«نقض البيعة وتجاهل الموصل».. معالم الهزيمة في الإعلام «الداعشي»

السبت، 29 أكتوبر 2016 03:47 م
«نقض البيعة وتجاهل الموصل».. معالم الهزيمة في الإعلام «الداعشي»
سارة الحارث

يخشى تنظيم "داعش" تأثير الهزائم على عناصره نفسيًا، ولجأ إلى خطاب تخويفي يخفي وراءه هزائمه المتلاحقة، وبدا ذلك بوضوح من خلال رصد إصداراته الإعلامية المكتوبة.

حيث نشرت إحدى دورياته الصادرة فى مدينة الموصل العراقية، مقالة معنونه بـ"البيعة على الموت وحرمة نقضها", واستعرض التنظيم من خلالها آراء فقهية تحتم على صاحب البيعة الإبقاء عليها حتى لو تكلفه موته، ما يشير إلى تخوف "داعش" من تراجع عناصره عن البيعة عقب الخسائر التي تتعرض لها صفوف التنظيم في كلًا من الموصل وحلب.

وعن انتشار ظاهرة الفرار من المعارك، التي اتسمت بها عناصر داعش فى المعارك المصيرية، قالت المقالة "ونظرًا لخطورة الانهزام أمام العدو وتولية الدبر فزعا من الموت، لما فيه من خلخلة صف المسلمين، وتسبب في هزيمتهم أمام عدوهم" ، ويظهر في هذه الفقرة ما يشبه التخويف من عذاب الآخرة لاسيما العذاب الذي سيلاقيه كل متخلي عن البيعة إذا تم ضبطه من قبل عناصر التنظيم.

وبالتزامن مع تلك الأنباء المترددة حول هروب مسئولين من "داعش" من الموصل، إذ نشرت جريدة "الحياة اللندنية" تقرير قبل يومين يتحدث عن حلق عناصر "داعش" للحاهم وهروبهم من الموصل، فيما نقلت مواقع عراقية أخبار عن إعدام "داعش" لـ14  من عناصره حاولوا الهروب من الموصل قبل بدء معركة التحرير التي أعلن عنها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

أيضًا حملت الدورية الداعشية ما يعتبر إقرار بالهزيمة من قبل التنظيم في الموصل، إذ تجاهلت الحديث عن معارك الموصل في حين أن الصحيفة تصدر من الموصل أصلًا وتوزع على أهلها بالمجان منذ عام. واعتاد التنظيم استخدام هذه الصحيفة في استعراض تقدمه في المعارك سواء في سوريا أو العراق، ما دفعه لتصدير الملف الليبي كمحور رئيسي في العدد. وتناولت الصحيفة ما اسمته بتقدم "داعش" في ليبيا وقدرته على تحمل المعارض في سرت لمدة ستة أشهر. فيما تضمنت حوار لوالي طرابلس، يدعى أبو حذيفة المهاجر، الذي تحدث عن الاستراتيجيات التي يستخدمها التنظيم في التصدي للقوات الليبية.

خالد رفعت، رئيس مركز طيبة للدراسات السياسية، قال إن تجاهل "داعش" للمعارك في الموصل أمر طبيعي في ظل عدم قدرة التنظيم، الذي طالما روج لقوته، على مواجهة عناصره. وأوضح أن التنظيم يمر بانتكاسة قوية سيخسر فيها ما يزيد عن نصف المؤيدين والمتعاطفين معه، مستدلًا على ذلك بفتحه لملف نقض البيعة ما يشير إلى تخوف حقيقي من تراجع "الدواعش" عن بيعتهم.

ولفت إلى أن خطاب "داعش" يحمل شيء من التخويف، مستبعدًا أن يحدث تأثير كبير في ظل ضعف التنظيم.

 وبخصوص نتائج المرحلة قال إنها ترسم نهاية التنظيم المتطرف، مشيرًا إلى أنه على مدار العام القادم سيتقلص وينكمش وجوده على مناطق بعينها.

من جانبه قال أحمد حامد، المتخصص في إعلام داعش، إن التجاهل "الداعشي" لما يحدث في الموصل يسمى إعلاميًا بـ"إقرار الفشل الضمني"، مشيرًا إلى أن التنظيم يخشى مواجهة عناصره لذا يتجنب المناطق الشائكة معه.

وتطرق إلى التركيز على النقاط المضئية بالنسبة له وهي ليبيا، مشيرًا إلى أن حديثه عما يحدث هناك حتى لن يكون مصدقا في ظل اهتزاز ثقة مؤيدي التنظيم فيه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق