بعد رسائل «بيت المقدس» ضد «حماس».. «غزة» على فوهة البركان الداعشي

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016 01:10 ص
بعد رسائل «بيت المقدس» ضد «حماس».. «غزة» على فوهة البركان الداعشي
محمد الشرقاوي

«لو كانت حماس تظن أن سكوت السلفيين عن ظلمها وكفرها سيطول كثيرًا فسيأتي اليوم الذي تستيقظ في حماس على زوبعة الملاحم التي لا تبقي ولا تذر».. تداولها أتباع جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية - داعش - على صفحات التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، كرسالة إلى حماس.
العناصر الإرهابية، تداولت الرسالة كتهديد صريح للحركة وجناحها المسلح «كتائب القسام»، ردًا على حركة الاعتقالات والتصفية الأخيرة التي نفذتها الكتائب ضد عناصر السلفية الجهادية، وإفشال محاولاتهم لاستهداف إسرائيل، وتعقب التابعين للتنظيم الإرهابي ومنعهم من دخول سيناء.
الرسالة المتداولة تحت هاشتاج #تحسسوا_رقابكم، اعتبرها الباحث الفلسطيني ثابت العمور، في تصريحات خاصة: استدارة لم تكن في الحسبان، تزيد من احتمالية الصراع المسلح داخل القطاع الفلسطيني، حيث اعتبرت أنصار بيت المقدس أن أي محاولات لدخول الفلسطينوين التابعين لحماس الأنفاق ستقابل بالتصفية المباشرة.

أنصار بيت المقدس
وأضاف العمور، أن التهديدات زادت حدتها خاصة بعد الملاحقات الأمنية لمطلوبين سلفيين من غزة التحقوا بداعش، وهو ما أكدته مصادر مطلعة من الجانب الفلسطيني، أن كتائب القسام رفعت حالة التأهب بين عناصرها لوجود احتمالية كبيرة في تنفيذ عمليات إرهابية يتبناها أنصار بيت المقدس.
تضيف المصادر أن الحركة قامت بعملية اعتقالات وتصفية مباشرة لعناصر قريبين من داعش عند نقاط قريبة من الحدود المصرية، الأمر الذي نشبت بسببه اشتباكات مسلحة أسفرت عن مقتل مجموعة من داعش واعتقال الباقيين.
وتابعت المصادر، أن الحركة تعييش حالة من القلق، وذلك في ظل توتر الأوضاع بينها وبين عناصر السلفية الجهادية، القريبين من تنظيم القاعدة، وأنصار جيش الإسلام أتباع ممتاز دغمش.

انفراد
في تقرير بعنوان: («صوت الأمة» تكشف: قيادات «داعش» تهاجر إلى غزة لإدارة «أنصار بيت المقدس» بموافقة «حماس»)، انفردت فيه «صوت الأمة»، بخبر انتقال مركز قيادة التنظيمات الإرهابية في منطقة الشريط الحدودي بشمال سيناء، إلى داخل الأراضي الفلسطينية بقطاع «غزة» تحت إشراف مشترك بين عناصر «أنصار بيت المقدس»، وتنظيم «داعش».
وأكدت المصادر التي أمدت «صوت الأمة» بالمعلومات، أن المركز مسؤول عن توفير ملاجئ آمنة للعناصر الإرهابية المصابة والهاربة، وكذلك تقوم بتوفير خط إمداد لوجستي عبر أنفاق يصل طولها لخمسة كيلو متر داخل الأراضي المصرية.
وبرغم أن الحركة لم تعلن صراحة عن تواجد ملحوظ لتنظيم داعش داخل القطاع، إلا أن حوادث متكررة أثبت حقيقة وجود التنظيم وتنفيذ عناصره عمليات داخل غزة، غير أن التعاون بين داعش وأنصار بيت المقدس، قد فضح التواجد الحقيقي.
الرسائل الأخيرة التي وجهتها أنصار بيت المقدس، فتحت الباب عن قرب وجود عمليات إرهابية داخل القطاع، وهو ما أكدته المصادر، وذلك لأن رصد قواعد داعشية من قبل حماس واستهدافها في ظل تكتيم إعلامي دفع بالعناصر الإرهابية إلى دخول حالة من الصدام مع القسام.
توتر الأوضاع في القطاع لا يقتصر على داعش وفقط، بل دخلت السلفية الجهادية على خط التماس الصدامي مع الحركة، وهو ما انفردت به «صوت الأمة» أيضًا في تقرير بعنوان («قطاع غزة» يدخل مرحلة العد التنازلي لمعارك السلفية الجهادية وحماس)، عرض آخر التطورات في القطاع الفلسطيني، وتوقع بأن الأيام القليلة المقبلة، ستكون أكثر دموية في قطاع غزة، وذلك لاحتدام الخلاف بين أتباع ممتاز دغمش، وحركة حماس.
وحذرت مصادر فلسطينية من أن ما حدث في الآونة الأخيرة من عملية تصفية شخصين من عائلة أبو مدين، على يد أفراد من عائلة «دغمش» على خلفية خلافات ثأرية بين العائلتين سيكون له رجع صدى على الجميع، في ظل توتر الأوضاع.

اشتباك مسلح
ويشهد قطاع غزة اشتباكات بين الطرفين بين الحين والآخر في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، بين عناصر سلفية وأمن حماس، وخاصة في ظل محاولات السلفيين الدخول إلى سيناء عبر الأنفاق.
وأضافت المصادر أن حماس كثفت في الأيام الأخيرة من عملياتها ضد الجهاديين بغزة، واعتقلت عددا كبيرا منهم وأنها تقوم بعمليات مداهمة على طريقة أمن السلطة لعناصر حماس بالضفة، وكذلك على طريقة الجيش الإسرائيلي في مداهمة المنازل لاعتقال الفلسطينيين، وحجز أقربائهم لحين تسليم أنفسهم.

مواقع إسرائيلية
ونشرت مواقع إسرائيلية أن تنظيم ما يسمى «أحفاد الصحابة في أكناف بيت المقدس»، ينشط بشكل كبير داخل القطاع، ويحاول بين الحين والآخر إطلاق صواريخ على تل أبيب ردًا على التضييق الأمني من قبل حماس، وأن آخر عملية حاول التنظيم تنفيذها وأحبطتها حماس جاءت ردًا على اعتقال حماس خمسة ناشطين من هذا التنظيم في القطاع الأسبوع الماضي، وأيضًا لإيمان عناصره بضرورة الاستمرار بالنضال ضد إسرائيل.
وأضافت المواقع، أن الحكومة الإسرائيلية في حالة سلام مؤقت مع حماس، وأعطت لها كافة الصلاحيات داخل القطاع، حيث تعتبر «تل أبيب» حماس هي السلطة الحاكمة في غزة، ولهذا عليها أن تتحمل المسؤولية بخصوص النيران التي يتم إطلاقها من منطقة نفوذها.
وأشارت المواقع إلى أن أي عمليات تنفذها تلك العناصر ضد إسرائيلي تعتبر إحراجًا لحماس، والتي يُنظر إليها وكأنها غير قادرة على حفظ النظام ضمن منطقة نفوذها، وأنها تخلت عن مقاومة إسرائيل وهو الشعار الذي ترفعه فحسب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق