حلم المهاجرين الأفارقة فى الصين يتحول إلى كابوس

الثلاثاء، 26 يوليو 2016 07:34 ص
حلم المهاجرين الأفارقة فى الصين يتحول إلى كابوس

تحولت مدينة كانتون الصينية بعدما كانت حلم المهاجرين الأفارقة إلى كابوس نظرا للصعوبات التى يواجهها المهاجرون من تفرقة عنصرية وصعوبات فى إيجاد عمل.

وأطلقت سيارات الأجرة اسم "مدينة الشوكولاته" على الحى الذى يقطن فيه الأفارقة فى مدينة كانتون حيث تضم هذه المدينة الواقعة جنوب شرق الصين أكبر جالية افريقية فى العالم.

ورأى الاستاذ آدام بودوم أن حوالى 100 ألف مهاجر من افريقيا جنوب الصحراء الكبرى قرروا العيش والاستقرار فى هذه المدينة، ودفع التعاون الاقتصادى القائم منذ 15 عاما رجال الأعمال الصينيين إلى الاستثمار فى القارة الأفريقية مما حث الأفارقة على الهجرة إلى الصين، إلا أنهم لم يحصلوا على الأموال المناسبة للعيش فى أكبر دولة آسيوية.

وتروى لامين سيزاى (25 عاما) وهى مهاجرة قادمة من جامبيا "كيف اتخذت قرار الهجرة إلى الصين بعدما وجدت صعوبة كبيرة فى إيجاد عمل فى مسقط رأسها، واستطاعت الحصول على تأشيرة وتذكرة طيران إلى الصين وعندما وصلت وجدت بالفعل مدينة عالمية ذات اقتصاد قوى ومبانى كبيرة ملونة، وقالت إن حياتها ستتغير وستكون أفضل لأن الحياة فى الصين جميلة".

وشهدت جامبيا موجة كبيرة من الهجرة حتى وصل الأمر إلى أن أصبحت بعض المدن خالية من السكان ليتوجهوا إلى أوروبا وإلى الصين حيث تنخفض السيطرة على الحدود مقارنة بالغرب، وأصبحت كانتون أحد أقطاب الهجرة للتجار وللرجال الأعمال، ووصل معدل البطالة لدى الشباب فى جامبيا إلى 40% وتدعوهم دائما إلى التوجه نحو الشرق.

إلا أن مدينة كانتون فقدت اليوم جزءا كبيرا من الشعب الأفريقى وبسرعة تفوق تلك التى كبر فيها هذا الشعب حيث عاد خلال عام ونصف تقريبا آلاف الأفارقة إلى دولهم من بينهم لامين، التى لم تستطع أن تواكب الحياة الجديدة مثلما كانت تحلم، فلم تجد العمل الذى وعدها من باعوا لها تأشيرة دخول الصين وعندما حاولت أن تذهب إلى هونج كونج للبحث عن عمل أعادتها الشرطة إلى مدينة كانتون.

وقامت لامين، بعد عودتها إلى جامبيا، بفتح حساب على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وأطلقت عليها "كابوس الجامبيين فى الصين" لفضح الشائعات التى تلوح فى الأفق حول حلم الصين لمواطنيها وأصبحت هذه الصفحة الآن موقع "يو ترن آسيا".

وأوضحت هايدى هوج الأستاذة فى جامعة اوسلو، والتى تعمل فى هذا المشروع، أنها تأمل تحذير كل من يسعى إلى اتخاذ هذه الخطوة والهجرة إلى الصين، فما حدث مع سكان جامبيا يحدث مع الجنسيات الأخرى لكنهم كانوا أول من سعى للحيلولة دون تكرار ذلك مع مواطنيهم حيث أكدوا لهم أن الحياة الخيالية التى يآملون فيها ليست واقعية وليست سوى حلم لن يجدوه على أرض الواقع فى آسيا كما كتبت لامين على موقعها.

وواجه المهاجرون العنصرية فى الصين حتى فى الإعلانات العامة، كما تأثروا بالتباطؤ الاقتصادى الذى لحق بالبلاد.

ويحكى سكان جامبيا العائدون من الصين حياتهم المأساوية خاصة فى السكن نظرا لقلة الآسرة، كما يقضى معظمهم يومه فى الخفاء خشية إلقاء القبض عليه من جانب الشرطة بعدما انتهت مدة التأشيرة الخاصة بهم، بينما يروى البعض الآخر مأساتهم فى إيجاد الماء والطعام فى إحدى المدن الأكثر تطورا فى الصين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة