السعودية تدق طبول الحرب في سوريا.. تدريب 150ألف جندي على القتال.. مصر والسودان تدعمان بالمقاتلين.. روسيا تحذر وأمريكا تؤيد.. الذعر يجتاح الحرث الثوري الإيراني.. والقوات البرية تغزو دمشق عبر تركيا

الأربعاء، 10 فبراير 2016 06:54 م
السعودية تدق طبول الحرب في سوريا.. تدريب 150ألف جندي على القتال.. مصر والسودان تدعمان بالمقاتلين.. روسيا تحذر وأمريكا تؤيد.. الذعر يجتاح الحرث الثوري الإيراني.. والقوات البرية تغزو دمشق عبر تركيا
اثار الحرب في سوريا
سوزان يونس

سوريا، صاحبة الحضارة والتاريخ العريق، انتهكت وأصبحت مالازًا لكل المتصارعين، والمنظرين، وأصحاب المصالح؛ لتضيع سوريا بين غارقة بين طيات الدول الطامعة، ما بين لاجئ وقتيل، حيث أدى إعلان المملكة العربية السعودية استعدادها التدخل في سوريا، لإثارة حامية قادة عسكريين في الحرس الثوري الإيراني، وتوالت التصريحات الإيرانية العدائية ضد الرياض، في الوقت الذي أعلنت فية الولايات المتحدة مسنادتها لقرار المملكة.

ورغم فرغ طهران من قرار السعودية، إلا أنها أعلنت عن طريق محمد جعفري، قائد الحرس الجمهوري، عدم نيته بزيادة قواتها في سوريا إلى جانب نظام الأسد والميليشيات الشيعية.
وقال نائب قائد الحرس، حسين سلامي: "حذرنا السعودية من مغبة التدخل في سوريا، وأنهم يعلمون أن المنطقة ستشهد أحداثا مفجعة ومؤلمة إذا ما تدخلوا في سوريا".
كان القائد السابق للحرس الثوري وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، قال، إن "دخول السعودية الحرب في سوريا سيؤدي إلى إشعال المنطقة كلها، ومنها السعودية نفسها، ما عدا إيران".

وأكد مراقبون أن الفزع الإيراني يأتي من إمكانية إطلاق السعودية "عاصفة حزم" أخرى في سوريا، ضمن تحالف عربي ودولي، على غرار ما حدث في اليمن، لتقليم أظافر إيران وإنهاء تدخلها في سوريا.

وما يعزز هذا السيناريو، إعلان عسيري أن الجيش السعودي يخطط حاليًا لتدريبات عسكرية شمال المملكة كجزء من الاستعدادات لمواجهة تنظيم "داعش"، وأنه من المتوقع بدء التدريبات في مارس المقبل.

إيران تخشى تكرار حالة البحرين واليمن

وفي هذا السياق قال الخبير السعودي، فهد الشقيران، في تصريحات لـ"العربية.نت"، إن "إيران تخشى من تكرار مفاجآت السعودية لها منذ 4 سنوات، في البحرين أولًا ثم اليمن وتاليًا في سوريا. السياسة السعودية انتقلت من سياق التأثر إلى التأثير ومن الدفاع إلى الهجوم والمبادأة بدرء الخطر قبل وصوله.

ويرى الشقيران أن "الخطوة السعودية في استعدادها للتدخل البري ضمن تحالف دولي، لن تكون إلا تحت غطاء قانوني وتحالف دولي من أجل محاربة الإرهاب والتطرف، وما تخشى منه طهران أن يتحوّل هذا الاستعداد بالمشاركة إلى قوة فاعلة على الأرض، تصب في مصلحة المعارضة وتقوض سلطة الأسد وتحد من نفوذه في الأماكن التي لا تزال تحت سيطرته، كما أن الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش تخشى إيران تحريرها من قبل التحالف وتسليمها للمعارضة".

وأضاف أن "الحرس الثوري الذي يعاني من خسائر كبيرة على الأرض وبلغ ذروته في تزايد عدد القتلى من قيادات وجنرالات وهذا في ظرف أيامٍ قليلة، وهذا خلق سخطًا على الحرس الثوري داخل المجتمع الإيراني".

وكشف مصدران سعوديان مطلعان لشبكة CNN، عن خطط المملكة للتدريبات العسكرية كجزء من إعدادها للتدخل في سوريا لمكافحة تنظيم "داعش، وأن عدد المتدربين يصل إلى 150 ألف جندي، وأن معظم الأفراد سعوديون مع قوات مصرية وسودانية وأردنية موجودة داخل المملكة حاليا.

والتزمت المغرب وتركيا والكويت والبحرين والإمارات وقطر بإرسال قوات، ومنذ أسبوعين عيّن السعوديون والأتراك قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا.

وتشمل قائمة الدول الآسيوية المشاركة في هذه الخطة ماليزيا وإندونيسيا وبروناي والتي أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، ومن المتوقع أن تكون ماليزيا أول من ترسل قواتها من هذا الثلاثي إلى السعودية.

ويرى السعوديون أنه عندما يُهزم التنظيم يُمكن للقوة المشتركة أن تقوم بإعادة التوازن إلى ساحة القتال ونشر السلام. وتعتقد المملكة أن مارس سيكون أنسب وقت لبداية التدريبات العسكرية، لأن السعودية تتوقع السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء قريبا، إذ ترى القوات السعودية أن مقاومة الحوثيين تتضاءل وأن ضربة مكثفة من قوات التحالف العربي سُتمّكن الرئيس عبدربه منصور هادي من السيطرة على العاصمة، ما سيتيح للسعودية فرصة التركيز على سوريا.

واشنطن تؤيد وموسكو ترفض

واشنطن رحبت باستعداد السعودية للمشاركة بقوات برية في الحرب على داعش في سوريا، وأعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أن بلاده ستناقش المقترح السعودي الأسبوع القادم في بروكسل.
أما الكرملين، فلم يتبن أي موقف بهذا الشأن مشيرا إلى أنه لا يملك حاليا ما يؤكد وجود مثل هذه الخطة فعلا، بينما صرح قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى في البرلمان) أن مشاركة السعودية في عملية برية محتملة في سوريا يمكن أن تعقد تسوية الأزمة.

وقال كوساتشوف إن استخدام القوة العسكرية من قبل السعودية وتركيا في هذه الظروف سيهدف إلى تغيير السلطات (السورية) الشرعية في البلاد بالقوة، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق من الناحية القانونية، معربا عن مخاوفه من احتمال تعرض قوات المعارضة السورية والقوات الحكومية لضربات القوات البرية السعودية والتركية في حال تدخلها.

وأكد البرلماني الروسي أن القرار بإجراء مثل هذه العملية البرية في سوريا يبدو "مشكوكا فيه وخطرا من كل النواحي".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة