بعد الإعلان عن اعتقاله في ليبيا.. تركي البنعلي «مستر إكس» داعش (بروفايل)

الأربعاء، 07 ديسمبر 2016 11:37 ص
بعد الإعلان عن اعتقاله في ليبيا.. تركي البنعلي «مستر إكس» داعش (بروفايل)
محمد الشرقاوي

كشفت مواقع ليبية، عن اعتقال القيادي الداعشي تركي البنعلي، أبرز قيادات التنظيم الإرهابي في مدينة «سرت»، والتي أعلنت قوات البنيان المرصوص عن تحريرها بأكملها واستمرار مطاردة فلول التنظيم خارج المدينة.
تركي البنعلي يبلغ من العمر 32 عامًا، أحد أكبر المنذريين الشرعيين بالتنظيم الإرهابي، والذي سافر إلى ليبيا في مطلع العام الماضي كأحد أذرع أبو بكر البغدادي الشرعيين، لمساندة العناصر الإرهابية هناك.
حمل القيادي الإرهابي ألقاب عدة للتخفي: «أبو سفيان السلمي» و«أبو حذيفة البحريني»، و«أبو همام الأثري»، حتى سمته مواقع متخصصة في شئون الحركات الإرهابية «مستر إكس داعش».
الإرهابي الصغير
كانت لحياة «البنعلي» طراز من طابع خاص، حيث التحق بالمدارس الدينية طوال فترات تعليمية في مدينة المحرق البحرينية ثم التحق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بمدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة، وتم القبض عليه أثناء وجوده في مدينة الشارقة كأحد أصحاب الفكر المتطرف، وترحيله إلى البحرين، بعدها سافر إلى بيروت ليلتحق بكلية الإمام الأوزاعي، ودرس في معهد البحرين للعلوم الشرعية وتخرج منه في العام 2010.
تلقى الإرهابي الصغير أفكاره الجهادية على يد عدد من منظري الجهادية السلفية وعلى رأسهم أبي محمد المقدسي أبرز منظري الفكر السلفي الجهادي، وصفاء الضوي العدوي، وعمر بن مسعود الحدوشي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى عبد الله السعد وسعيد بن زعير، وأثناء سفره إلى الكويت والإمارات واليمن التقى بالشيخ عوض بانجار، وفي العراق عامر صبري التميمي، وفي لبنان بالشيخ زهير الشاويش، وفى سوريا ومصر وتونس التقى بالشيخ الخطيب الإدريسي وفى ليبيا والمغرب التقى بالشيوخ محمد بو خبزة والداعية عمر الحدوشي وحسن الكتاني.

صفحة في سجلات العنف
سجل البنعلي صفحة لا يستهان بها في حياة التنظيمات الإرهابية، البداية كانت في عام 2005 في الإمارات، وفي 2007 تم القبض عليه في البحرين في القضية المعروفة إعلاميا «خلية السقيفة» وكانت تقدم مساعدات وتسهيلات لتنفيذ أعمال عدائية ضد دول أجنبية.
عاد البنعلي لممارسة الفكر المتطرف مرة أخرى أثناء إمامته مسجد «العمال» في مدينة المحرق، وتعليقه فتوى في ركن المسجد للشيخ المصري أحمد شاكر، في حكم من ناصر الكفار على المسلمين.
وفى العام 2013 وعقب قيام الثورة السورية بدأ في السفر إلى سوريا، ضمن حملات الإغاثة البحرينية وكانت غالبية هذه الحملات تتجه إلى مدينة حلب، ومناطق أخرى في الداخل السوري، تمكن خلالها من نشر الأفكار الجهادية عن طريق الخطابة في المخيمات الدعوية، التي كان يظهر فيها ملثمًا لينضم إلى تنظيم داعش، ويعلن في مارس عام 2013 «النفير» إلى بلاد الشام، والتأصيل لمشروعية القتال هناك.

القيادي البارز
وبحسب الجارديان البريطانية، والتي أجرت تحقيقًا موسعًا حول من وصفته بأحد أكبر ثلاثة شرعيين في تنظيم داعش، فقد مكنته العلوم الشرعية التي حملها بفعل دراسته الأكاديمية، وقدرته على الخطابة، من احتلال موقع متقدم في ساحات «الجهاد الإلكتروني» لمصلحة التنظيم، إذ خاض سجالات كثيرة في مسائل العقيدة وشرعية دولة الخلافة، ضد مخالفيه.

وأصبح البنعلي من منظري «داعش» بعد إعلان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ما سماه «دولة الخلافة» في 2014، واستمر في منهجه رغم اختلافه مع أستاذه في الساحة العلمية أبو محمد المقدسي أحد كبار منظري السلفية الجهادية.
وذكرت الصحيفة في تقريرها أن البنعلي كان أحد أطراف التفاوض الذي خاضته أمريكا، بشكل غير مباشر، مع تنظيم «داعش»، من أجل الإفراج عن المختطف السابق عبد الرحمن (بيتر كاسيغ) الذي أعدمه التنظيم لاحقًا.

الذهاب إلى ليبيا
في 19 يوليو 2015، سجلت مواقع تابعة للتنظيم الإرهابي آخر وجود للبنعلي في الأراضي السورية، حيث كان في مدينة الرقـة بسوريا وأقام صلاة العيد بعناصر التنظيم، وسافر بعدها إلى ميناء «سرت» الليبية لتقوية التنظيم هناك وإقامة دولته.
وذكرت مواقع أخرى أن رحلة البنعلي إلى ليبيا كانت بمثابة عودته، حيث ظهر في ليبيا في أواخر 2014 في مسجد الرابط بسرت، ثم سافر إلى سوريا لكن سرعان ما عاد.
منذ آخر حديث عن ظهور «النعلي» إعلاميا في 2015، لم يتم الحديث عن مرة أخرى، ولم يسجل له أي تواجد ملحوظ، لأكثر من عام، غير أخبار متضاربة بشأن مقتله في غارات أمريكية على ليبيا، لكنه عاود الظهور مرة أخرى في رثاء أبو محمد العدناني، المتحدث السابق باسم التنظيم الإرهابي والذي لقى حتفه في 30 أغسطس الماضي.
وذكرت مواقع ليبية أخرى، عن تصفية القيادي الإرهابي في معارك البنيان المرصوص في سرت، إلا أن مواقع أخرى نفت ذلك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق