ترحيب أزهري بدعوة مقتدى الصدر للحوار مع أهل السنة (تقرير)

الأحد، 04 ديسمبر 2016 02:11 م
ترحيب أزهري بدعوة مقتدى الصدر للحوار مع أهل السنة (تقرير)
المرجع الشيعى البارز مقتدى الصدر
حسن الخطيب

دعا المرجع الشيعى البارز مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري الشيعي بالعراق، الأزهر الشريف، لعقد حوار عقائدي بين علماء السنة والشيعة، في بيان له أمس وجهه إلى شيخ الأزهر الشريف، باعتباره إمام أهل السنة.

وتأتي هذه الدعوة بعدما أعلن الأزهر عن توقف أي حوارات عقائدية مع الشيعة، حتى يتخلون عن سب صحابة رسول الله.

وأثارت الدعوة جدلا واسعا، ما بين مرحبين بالدعوة، معتبرين أنها بداية للإصلاح فيما بين الفريقين، وبين رافضين لها، معتبرين أن الشيعة يريدون تحقيق مكاسب لهم في فتح مزاراتهم بمصر.

وبحسب البيان الذي أصدره المرجع الشيعي بمناسبة مولد النبي، طالب الأزهر بعقد حوار عقائدي مفتوح بين علماء المذاهب الإسلامية من أجل وحدة الأمة، وتخليص العالم الإسلامي من الفكر المتشدد في كل المذاهب.

وطالب «الصدر» في بيانه، الأزهر الشريف، بحماية وفتح المزارات الشيعية في مصر وعلى رسها مسجد وضريح الإمام الحسين لزيارات شيعية، منوها عن فتح الشيعة للمقدسات الإسلامية في الآراضي الشيعية بالعراق، سواء فى النجفـ أو كربلاء، أو الأعظمية.

وفي المقابل رحب الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر للحوار والعلاقات الخارجية، بالدعوة مؤكدا أنها امتداد لدعوة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والذي وجهها أغسطس الماضي للمراجع الشيعية باستصدار فتوى تحرم الاقتتال بين السنة والشيعة، وكذلك فتوى من المرجع الأعلى للشيعة بتحريم سب الصحابة رضوان الله عليهم.

وتابع مستشار شيخ الأزهر، أن الأزهر الشريف لايقصي أحدا في الحوار أو التواصل الفكري، بل يمد يده للجميع، مستشهدا بالحوار بين الازهر والفاتيكان، وحوار الشرق والغرب، ونحن أولى كمسلمين أن نجلس على مائدة الحوار.

وتابع مهنا: «منذ زمن والأزهر يطلق دعوات جادة من أجل التقريب الجاد فيما بين السنة والشيعة، وما زال متمسكا بدعوة التقريب هذه، منذ عهد شيخ الأزهر الراحل محمود شلتوت، وحتى الآن»، مبينا أن الأزهر يعي خطورة المرحلة التي تمر بها الأمة الإسلامية، وإطلاق الدعوات بالتأكيد ستجد صدى بين عقلاء المذاهب الإسلامية للاجتماع على مائدة حوار واحدة.

لكنه عاد ليؤكد في تصريح لبوابة «صوت الأمة»، أن المزارات الدينية والمساجد والأضرحة الموجودة في مصر هي مملوكة للدولة ولا شأن للأزهر بأمر حمايتها أو فتحها أمام الشيعة، فالأمر موكول للدولة، وهي تديره حسبما تشاء، فالأزهر يشرف علي الجانب الدعوة فقط.

الدكتور كمال بريقع عضو مركز الحوار بالأزهر الشريف، قال: «لامانع من عقد حوار بين المذاهب الإسلامية، والأزهر يرحب بهذا الحوار لأن الأزهر لايقصي أحدا».

وتابع عضو لجنة الحوار بالأزهر، سبق وأن أطلقن دعوات من الأزهر للتقريب فيما بين المذاهب الإسلامية بين السنة والشيعة ولكن لم نجد صدى، وفي آخر حوار كان بين الأزهر ومراجع الشيعة دعى الازهر لفتوى بتحريم سب الصحابة.

الدكتور أحمد راسم النفيس، القيادي الشيعي المصري، أكد في تصريحات لـ«صوت الأمة»، أن دعوة مقتدى الصدر جاءت في وقتها، وعلى الأزهر أن يستغل هذه الدعوة لتوحيد صف الأمة الإسلامية، ويدعوا لعقد حوار بين علماء السنة والشيعة.

وأوضح «النفيس» أنه لابد وأن يفرق الأزهر بين التشيع السياسي، والعقائدي، فالجالسين على مائدة الحوار مع الأزهر يمثلون التيار الشيعي العقائدي، وهم يمثلون 90% من الشيعة، ولابد أن يكون هناك اتفاق وتوافق فيما بين المذاهب، قائلا: «دعونا نلتف حول نقاط الإتفاق، ونبتعد عن نقاط الخلاف إن أردنا أن نتحد كأمة واحدة».

على الجانب الأخر، يرفض التيار السلفي دعوات الحوار والتقريب بين المذاهب الإسلامية، حيث يرى الشيخ محمود عامر، القيادي السلفي، أن مخاطر التقارب فيما بين السنة والشيعة ستضر أكثر مما تنفع، مشيرا إلى أنه لاحوار مع الشيعة لأنهم يسبون الصحابة رضوان الله عليهم، وأمهات المؤمنين، وأن مبادئهم تخالف وتناقض مباديء الإسلام فكيف يتم الجلوس معهم على مائدة الحوار.

وينضم الرافضين للحوار مع الشيعة الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بالأزهر، حيث يرى أنه لاحوار مع لاعني الصحابة وأمهات المؤمنين، مضيف أنه بدعوتهم للحوار يعرفون بأن مكاسبهم فيها كثيرة، ولذلك جائت تلك الدعوة، مبينا أنهم يريدون أن يخترقوا مصر بلد الأزهر الشريف، ويعبثون بالمقدسات الإسلامية كما فعلوا من قبل بسوريا والعرق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق