنطن تتأهب

الإثنين، 04 يناير 2021 12:00 ص
العراق بين أمريكا وإيران: الثأر لـ «سليماني» يشغل بال طهران.. وواشنطن تتأهب
قاسم سليماني

علاقة معقدة للغاية بين العراق وإيران وأمريكا، وتوازنات تلعبها بغداد بحذر شديد منذ سنوات، خاصة مع ازدياد النفوذ الإيراني في العراق، وهو ما ظهر ملامحه الأحد بعد ظهور بعض العراقيين لإحياء الذكرى الأولى لاغتيال زعيم فليق القدس قاسم سليمانى، والقيادى فى فصيل عراقى مسلح أبو مهدى المهندس، حيث تدفق عشرات الآلاف منهم على ساحة التحرير بوسط بغداد مرددين شعارات مناهضة للولايات المتحدة.
 
وتوافد عدد كبير من منتسبى أنصار الحشد الشعبى العراقى لساحة التحرير فى بغداد لإحياء ذكرى مقتل قائد فيلق القدس الإيرانى التابع للحرس الثورى قاسم سليمانى، ويتزامن خروج المحتجين، الذين طالب عدد كبير منهم بالثأر، مع تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة فى الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
 
يأتى هذا فيما أقر البرلمان الإيرانى، الأحد، مشروع قرار ينص على زيادة ميزانية فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى من أموال الصادرات الإيرانية إلى العراق بهدف الثأر لسليمانى، حيث نص القرار الذى سمى بالإجراء المضاد إزاء اغتيال قاسم سليمانى، على تخصيص 1% من عائدات التصدير إلى العراق لفيلق القدس لتمكينه من استخدام هذه الميزانية لدفع مكافأة لمن يعملون على إخراج الولايات المتحدة من المنطقة، أو محاسبة منفذى اغتيال القائد الإيراني- في الوقت الذي تتأهب فيه أمريكا لمنع أي محاولات للنيل من جنودها في الشرق الأوسط.
 
وايرادات صادرات إيران غير النفطية إلى العراق بلغت فى الأشهر السبعة الماضية، بحسب ما أفادت مصادر حكومية إيرانية، حوالى 5 مليارات دولار، وكانت إيران أعلنت أن لها ديونًا بقيمة 6 مليارات دولار إثر تزويد العراق بالكهرباء والغاز، لكنها لم تستطع تحصيلها بسبب العقوبات، موضحة أنها ستقوم باستخدام ديونها لدى العراق لشراء سلع أساسية، ومن المحتمل أن تستخدم قسما من هذا المبالغ لفيلق القدس.
 
وينص قرار البرلمان الإيرانى أيضًا على تخصيص 30% من إجمالى قيمة الرسوم الجمركية على البضائع الأميركية المستوردة أو العلامات التجارية ذات الصلة بالولايات المتحدة، لأنشطة مثل مهرجان إحياء ذكرى سليمانى وجائزة المقاومة الدولية، والجدير بالذكر أنه عقب اغتيال سليمانى، وافق البرلمان على زيادة شهرين فى ميزانية فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثورى، بمقدار 200 مليون يورو وتضمن القرار الصادر يوم الخميس الماضى أيضًا «دعم جهود طرد الولايات المتحدة من المنطقة» كمثال على «الانتقام القاسي».
 
كما اقترح البرلمان العراقى، الموافقة على «التعاون الدفاعي» لمدة خمس سنوات مع أى دولة فى المنطقة تعمل على إخراج القوات الأمريكى، ويخول القرار القوات المسلحة الإيرانية فى حالة حدوث حرب محتملة مع الولايات المتحدة بالرد على الدولة المضيفة للقوات الأمريكية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق