الإخوان يعرقلون الانتخابات الرئاسية في ليبيا.. لماذا الآن؟

الثلاثاء، 01 يونيو 2021 11:16 ص
الإخوان يعرقلون الانتخابات الرئاسية في ليبيا.. لماذا الآن؟
الانتخابات الليبية - ارشيفية
محمود علي

 
محاولات عدة من قبل جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا من أجل عرقلة إجراء الانتخابات الرئاسية الليبية المقرر عقدها في ديسمبر 2021، رغم أن الاتفاقات السياسية التي تم على أساسها تشكيل حكومة ومجلس رئاسي جديد استلم السلطة في مارس الماضي، تنص على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها.
 
وكان ملتقى الحوار الليبي الذي تم تشكيله برعاية أممية، اختار في فبراير الماضي مجلس رئاسي ورئيس حكومة جديدة مهامهما الإشراف على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر 2021.
 
ومع اقتراب موعد انطلاق التحضيرات للانتخابات، بدا واضحا أن هناك قوى ترفض إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده، لاسيما وأنه سيمثل له ضربة قوية سيكون من تداعياتها إزاحتها من على المشهد، وعلى رأس هؤلاء جماعة الإخوان في ليبيا وحزبها العدالة والبناء.
 
وفي أوائل الشهر الماضي، أعلنت جماعة الإخوان في ليبيا أعلن تنظيم جماعة الإخوان في ليبيا، تحوله إلى جمعية تحمل اسم "الإحياء والتجديد"، ورأى بعض المتابعين أنها خطوة أتت من الأساس تمهيداً لخوض الإخوان معترك الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل حيث لاقت اعتراض واسع من قبل الليبيين الذي أكدوا في تعليقاتهم أنها تشبه المراجعات الفاشلة التي دائماً ما ترتبط بأفرع الجماعة في المنطقة العربية.
 
وعندما رأت الجماعة أن حظوظها ضعيفة في الانتخابات الرئاسية بل ربما تكون معدومة، قررت بكل الطرق أن تعرقل إجراءها عبر ممثليها في ملتقى الحوار أو بتحريك ميليشياتها بالعاصمة طرابلس.
 
وأكد عضو حزب العدالة والبناء الذراع السياسي للإخوان في ليبيا عبد الرزاق العرادي والمشارك في ملتقى الحوار ضرورة أن يسبق الدستور الانتخابات الرئاسية، قائلا إن :"انتخاب رئيس البلاد لابد أن يأتي استناداً على دستور دائم يحدد شكل ونظام الحكم".
 
والعرادي وهو أحد مؤسسى جماعة الإخوان في ليبيا كانت اختارته البعثة الأممية العام الماضي، للمشاركة في ملتقى الحوار السياسي الليبي ورغم الاعتراض الواسع على شخصه وجماعته بسبب تلويثهم الحياة السياسية في البلاد ودعمهم للميليشيات والتنظيمات المتشددة، إلا أنه استمر في المشاركة بالملتقى داعما لكل ما تم الاتفاق عليه في نوفمبر 2020، بتشكيل سلطة تنفيذية جديدة يكون من مهامها إجراء الانتخابات في ديسمبر من العام الجاري.
 
وتشير الأحداث بأن تفسيرات هذا التحول من قبل الجماعة من داعم للانتخابات إلى رافض لإجراؤها، هو انهيار قاعدتهم الجماهيرية في الشارع الليبي، فبعد حرب امتدت لسنوات للوصول للسلطة، تسعى الآن الإخوان للملمة أوراقهم مرة أخرى، خاصة بعد أن فقدت العديد من التحالفات، وبدأ يقل تأثير الدعم الخارجي لها.
ويمكن ترجمة الرغبة في عرقلة الانتخابات أيضاً، لأسباب تتعلق ببقاء الوضع كما هو عليه - مرتزقة أجانب وميليشيات مسلحة - في بعض مدن الغرب الليبي، وهو ربما يروق لهذه الجماعة في هذه الفترة لتبقى على الساحة أكثر وقت ممكن.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق