رجال إسعاف شمال سيناء.. أبطال في مواجهة الخطر

الجمعة، 12 فبراير 2021 12:00 م
رجال إسعاف شمال سيناء.. أبطال في مواجهة الخطر
أبطال في مواجهة الخطر

يعد رجال إسعاف شمال سيناء، من جنود معركة البقاء على قيد الحياة، ففي كل مكان يشهد حادث أيا كان نوعه وخطورته، سرعان ما يلبون رسالتهم الإنسانية، مجهزين بمعدات وأدوات وفرتها لهم الدولة للقيام بهذا الدور بنجاح، كلفهم فقد أرواح زملاء من بينهم وإصابة أخرين لا يزالون يخضعون للعلاج.
 
يقول مسؤول العلاقات العامة بمرفق إسعاف شمال سيناء، إنهم في مرفق إسعاف العريش الرئيسي وهم في وضع استعداد لتلقي أى بلاغ للتحرك وسرعة التعامل نجحوا فى تحويل واجهة مقر الإسعاف لمكان تذكارى مزين بجداريات تحمل صور 6 من زملائهم الشهداء، ضمن مخطط عمل متحف إسعاف وعمل بانوراما متكاملة تحكى بطولات الإسعاف.
 
ومرفق إسعاف شمال سيناء وسط مدينة العريش، هو المركز الرئيسي، الذي تتبعه عدة نقاط تنتشر داخل المدينة ومدن المحافظة والطرق السريعة، جميعهم يتخذ موضع الاستعداد طوال 24 ساعة في انتظار أي إشارة تصله من غرفة العمليات للانطلاق نحو أي وجهة يطلب منهم التحرك لها.
 
ويكشف مسؤول العلاقات العامة، أنه تقدم بطلب لمحافظ شمال سيناء لعمل نصب تذكاري أمام مقر إسعاف شمال سيناء للشهداء يقع بميدان الرفاعي على مفترق الطرق بين الميدان وشارع سوق الخميس، ووافق المحافظ على الطب وتم توجيهه إلى جهاز تعمير سيناء للتنفيذ وعمل اللازم، مشيرا إلى أنهم لايزالون ينتظرون الموافقات وأملهم سرعة إنجاز هذا العمل المهم لهم وتخليدا لذكرى أبطال الإسعاف خصوصا انهم قاموا بعمل تصور كامل للنصب التذكارى وموقعه بحيث يتواجد في مكان قريب من المرفق وبدون أي تأثير على حركة السيولة المرورية بالميدان وسط مدينة العريش.
 
بدوره، يشير محمد على، مشرف إسعاف شمال سيناء، إلى أنهم فى مرفق إسعاف العريش ونقاط التمركز بكافة أنحاء مدينة العريش وكل مكان يتواجدون فيه داخل المحافظة فى وضع استعداد دائم لتلقى أى بلاغ للتحرك نحوه. ويتابع قائلا: أنهم قبل أى حديث عن أنفسهم لا ينسون الحديث عن زملاء لهم استشهدوا وهم يؤدون دورهم الإنسانى وعددهم 6 شهداء، و45 مصابا بينهم من لايزال يخضع للعلاج وإصابته خطيرة، ونطلب من الجميع الترحم على من رحل والدعاء بالشفاء لكل مصاب، والشكر لكل مسعف وسائق لايزال يواصل رسالته بدون كلل وملل.
 
ويكمل: أسطول إسعاف شمال سيناء مجهز بكافة الإمكانيات، وكان أخر إضافة وصول 3 سيارات مجهزة جديدة بكافة أدوات الإسعاف العاجلة، كما أن كل فرد إسعاف يتعامل مع الحالات المصابة تم تدريبه بشكل جيد للتعامل مع المصاب، لافتا إلى أن أول من يتلقى البلاغ غرفة العمليات الرئيسية ثم يستكمل السائق والمسعف المهمة ،ومن ضمن دورهم إلى جانب التعامل مع الحالات سرعة الإبلاغ بالمعلومات والبيانات لكل حالة بدقة ويتم متابعتهم لحين وصولهم لأقرب مستشفى.
 
ويضيف أن كثير من الصعوبات تواجه رجال إسعاف شمال سيناء بشكل خاص دونا عن أى موقع داخل الجمهورية، لكن الخبرات المتراكمة والإيمان برسالتهم جعل كل رجل إسعاف يتغلب عليها ولا يجعلها عقبة أمام أداء مهامه .
 
ويتابع الحديث أحمد الأباصيري، كبير مسعفى شمال سيناء، أنه خلال رحلة عمله عاصر وشاهد وتعايش مع أحداث جسام كانوا هم كأطقم إسعاف أول من يصل لكل حادث، ويتعامل مع الحالات فى أول مراحل كل حادث، ويتلقى رجل الإسعاف هول أول الصدمات بكل ما تعنيه صعوبة المشاهد التى يراها والتى هو فى الأساس مدرب عليها حتى لا تؤثر على عمله.
 
ويقول كبير مسعفى شمال سيناء، إن جانب من عملهم خلاله يعايشون مواقف إنسانية تتعلق بالحفاظ على أمانات كل مصاب فى أى حادث، وعن العثور على أموال ومتعلقات نقلها بأمانه كما هى وتسليمها لنقطة الشرطة فى المستشفى التى ينقل لها بمحضر رسمى، أو تسليمها للشخص نفسه إذا كانت حالته الصحية تسمح، مشيرا إلى انه شخصيا تعرض لكثير من هذه المواقف وعايشها وتم الحفاظ على أمانات غاليه ومن كثرة هذه المواقف لا يذكر عددها .
 
ويستطرد انه خلال عمله يعتب كثيرا على من يتدخلون فى عملهم فى لحظة فارقة يكون المصاب فيها بحاجه للتعامل معه بحرفية يجيدها رجل الإسعاف ومدرب عليها، لذلك نصيحته لكل شخص يتواجد فى موقع حادث ألا يتدخل مطلقا فى عمل رجل الإسعاف، أو يوجهه ماذا يفعل وماذا لا يفعل، فهو فى صمت يقوم بمهمة إجلاء المصاب من المكان لسيارة الإسعاف مع عمل الإسعافات الأولية، وكل همه الحفاظ على حياة من ينقله والوصول به سالما لأقرب مكان تقدم فيه خدمة طبية لتستكمل مهمة علاجه .
 
من جانبه، يقول عادل أحمد سليمان، من قدامى السائقين بمرفق إسعاف شمال سيناء، إنه كسائق إسعاف يتعرض لمواقف تعيق مهمته الإنسانية من سائقين على الطريق وفى الشوارع المزدحمة، وأتمنى السائقين بمجرد مشاهدة سيارة إسعاف تطلق اشارتها يفسحون له الطريق فورا وبلا تردد و يعلمون انه فى مهمة إنقاذ روح إنسان أما يريد سرعة الذهاب له أو كان فى السيارة ويعجل بتوصيله للمستشفى وقد يكون هذا المصاب ابن أو أب أو أم أو صديق أو جار سائق لا يريد إفساح الطريق لسائق الإسعاف.
 
ويتابع أنه كثيرا تعرض لهذه المواقف، وتم ملاحقة المتسببين فيها وتحرير محاضر لهم وبعدها يحضرون لمرفق الإسعاف لطلب التنازل وتقديم الاعتذار وأنهم ليس دورهم معاقبة أحد ولا يريدون هذا ولكن يحتاجون لتقدير مهامهم فى لحظة العمل.
 
فيما يؤكد المسعف أحمد عبدالمنعم، أنه يعمل على سيارة إسعاف خاصة بنقل حالات الحضانات وحديثى الولادة، وهى من ضمن الخدمات التى تقدم فى مرفق إسعاف شمال سيناء خاصة بالأطفال حديثى الولادة، ويتدخلون فور تلقى أى بلاغات بحالات ولادة أو حالات مرضية عاجلة لحديثى الولادة تتطلب نقلهم من مستشفى لأخر للرعاية العاجلة. 
 
وبحسب عبد المنعم، فإن طبيعة سيارات الإسعاف الخاصة بحديثى الولادة تتطلب تجهيزات متوفرة لديهم، وأنهم مدربين تدريب كلى على التعامل مع الحالات ونقلها وإعطاء الإسعافات الأولية لها، لافتا أنه خلال رحلة عمله واجه كثير من الحالات النادرة وتعامل معها كحالات ولادة 4 توائم وولادة أطفال برأسين، كما انه شاهد طفل مولود وقلبه خارج جسمه.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق